قصيدة “حوت رائد الفضاء” حدوتة الكائنات الأكثر شعورًا بالوحدة

مهما شعرت نفسك وحيدًا فلن تصل أبدًا لوحدة حوت رائد الفضاء بطل هذا التقرير، فالرائد والحوت وصلا لمرحلة من الوحدة جعلتهما يأخذان لقب الكائنات الأكثر شعورًا بالوحدة في العالم، هيا بنا لنعرف قصتهما.

حوت رائد الفضاء

عام ٢٠١١م، كتب الشاعر “جوي بي” قصيدة رائعة بعنوان “حوت رائد الفضاء”، تتحدث القصيدة عن حوت ذكي، كان طموحه أكبر من البحار والمحيطات، يحلم بالسفر للفضاء الخارجي، ويومًا ما نفذ حلمه وقفز خارج المياه ووصل للقمر، وهناك قابل رائد فضاء يعيش وحيدًا، وصارا أصدقاء على الرغم من اختلافهم الكلي في الشكل والحجم والكلام، ولكن جمع بينهم الذكاء والطموح، وقام الثنائي بالسفر في الفضاء بأكمله، وتعلما لغة تواصلا بها سويًا، وحققوا كل أحلامهم، لكن شعر الحوت بالضيق بعد فترة، وأخبره رائد الفضاء أنه ربما يكون الحنين للوطن هو السر وراء هذا الشعور، وفجأة قرر الحوت العودة للمحيط، وعلى الرغم من حزن رائد الفضاء إلا أنه احترم رغبته وساعده في العودة، وكانت أخر كلمات الحوت لصديقه، أن يعود هو الآخر لوطنه، وعاد الحوت بالفعل لكن لم ينقطع التواصل بين الأصدقاء، فقد ظلا يغنيان الأغاني لبعضهما دائمًا.

اقرأ أيضًا 
أول جريمة تحدث في الفضاء الخارجي .. كيف سيعاقب الجاني؟

انتهت القصيدة على ذلك، قصيدة عظيمة اقتبس منها العديد والعديد من الأغاني المشهورة، ولكن الأعظم أن القصيدة نفسها مُقتبسة من أرض الواقع لقصص حقيقية لحوت ورائد فضاء، لم يتقابلا أبدًا ولم يجمعهما زمان ولا مكان، ولكن جمع بينهما الوحدة.

الحوت الأكثر شعورًا بالوحدة

في عام ١٩٨٩م، اكتشف العلماء حوت اسمه “٥٢ هيرتز”، وهو الحوت الوحيد المتبقي بعد أن انقرضت فصيلته بأكملها، لم يتبق سواه، ولكن ليس هذا هو السبب الوحيد في حصوله على لقب الحوت الأكثر وحدة في العالم، من المعروف أن مختلف أنواع الحيتان تتواصل مع بعضها البعض عن طريق إصدار ترددات ترسلها وتستقبلها فيما بينها، ما عدا هذا الحوت فهو يُصدر ترددات عالية للغاية لا يستطيع أي حوت آخر أن يفهمها ويستقبلها، ويعيش هذا الحوت حياته كلها مُتنقلًا بين المحيطات بحثًا عن عائلته، ولكنه لا يجد سوى الفراغ والوحدة، ومنذ اكتشافه وهو محط بث لعلماء البحار، كما أن قصته الحزينة صارت مصدر إلهام للفنانين والشعراء، ووقع في غرامه الموسيقيين بسبب صوته الذي يُشبه صوت آلة البوق.

رائد الفضاء الوحيد

أما عن رائد الفضاء، فنحن نتحدث عن”باز ألدرن” رائد الفضاء الذي عاش أكثر اللحظات وحدة في العالم كله، البداية كانت في رحلة الفضاء الشهيرة “أبولو” التي ذهب فيها ثلاثة من أبرز وأشهر رواد الفضاء للقمر، هم “نيل أرمسترونج”، و”مايكل كولينز”، و”باز ألدرن”، عندما وصل الأخير على سطح القمر، فقد التواصل مع زملائه وفقد التواصل مع الأرض، وعاش عدة دقائق في عزلة عن أي شيء بشري، وظل في الفراغ واللاشيء، في موقف لا يُحسد عليه استحق أن يأخذ بسببه لقب الإنسان الأكثر وحدة في العالم، وفجأة سمع صوت تردداته تشبه نفس صوت الحوت الذي سبق وأن تحدثنا عنه، وليس هو فقط بل أصدقائه أيضًا سمعوا الصوت، وأخبروه بذلك بعد أن عثروا عليه، وحتى وقتنا هذا لا يوجد أي تفسير علمي لحقيقة الصوت الذي سمعوه، أو كيفية سماعهم له من الأساس.

وهكذا رأى الشاعر”چوي بي”، أن الوحدة والعزلة خلقت رابط بين الحوت ورائد الفضاء، وجمعت بينهما، وصور هذا الترابط في قصيدته الشهيرة، ولعل أشهر الأغاني التي اقتبست من القصيدة، الأغنية الكورية.

إقرأ أيضا

قمر الثلج.. عندما تتزين السماء بـ “الميني مون”

اقرأ أيضًا 
تسلا الأب الروحي للتيار الكهربائي.. عالم ظلمه إديسون ونصفه إلون ماسك

“sing for you”التي وصف من خلالها فرقة “إكزو” الكورية، معاناة الحوت ورائد الفضاء بدقة شديدة، واستطاعوا من خلالها تجسيد مشاكلهم الشخصية، حيث أنهم مروا بتجربة تشبه الى حد ما تلك القصة، هذه الفرقة هي عبارة عن تعاون كوري صيني، كان أعضاء الفرقة يعيشون معًا في منزل واحد، ورغم اختلاف اللغة والشخصيات، إلا أنه جمع بينهم الموهبة وحب الفن والغناء، ويومًا ما قرر أحد الأعضاء صيني الجنسية أن يخرج من الفرقة ويتركهم، ومن هنا بدأ التفكك في الفرقة، وخرج الأعضاء الصينيون واحد تلو الآخر، وانتهت الصداقة، وقرر أعضاء الفرقة المتبقيين أن يغنوا أغنية توصف حالتهم، فلم يجدوا أفضل من تلك القصيدة لتمثلهم.