في عيد الحب أيهما أقوى الدبدوب أم القرنبيطة ؟
-
أحمد الأمير
صحافي مصري شاب مهتم بالتحقيقات الإنسانية و الاجتماعية و السياسية عمل في مواقع صحافية محلية و دولية عدّة
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
مع عيد الحب وتلازمية الدبدوب يأتي سؤال، هل صحيح أن النفعية تقضي على المشاعر والرومانسية وأصبحت الأشياء المادية مسيطرة على العلاقات العاطفية لدرجة أن رمزيات الحب لم تعد هي الأهم وتحتاج إلى تطوير ؟.
اقرأ أيضًا
قصص الحب الصادمة في السينما المصرية .. المثلية والخيانة والاغتراب
بالطبع أكاليل الورود الحمراء والدباديب ذات نفس اللون أصحب شيئًا مملًا فأكوام الدباديب أصبحت متراصة في غرف المرتبطين والمتزوجين والمخطوبين ولم تعد لها لذتها كالسابق.
عيد الحب في زمن سوشيال ميديا الصعايدة
لم يكن أمام “الحاج الضوي” الكوميديان الصعيدي سوى أن يغير طريقة التعبير عن هذه الرمزيات بعد أن رأى زوجته “أم شحتو”تمسك بدبدوبٍ كان قد اشتراه لها في عيد الحب وتكتم به أنفاسه ليتفاجأ باثنين من أصدقائه متزوجان لتوهم بعد الكابوس يحملان الدباديب، وهو ما رآه الضوي غير مجدي ولا يعبر عن رمزية الحب الذي يحكمه بعد الزواج الإنشغال بالماديات والطعام ولذلك قرر أن يهدي زوجته “قرنبيطة” بعد صدمته بطبخها الببغاء مع الملوخية و الذي اشتراه أيضًا في نفس المناسبة.
قد يكون احتفال “الضوي” الأقرب إلى المصريين، والأقدر على توصيل رسالة بأن الحب ليس سلعة رمزية وإنما الحب يبدأ بسد إحتياجات أساسية تتمثل في الطعام والملبس ثم لنتحدث عن الدبدوب الأحمر و إكليل الورد بعدها فلا شك في أن مضامين ومفاهيم الحب والغرام تبدلت كثيراً في الآونة الأخيرة وباتت لسوء الحظ مرتبطة بشكل غريب بالمغريات الماديّة والمظاهر الخارجيّة إذا لماذا كانت مادية ” أم شحتو” أقوى من المشاعر والأحاسيس هل لحب الطعام والمال رومانسيةً أيضًا؟.
وإذا كان الحب مرتبطًا بالمادة فلماذا للحب عيد تشتري فيه الأشياء المادية من الأفضل أن يقتصر العيد على العلاقة الغرامية بين شريكين فعندما لا تتوافر الرغبة ويغيب الشعور بالذات وتصبح العلاقات استثمارية وتصبح المادة رمزًا لاهتمام الشريك ويقتصر الأمر على ذلك حتى يأتي إحتفالاً جديدًا من كل عام.
الواقع مع عيد الحب
المشكلات المالية وغلاء المعيشة وتضخم الأسعار كل هذه الأشياء تضرب الحب وتجعل من المحبين أسرى وتقلل منهم تدريجياً الأمور الرمزية في الحب ثم بشكل هستيري يبدأ الصراع على المادة خصوصاً على الأمور الترفيهية أو غير الضرورية فإذا كنا نحتفل بالأعياد والمناسبات التي تعبر عن الحب فما ضرورة الاحتفال بشعور الحب الذي نختبره يومياً وفي كل لحظة ولا شك هو مسألة روحية سامية لا تشترى بـ الدباديب والورود ولا القرنبيط.
من المؤكد أن معظم الخلافات والمشكلات الزوجية تبدأ بسبب المال فالخلافات المادية بين أي زوجين كانت ولا زالت أقوى من التوافق العاطفي بينهما وصراع يدخل الأزواج في دائرته على الرغم من عدم إرتباط الحب بالمال في بداية العلاقة التي تبدأ بالورود والوعود ثم تنتهي حتمًا إلى علاقات فوضوية غامضة لا يسعى فيها الشريك إلى إرضاء شريكته سوى بالمال والعناء والجهد ليحقق الحب المراد.
الكاتب
-
أحمد الأمير
صحافي مصري شاب مهتم بالتحقيقات الإنسانية و الاجتماعية و السياسية عمل في مواقع صحافية محلية و دولية عدّة
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال