كامل العدد+1..يا ألف خسارة
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
في مقالين سابقين أبديت إعجابي بالحلقة الأولى والثانية من كامل العدد+1 وهو الجزء الثاني من مسلسل كامل العدد الذي حقق نجاحًا كبيرًا في رمضان الماضي.
الحلقة الأولى كان بها تفاصيل تنبأ عن سيناريو متماسك استخدم غياب شخصية عمر بوضع خط درامي فرعي بمشكلة بين بدرة وحماتها فوزية، وتأثير هذا الغياب على أبنائه وعلى كل من ارتبط به حتى أحمد، ولكن نفس هذا الخط الدرامي جعل أخر ثلاث حلقات شديدة السوء، فامتد بلا أي مبرر بمشاهد لشخصية فوزية بكل المواقف تقريبًا ببيت ليلى وأحمد.
شخصية فوزية في الأساس غير ظريفة بالمرة، وفكرة وجود الحمى التي تمارس الجهل باستخدام عرائس الورق والوصفات الغريبة والدجالين؛ فكرة كلاشية تم استهلاكها، وما لا أفهمه وغير منطقي على الإطلاق انصياع ليلى لفوزية بالذهاب إلى دجالة لمجرد سماعها عن بنت معجبة بزوجها التي تعرف منذ زواجها منه أنه طبيب تجميل شهير يتعامل مع المشاهير!
طبيب يتعامل مع فنانات وجميلات بالتأكيد له معجبات، فمعلومة أن هناك بنت معجبة بزوجها كانت غير كافية تماما كي نقتنع أن ليلى المتعلمة وصاحبة البيزنس الخاص تذهب للدجالين من أجل معرفة هذه القصة وما ورائها.
اقرأ أيضًا…كامل العدد+1…علاقات الأمل بعد الستين
وكل الأسباب التي كتبتها بمقال سابق عن نجاح الجزء الأول حدث عكسها بالحلقات الأخيرة(3،4،5) جعلتها غير موفقة ولا تشجع الجمهور على استكمال الحلقات.
وجود شخصية فوزية مع آية صديقة ليلى، مع أبناء ليلى لكي تدخل في شؤونهم، مشاهد فوزية التي استدعت غيرة فاتن على تيمور؛ كلها مشاهد كثيرة بلا مبرر أبدا، فقد استوعبنا من أكثر من مشهد من علاقتها ببدرة وليلى أنها شخصية فضولية وحمى كما يقول الكتاب.
وكنت قد كتبت مقالا عن جمال علاقات ما بعد الستين في هذا المسلسل فوجدت أنها انقلبت لسخف في مشاهد الغيرة بين فاتن وفوزية بهذا السن من باب الحشو الزائد.
أيضًا التفاصيل التي كانت لصالح المسلسل انقلبت لتصبح تفاصيل حشو، فتجد ليلى في مشهد تشرح للمربية الجديدة حياتها ومن هي فوزية وكيف هي جدة بعض من أولادها وليس الجميع، في مشهد مقحم من باب الحشو والذي سبقه مشهد (خناقة) فوزية مع المربية ضمن مشاهد فوزية التي لم تخلق كوميديا الموقف المرجوة ولكن كانت سخيفة جدًا.
مشاهد أخرى كانت طويلة بلا منطق ضمن الحشو مثل مشهد مشاهدة مباراة شريف، ثم احتفال آخر بشريف!..وكان يمكن للمسلسل أن يصبح 10 حلقات بدلا من 15 حلقة تجنبا للجوء للحشو الذي سبب الملل للمشاهد.
على صعيد آخر لا أعلم ضمن شخصيات الأبناء لما تصر أمينة على التنمر، فشريف يستكمل حلمه بكرة القدم، وفريد يمارس حياته الطبيعية بفترة المراهقة بإعجابه بزميلته في المدرسة، وفريدة كذلك في الجامعة، ولكن ما المبرر أن تستمر أمينة في جرح مشاعر الآخرين بعمل مقلب في مدرسها بالمدرسة، ومن ثم المشهد المتكرر من مكالمة بين المدرسة وليلى والشكوى من أبنائها التي باتت متكررة بلا معنى.
في الجزء الاول حلت ليلى هذه المشكلة وتحدثت مع ابنتها عن الأذى التي تسببه للآخرين من طريقتها، وكانت القصة قد انتهت عند هذا الحد خاصة بعدما تصالحت صديقتها المقربة معها ووجدت الحب والأمان في علاقتها بفريدة وفريد وفرح، فما المبرر فيما فعلته أمينة؟…
وكيف يمكن بعد فصلها أسبوعا من المدرسة أن تتحدث في فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي بلا مبالاة على إعجابها بما فعلت بمدرسها؟…هل لا تعي خطورة ما تفعل لو وصل لإدارة المدرسة بعد فصلها أسبوعا؟..كما هناك طرق مختلفة للشهرة على مواقع التواصل الاجتماعي بعيدة عن التنمر على المدرسين.
شيء آخر ملحوظ بشكل قوي، وهو استخدام زائد للموسيقى التصويرية في خلفية المشاهد والتي تحدثت عنها بأكثر من مقال أنها تضعف العمل لا تقويه، وتشعر المشاهد أن الموسيقى مستخدمة كي تدفعه دفعا للضحك بلا مناسبة، فلو كان المشهد سخيفا فلن تساعد الموسيقى أبدا.
الحلقات يتم بنائها لتذهب لطريق معروف وظهر بعض منه في برومو المسلسل، ستخضع ليلى لفوزية أكثر ونساء العائلة وتقاتل من أجل الحفاظ على أحمد، ولو اكتفى المسلسل بهذه الحبكة الضعيفة فقط خسر كثيرا، وبعد الحلقة الخامسة أقول يا خسارة يا كامل العدد+1 وكان الجزء الأول أفضل بكثير في بداية حلقاته الخمسة.
الكاتب
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال