كيف سرق صلاح جاهين أشعار الآخرين وانتحل شخصيتهم؟

لم نسمع أن الشاعر صلاح جاهين قد سرق ولو مفردة واحدة من شاعر آخر، أو سطى على عمل أدبي لكاتب آخر، لكن بعد وفاته نُسبت له رباعيات لم يكتبها، وظُلم الشاعر فؤاد قاعود، فهناك رباعية تنسب لـ”جاهين” منذ سنوات طويلة، رغم أن “قاعود” صاحبها. وكأن تهمة السرقة تُنسب لـ”جاهين” عمدًا.

بدأ الشاعر فؤاد قاعود كتابة الشعر قبل أن يتعلم القراءة والكتابة، يروي شعره للآخرين ويدونونه ثم يرسلونه للمجلات التي تهتم بنشر الأشعار الشعبية.

الذي قدم فؤاد قاعود للناس والجمهور، هو صلاح جاهين، ويروي عن لقاءه به، يقول: عندما ألتقيت بفؤاد قاعود كان شابًا صغيرًا، لكن شيئًا في عينيه يظهر أنه عجوزًا، وأشعاره تنبض نبضًا عجيبًا، يسخر كالسياط، وشعره له مذاق كالسكر، فكاتب الشعر كما أعرفه وأفهمه”.

بدأ الشاعر فؤاد قاعود ينشر في مجلة صباح الخير، بعدما قدمه صلاح جاهين للناس، وعمره لا يزال في الرابعة والعشرين من عمره.

لكن ثمة شيئًا غريبًا يحدث في منذ سنوات، أن رباعية شهيرة تنتشر كالنار في الهشيم على مواقع وسائل التواصل الاجتماعي، وتُنسب للشاعر صلاح جاهين، رغم أن صاحبها هو الشاعر فؤاد قاعود، وتقول الرباعية:”المجتمع زى الرصيف وسخ ولا زم يتكنس، فى ناس بتعرق ع الرغيف، وناس بتعرق م التنس”.

الرباعيات التي اشتهر بها الراحل صلاح جاهين، تجعله لصًا غير مباشر، لرباعيات الآخرين، فما إن يكتب شاعرًا رباعية تشبه رباعيات جاهين إلا وتنسب له، سواء كانت ضعيفة، ولا يكتبها “جاهين” أصلًا، أو رباعية جيدة، فأحيانًا تنسب له رباعيات يستحيل أن يكتبها، مثلما نُسبت له رباعية تقول:” يا عسكري واقف بالفرس على جتتي، لا انت البطل ولا انت فتوة حتتي، يوم ما تقول هاخد البلد، هقولك خدها بس على جثتي”.

ورغم أن سامية جاهين، ابنة الشاعر صلاح جاهين خرجت وقتها تناشد الجميع بأن يتوقفوا عن تداول الرباعية باسم والدها، لأنه لم يكتبها، بالإضافة إلى أنها رباعية رديئة، لا تنتمي لفكره الفلسفي أو الوجودي الذي كانت تتميز به رباعياته،إلا أن الرباعية ما زالت تتداول، وباسم صلاح جاهين.

ومنذ أيام قليلة، قال الشاعر سامح هريدى إن الرباعية المتداولة التي تنسب لصلاح جاهين،  والتي تحمل عنوان “المانجة قالت للعنب إتلم يا مفرط” من أشعاره وليست من أشعار “جاهين”.

إقرأ أيضا

معركة الميديا .. كيف انتصرت الكاميرا للقضية الفلسطينية لأول مرة؟

وأعترف هريدي أن الرباعية ملكه هو، وهي مسجلة كأغنية منذ ست سنوات، بصوت مطرب الأغنية الشعبية معوض العربي، والذي تسبب في نسبتها إلى صلاح جاهين، هي أن صفحة “جاهينيات” على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، نشرتها.

وتقول الرباعية:”المانجة قالت للعنب.. إتلم يا مفرط، مركون ومالك سعر علي أيه بتتشرط، زعل العنب منها .. راح مشتكي للموز، وقاله ينفع كده؟ .. أو حتي يعني يجوز؟، إكمنها زبدية؟ .. تعمل كده فيا؟، ده أنا كنت في العنقود .. جميل وليا العجب، بس الزمن دار بيا .. ودا شئ عليا إنكتب، فأنا حقي لو مجانيش .. ها أقلبها قله أدب”.