كلمتين حلوين وبس

من أجمل ما قدمته حملة “تجمل بالأخلاق” التي أطلقتها الشركة المتحدة، هو الاستعانة بالبرنامج الإذاعي “كلمتين وبس” الذي كان يقدمه الفنان فؤاد المهندس ويكتبه الكاتب الصحفي أحمد بهجت على إذاعة البرنامج العام الذي تربينا عليها، وعلى برامجها، وكانت أوقاتنا تضبط حسب مواعيد إذاعة برامجها.

الغرض من هذه الحملة إعادة بناء المجتمع والتوعية بالأخلاق والتحذير من السلوكيات السيئة مثل التحرش والتنمر، وإحياء السلوكيات الطيبة.

كان هذا البرنامج يستعرض كل يوم مشكلة موجودة في المجتمع المصري ويناقشها من خلال أسرة من تأليف الكاتب عائلها اسمه أبو سيد وزوجته أم سيد وكان لهما جيران ومعارف وأصدقاء عمل وعلاقات عديدة.

كان الفنان فؤاد المهندس يهل علينا كل صباح ليحكي لنا يوم من يوميات أبو سيد وأم سيد ومن خلاله يستعرض المشكلة التي يريد مناقشتها، كل يوم مشكلة أو سلوك خاطئ.

ارتبطنا بهذا البرنامج وبصوت فؤاد المهندس وبعائلة أبو سيد، أذكر أنني كنت مغرمة بسماع حكايات أبو سيد وأم سيد وكنت أحاول أن أؤجل موعد نزولي إلى المدرسة حتى ينتهي فؤاد المهندس من سرد حكاية أبو سيد وأم سيد، وبعد سماع الحكاية كل صباح أتخيل بيت أبو سيد ومكان عمله، وصالة بيته، وأتخيله وهو يجلس في الصالة يحكي لأم سيد عن أحداث اليوم وعن زميله عبده وما فعله ودائما أم سيد تعلق ولكن الحكمة والنظرة الثاقبة دائما لدى أبو سيد، ودائما هو الذي يحل الأزمة أو يعلق على تصرف عبده الخاطئ بعقل وتدبر.

وأوقات كان يظهر سيد في الحكاية، عندما تحكي أم سيد لأبوه عن أفعاله في المدرسة ومع أصحابه ومع صديقه علي ابن جارتها وصاحبتها أم علي، ومن الحكي توقعت أن يكون سيد ربما يكون من عمري، وربما يكون زميلي في المدرسة، أو جاري في الحي، أسير أبحث عنه أو أتوقع ان أقابله يومًا لأخبره أنني أحب والده وووالدته الست الطيبة أم سيد، وأطلب منه أن يستضيفني عندهم في البيت لأقابل أبو سيد ووالدته الست أم سيد ويجعلني أشاهد صالة بيتهم التي تشهد أهم الأحداث وأهم المعارك التي تحدث فيها.

إقرأ أيضا

متحف محمود خليل…لوحات عالمية ومتعة لا يعرف عنها الكثيرون

كنا مرتبطين بهذه الأسرة التي تشبهنا كلنا وبيتهم الذي يشبه بيوتنا جميعًا، وبعد عدة سنوات أحيت الشركة المتحدة هذه الذكريات في نفسي واسترجعت أيام الشتاء وصوت فؤاد المهندس الدافيء في الصباحات الباردة.