لماذا كذب محمد علي وقال لأولاده: أنا وُلِدت يتيما؟
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
قبل وفاة محمد علي باشا بعام واحد صُكَّت ميدالية ذهبية تذكارية عام 1847 م، لإنشاء القناطر الخيرية شرق القاهرة، وسجل فيها أن محمد علي من مواليد عام 1770 م، وهو نفس التاريخ الموجود على قبره في القلعة، وعليه احتفل الملك فاروق بمئويته الهجرية.
في هذا كله إثبات لأول مرة كذب فيها محمد علي باشا، حيث ذكر لسليمان باشا الفرنساوي أن سنة ميلاده هي 1769 م، ليرمز إلى أنه ولد في العام الذي شهد ميلاد نابليون بونابرت والقائد الإنجليزي الكبير ولنجتون آرثر ويلسلي، لكن لم تكن هذه هي كذبة محمد علي باشا الوحيدة، بل كانت هناك كذبة ثانية لكنها أشد من الأولى، وهي كذبة ميلاده يتيما.
الجذور الأولى لأسرته تقول إنه كان نجل إبراهيم أغا بن عثمان بن إبراهيم، وهي أسرة عسكرية ذات أصل غير معروف والإجماع فيها أنها عائلة ألبانية.
في بلدة قولة شمال اليونان تزوج إبراهيم أغا من خضرة بنت محافظ قولة، وأنجب منها محمد علي سنة 1770 م ثم توفي سنة 1791 م، وكان الكذب هو ما زعمه لأنجاله أن والده مات وعمه طوسون رباه وهو لم يكمل 5 سنوات والحقيقة أنه توفي وكان عمر محمد علي باشا 21 عامًا، وهو التاريخ المدون على قبر والد محمد علي في قولة.
أسباب نفسية لم يحسمها غالبية المؤرخين كما ذكرت المؤرخة المصرية عفاف لطفي السيد مارسو بكتابها الإنجليزي “مصر في عهد محمد علي” وترجمه عبدالسميع عمر، فربما كانت علاقته بوالده سيئة جعلته يُرَّبى في بيت عمه طوسون والذي لا ولد له، وعرفاناً بالجميل سمى ابنه على اسم عمه طوسون.
هناك تفسير نفسيٍ آخر وهو رغبة لديه في قطع كافة الصلات بماضيه الذي ربما رآه غير مناسبٍ للمجد الذي وصل فيه وبالتالي اخترع ماضيٍ يلائمه.
البديل لتلك الاحتمالات النفسية تفسير أكثر احتمالاً في وقوعه وهو أنه اخترع تلك القصة ليزيد من قوته العصامية التي أوصلته إلى قمة المجد حيث حكم مصر وأسسها على الوجه الحديث وامتدت قوته حتى وصلت إلى عاصمة العثمانيين.
إقرأ أيضاً
قصة الآثار المصرية الضائعة على يد “محمد علي” و أحفاده
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال