لا كهربائي ولا بيفهم فى الكهربا
-
عزة سلطان
كاتب نجم جديد
مبالغات نحن النساء، عاطفيات نسقط باكيات لأقل الأسباب، كم امرأة قرر رجلها مشاركة مشاعره لها مع امرأة أخري وباستخدام الكلمة الدارجة (خانها) وكم من هؤلاء صفحن عن الفعل ومرت الأزمة؟
عزيزتى جيجى
كنا نتحدث عن فعل الخيانة، وأقول لك أننى لا أحب استخدام هذه الكلمة، إنها كلمة تعني استمرار الإرث، نحن النساء سبايا الحروب، وجواري الملذات، ندفع فواتير التراجع والوشاية.
حين نقول خان فنحن نضع صك امتلاك، عبودية أخرى، تنهار النساء وتوصم الرجل بالخيانة، سعيًا فى رد اعتبار، فى امتلاك رجل، مثلما يتم امتلاكها.
المشكلة يا جيجي اننا في مجتمعاتنا تولد النساء عبيد، إلي أن يتحررن إن كانت إحدهن حسنة الحظ وكان لها أسرة تفهمت كون المرأة كائن حر، غير ذلك نحن جواري وسبايا.
ألم تسمعي عن فتيات هربن من جحيم البيت بزواج غير مناسب، كل منهن تنتقل من أسر إلي أسر آخر، من عبودية إلي عبودية كل منهن تبحث عن تحسين شروط العبودية وليس أكثر.
يا جيجي إن الحقائق مؤلمة نخض الطرف عنها كوننا لا نرغب فى مزيد من الوجع، لكن الوجع لا يزول إلا بكشف الجراح وتنظيفها حتي نتعافي.
نعم ليس هناك فعل خيانة لأن هذا الفعل قائم علي الامتلاك، وفي علاقات الحب ليس هناك امتلاك، ربما توافق، آمان، ثقة، إنني أُفضل لفظة خذلان، فهي الأوقع في علاقة تشمل طرفين.
تري يا جيجي إن خانت المرأة كان مثل إن خان الرجل؟
والخيانة يا عزيزتي تبدأ من مشاركة المشاعر حتي مشاركة الجسد، ستقولين ما يقوله الآخرون المرأة غير الرجل، وأتفق معك فى تعاملنا إزاء الجنس، فكثير من الرجال يتعاملون مع الجنس بشكل وظيفي، وأحيانا تكون طريقتهم فى التعبير عن الحب، في حين أن كثيرات من النساء وربما الغالبية يأتي الجنس لديهم فى مرحلة متأخرة بعد الحب، فالمرأة تعبر عن مشاعرها بالكلمات، ولا تستسلم فى علاقة إلا بعد مقدار كبير من الثقة والآمان.
أخبريني يا جيجي هل نناقش العلاقة من قبيل أنها علاقة بين طرفين؟ لو أننا فعلنا ذلك فدعينا نُنكر لفظة خيانة، هم يوروثوننا، ينقلون ملكيتنا من رجل إلي رجل
يا جيجي
سأحكي لك عن امرأة نال الشك من أهلها في سلوكها، هل تعرفين ماذا فعلوا بها، اجتمع رجال أسرتها مع زوجها وقادوها إلي النهر، وقيدوها وألقوا بها فى النهر، ماتت بدعم من الشك.
أما الرجال إن ضُبط أحدهم مع إمرأة فهو دليل فحولة وتميز، تنهار النسوة حين يذهب أزوجهن لنساء أخريات، تبكين، وكثيرات تصفحن لاعتبارات الأسرة والأطفال وعشرات الأسباب.
لكن النساء إن فعلت قُتلت.
يجن الرجل إن عرف أن امرأته تشارك رجل مشاعرها أو جسدها، هل تعرفين يا جيجي ماذا يشغل الرجل؟ من هو غريمه؟
في فيلم حماتي ملاك يثور الزوج (يوسف فخر الدين) متحدثًا مع صديقه ومؤكدًا أنه لابد أن يعرف من الرجل الآخر فى حياة زوجته، قبل أن يُطلقها أو يقتلها.
لأن غالبية الرجال يتعاملون معنا كإرث حتي وإن لم يصرحوا بذلك، صار ذلك سلوك منبعه اللاوعي، ولذا هو مشغول بمن امتلك امرأته، حريص علي التعرف علي المالك الجديد، هي قضية ثأر إذن فأهميته فى مقابل أهمية مالك آخر.
هل ضحكتي علي النكتة حين قال أحدهم لرجل زوجتك علي علاقة بالكهربائي، فرد الرجل لا كهربائي ولا بيفهم فى الكهربا.
كثيرون منا ضحك علي هذه النكتة وتنويعاتها ولم نلتفت إلي أن الزوج كان معني بالمالك الجديد، بالصياد الذي نجح فى اقتناص فريسته، ومهاراته، قبل أن تتحرك غريزة الحرب بداخله ليفسد علي المالك الجديد ثروته، البعض يُوصم المرأة فى سلوكها، وبعضهم يقتلونها وكثير هي أشكال الثأر.
عزيزتي جيجي
إننا كأمهات وأباء مسئولين عن استمرار استعباد بناتنا، انها التفاصيل الحياتية، البنت التي لا يمكنها الخروج بمفردها وعليها أن تصطحب أخيها حتي لو كان طفلًا، المراقبة الدائمة لبناتنا ليست لحمايتهم ولكن لأنهن متهمات دومًا ومشكوك فيهن.
إننا من نعزز الاستعباد، حتي شروط الزواج هي شروط أقرب لعقد الصفقات في البيع والشراء.
نعم يحق لهم استخدام لفظة خيانة فقد دأبوا علي التعامل معنا بوصفنا جواري، لسنا شركاء فى علاقة، فالرجل يدخل علاقات متعددة وأقصي ما تصل إليه المرأة أن تنهي علاقتها بها وتتحمل التبعات، فإن كانت أم عليها أن تشقي لتربية أطفالها، وإن لم تكن عليها أن تحتفظ بجراحها وخبرات سيئة قبل أن تدخل علاقة جديدة.
لكن لو المرأة خانت عليه أولا أن يبحث عن الشريك، سيجد وقتها كل الدعم من الجميع.
لدينا الكثير من الوجع يا جيجي قبل أن نصف أنفسنا بشركاء فى علاقة، إننا بنات العبودية، مجتمع تدفع فواتيره النساء، لكنها لا تستحق أي مقبل حتي أبسط حقوقها ف اختيار الشريك.
اقرأ أيضا
الانتظار .. الجزء الأصعب من الحكاية
الكاتب
-
عزة سلطان
كاتب نجم جديد