لماذا يعتبر اليهود ” التلمود البابلي” هو المصدر الأول للتشريع؟
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
ينبع التشريع في اليهودية من منبعان رئيسان هما التوراة والتلمود، وقد تأثر حكماء اليهود هذين المنبعين تأثرًا كبيرًا، فإذا ما نظرنا إلى كتبهم وبروتوكولاتهم نجدها متأثرًا بهذين الكتابين فهما المنبع والمصب لكل شيء في اليهودية.
التلمود البابلي
يسمى التلمود البابلي باسم” جماره” ، وهو خلاصة الأفكار التشريعية والأساطير الخاصة بحكماء إسرائيل في فترة اختتام “المشناة” بداية القرن الثالث، سواء من المقيمين في أرض بابل أو فلسطين، وهناك مجموعة أقدم من التلمود البابلي يُعرف باسم التلمود المقدسي أو الأورشليمي.
والتلمود هو خلاصة اليهودية الشفاهية عند الحاخامية، وقد كتب نحو عام 500 ميلادية، لتوضيح الكتابات التانيمية التي تناقش مواضيع وتفسير الكتاب العبري تفسيرًا واسعًا، لذلك اعتبروه النص المركزي لليهودية الحاخامية والمصدر الأول للتشريع في كل المجتمعات اليهودية.
ويحتوي التلمود على تعاليم الحاخامات في موضوعات مختلفة، منها الشريعة والأخلاق والفلسفة والأعراف والثقافة الشعبية لليهود، والفلكلور، إلى جانب أدبيات الحاخامات، كل هذا في 63 مقالة أو عنصر.
التلمود المقدسي
هناك مجموعة أقدم من التلمود البابلي، وهو التلمود الأورشليمي أو المقدسي، ويعرف في عدد من الروايات باسم التلمود الفلسطيني، ذلك أنه كتب بالآرمية الفلسطينية، وهي لغة تختلف عما كتب بها التلمود البابلي .
ويعبر التلمود البابلي هو ملخص المشناة على مر 200 سنة في مدارس الجليل ، وحسب روايات تاريخية فإن هذا التلمود قد تم تنقيحه في نهاية القرن الرابع الميلادي لم يكن بجودة عالية ذلك أن ديانة الامبراطورية الرومانية كانت المسيحية وكان وقتها قسطنطين هو الملك الذي يحكم وكان معروفًا بعدائه لليهود.
ورغم الحالة الناقصة التي كتب بها حكماء اليهود تلمود بابل، لكنه كان مصدرًا أساسيًا لتطور التشريع في الدولة العبرانية، وقد أخذ منه التلمود البابلي واعتمد عليه بشكل كبير، فقد درسوه في مدارس القيروان مدرسة حنانيل بن حوشيل ونسيم بن يعقوب.
مباحث التلمود
يتألف التلمود من 6 مباحث( سيدرام )، وكل مبحث يتألف من 7 إلى 12 مقالة تُدعى (مسيخوت)
ـ المبحث الأول البذور ( سدر زراعيم مسيخت): وهو يبحث في الصلوات والعبادات،ثم الأعشار والتشريعات الزراعيّة، لذلك عُرف باسم البذور.
ـ المبحث الثاني الفصول ( سدر موعد مسيخت)، وهو مبحث يختص بالأعياد عند اليهود وأحكام يوم شبّات والتقاليد الخاصة به.
ـ المبحث الثالث النساء ( سدر نشيم مسخيت) : يختص بقوانين الزواج والطلاق وحلف اليمين والنذور والوصايا.
ـ المبحث الرابع العقوبات ( سدر نزيقين مسخيت): يشتمل على التشريع المدني والجزائي، وطريقة عمل المحاكم وتحليف الأيمان.
ـ المبحث الخامس المقدسات (سدر قداشيم مسيخت) : يبحث في شعائر التضحية والهيكل وأحكام الصوم.
ـ المبحث السادس الطهارة ( سدر طهروت مسيخت): وهذا المبحث يختص بأحكام الطهاة والشعائر.
والتلمود المستخدم حاليًا كمصدر للتشريع عند اليهود هو التلمود البابلي، إذ يعتقد الروم الأرثوذكس أن التلمود البابلي يجمع بين الممارسات الدينية والوصايا الشفاهية، أو ينظم محتوى الحكمة بي الوصية والتطبيق .
اقرأ أيضًا : أسفار موسى.. أدبيات العهد والخلق والتكوين
الكاتب
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال