“قبل عرض مسلسل معاوية” كتب تاريخ الفتنة بين الصحابة أيها نقرأ مع كثرتها؟

وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال

يترقّب قطاع واسع من المشاهدين العرض الأول لمسلسل “معاوية”، الذي ستبثه قناة MBC خلال الموسم الدرامي الرمضاني لعام 1446هـ / مارس 2025م، يأتي هذا العمل من تأليف الصحفي خالد صلاح وإخراج طارق العريان، ليُلقي الضوء على إحدى أكثر الفترات جدلًا في التاريخ الإسلامي.

يسلط المسلسل الضوء على الحقبة التي تلت اغتيال الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب، وانتقال الحكم إلى ذي النورين عثمان بن عفان، وما أعقب ذلك من أحداث درامية بلغت ذروتها باغتياله، ثم يستعرض المسلسل تولي الإمام علي بن أبي طالب الخلافة، وما نجم عن ذلك من خلاف بينه وبين والي الشام معاوية بن أبي سفيان، وهو النزاع الذي انتهى باغتيال الإمام علي، وبعد ذلك، يتناول المسلسل صلح عام الجماعة بين الحسن بن علي ومعاوية، حيث شهد التاريخ الإسلامي بزوغ فجر الحكم الوراثي، معلنًا بداية العصر الأموي.

كيف نتعامل مع المسلسل؟

منذ الإعلان عن “البرومو”، أثار المسلسل جدلًا واسعًا بين مؤيدٍ ومعارض، وبين متحفِّزٍ ومترقِّب، ومع ذلك، لا يمكن التعامل مع المسلسل باعتباره مرجعًا تاريخيًا، فهو في نهاية المطاف عمل فنيٌّ يستلهم من التاريخ دون أن يكون ملزمًا بالدقة التوثيقية، فالحبكة الدرامية تفرض إيقاعها الخاص، مما يجعله دراما روائية تستوحي الأحداث أكثر مما تنقلها كما هي لأنه ليس عمل وثائقي.

لذا، من الأجدر أن يُنظر إلى المسلسل باعتباره محفِّزًا على البحث والقراءة حول الحقبة التاريخية التي يعالجها، بدلًا من اعتباره مصدرًا معرفيًا نهائيًا أو شبه نهائي، ولا شك أن التطرُّق إلى تاريخ الفتنة بين الصحابة ثم الخلاف بين “علي” و”معاوية” سيكون من أكثر المواضيع حساسيةً وإثارةً للجدل على امتداد الحلقات الثلاثين.

مأزق كتب تاريخ الفتنة بين الصحابة وترشيحات الميزان لأهمها

الفتنة بين الصحابة - رسمة تعبيرية — الفتنة بين الصحابة – رسمة تعبيرية

تكمن إشكالية كتب تاريخ الفتنة بين الصحابة في أنها انحازت إلى طرفين متباينين؛ فإما أن تضفي هالةً من التقديس عليهم، رغم أنهم غير معصومين، أو أن تذهب إلى النقيض بتدنيس تاريخهم وتشويهه بل ويصل الأمر لدرجة التشكيك في أنهم مسلمين.

وغالبًا ما لعبت الطائفية دورًا أساسيًا في هذا الانحراف العلمي، وقد دفع هذا التباين عددًا من الباحثين لاحقًا إلى تقديم اجتهادات جديدة تسعى إلى رؤية أكثر اتزانًا إلا أنها وقعت في فخ الهوى الطائفي أو الهوى الشخصي، خاصةً الاعتماد على كتب التراث وحدها، دون تمحيصٍ، قد لا يقود إلى استنتاجات دقيقة أو ذات قيمةٍ علمية.

من هذا المنطلق، فإن قائمة كتب تاريخ الفتنة بين الصحابة التي يرشحها موقع “الميزان” تندرج تحت تصنيف “الكتب التاريخية” لا “الكتب الدينية”، كما أنها ليست مجرد كتب تراثية قديمة، حتى وإن تلاقت معها، وإنما هي دراسات أكاديمية تتعامل مع هذه الحقبة باعتبارها أحداثًا تاريخية ينبغي دراستها بموضوعية، بعيدًا عن النزعات العقائدية، وتهدف هذه القائمة إلى تمكين القارئ والمشاهد من تكوين موقفٍ واعٍ قبل التفاعل مع المصادر الأخرى.

وتقتصر هذه الترشيحات على فترة الفتنة بين الصحابة تحديدًا، دون التوسع في كامل تاريخ الدولة الأموية أو عهد معاوية بن أبي سفيان.

والجدير بالذكر أن التغطية التي سيقدمها موقع الميزان للمسلسل ستتضمن تقارير ثريةً بالمراجع لكل حلقةٍ على حداها، مما يتيح للمتابعين العودة إلى المصادر الأساسية لمزيد من التعمق.

إقرأ أيضا

ضابط من نكسة يونيو يتكلم (2-3) بير تمادا وبطولة قضت عليها العشوائية

(ترشيحات موقع الميزان)

تم اختيار هذه المراجع وفق معيار الأولوية، نظرًا لأهميتها كمصادر تأسيسية تمنح القارئ مدخلًا أوليًا إلى الحقبة التاريخية المعنية، ولا يعني إغفال بعض المراجع الشهيرة لمفكرين أو علماء بالضرورة التحفظ عليها، بل هو اختيارٌ منهجي يهدف إلى تقديم محتوى متوازن، ومع ذلك، سيتم الاستعانة بهذه المراجع عرضًا، سواء بالاستدلال بها أو بنقدها وتحليلها، وذلك ضمن التغطية الشاملة للمسلسل.

قائمة المراجع فهي :-