همتك نعدل الكفة
526   مشاهدة  

لماذا يعتمد أردوغان على الميليشيات ولا يجرؤ على استخدام جيشه النظامي في أي صراع

الميليشيات
  • باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



في أي صراع تكون تركيا طرفًا فيه بعد أن تُقْحِم نفسها به نجد أن أردوغان يعتمد على الميليشيات دون استخدام جيشه النظامي.

تحليل الشخصية أولاً

اردوغان
اردوغان

إن تحليل شخصية وأفكار وعقيدة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان يضعه في مكانة منفردة لأنه استوعب كل تجارب الحروب والصراعات الدموية في محيطه الإقليمي والدولي ومن كل تاريخ أجداده الذين غزوا العالم تحت راية الدين ووظفوا كل كلمة وتفسير في القرآن والسنة لخدمة مشروعهم الإمبراطوري الذي يسمح لهم باحتلال الدول “فتحها” ونهب ثرواتها وسلب إرادتها بالحديد والنار وتحت قوة السلاح.

أسباب عدم استخدام الجيش النظامي والاعتماد على الميليشيات

أردوغان وجيشه
أردوغان وجيشه

استوعب أردوغان تجربة الشركات الأمنية وتوظيف الأفراد وتسليحها وتدريبها وأطر الحركة الخاصة بها وفكر كيف يمكن تطويرها وتوظيفها فعليا لخدمة مشروعه “العثماني الجديد” ووجد أردوغان أن سيطرته على تيار الإسلام السياسي من خلال جماعة الإخوان المسلمين وتنظيمها الدولي ومكتب الإرشاد في القاهرة هو المفتاح السحري للسيطرة على بقية الجماعات والميليشيات المسلحة والتي يمكن مع بعض الدعم اللوجيستي بالمال والسلاح والمؤن إخضاعها للسيطرة لتصبح ورقة رابحة تحقق له العديد من الأهداف.

أول أهداف أردوغان هي تجنب استخدام الجيش النظامي في التمدد والالتفاف والمناورة على مسارح العمليات المختلفة في المنطقة؛ إذ لم تكتمل بعد عملية السيطرة على الجيش التركي، ويحتاج الأمر إلى مزيد من الوقت.

ثانيها تلك الأهداف أنه يمنح تلك المليشيات والمرتزقة مرونة وخفة حركة في نقل القوات والسلاح والذخيرة وسهولة دعمها تدريبيًا وعملياتيًا من خلال خبراء ونظم سيطرة وقيادة حديثة.

بينما ثالث تلك الأهداف تجنب نظام أردوغان أى ملاحقات جنائية وإدانات دولية جراء جرائم الحرب التي ترتكبها تلك المليشيات مجهولة الهوية والجنسية، أما رابعها فهو أن يتجنب أردوغان الانتقادات التي تشنها المعارضة السياسية الداخلية التي لن تسمح باستخدام الجيش النظامي التركي خارج مظلة حماية الحدود وحماية الأمن القومي التركي مثل استخدامها في مناطق الأكراد التي تشن هجمات على الأراضى التركية إنطلاقا من الأراضى العراقية والسورية.

اقرأ أيضًا 
تاريخ مؤتمر برلين .. لعنة مزمنة من 142 سنة على الدولة العثمانية وتركيا

أما خامس الأهداف هو أن يستخدم أردوغان ورقة السيطرة على تلك المليشيات في كواليس المحادثات والمفاوضات، ويعتبرها ورقة ضغط ناجحة تماما مثل ورقة اللاجئين التي يهدد بها أوروبا ويلوح دائما بأنه قادر على فرض الأمر الواقع وتغيير قواعد اللعبة ما لم يتم الاستجابة لمطالبه وأهدافه.

إقرأ أيضا
الفيلم الوثائقي رأس الحسين

ومن هنا كان الاستخدام العملي والعملياتي لتلك المليشيات في سوريا والعراق وسيناء والصحراء الغربية ومالي والنيجر والصومال واليمن ومؤخرًا إقليم ناجورنو قره باغ ولقد كانت المحطة الليبية هي الخطوة التي سبقت نقل القوات إلى ناجورنو قره باغ وصاحبتها عمليات نقل استراتيجي تحت سمع وبصر القوى الدولية والإقليمية الفاعلة في منطقة الشرق الأوسط والبحر الأبيض المتوسط.

ولا يقتصر أردوغان على المقاتلين في جبهات القتال العسكرية، لكن الأمر وفقا لعقيدة أردوغان ومشروعه يرتكز على ميليشيات إلكترونية وإعلامية تروج للمشروع وتمهد له وتفتح الجبهات وتجند المقاتلين، وتقود حملات دعائية سوداء ضد الدول والأنظمة والشعوب والجماعات التي تناوئ ذلك المشروع، وتنشر الأكاذيب والشائعات، وتثير الفتن والطائفية والمذهبية، وتحارب فكرة الدولة والوطنية والسيادة والحدود. بالتوازي مع نشر فكرة الخلافة والخليفة الذي يدافع عن الإسلام ويحفظ له كبرياءه ويرفع راية الدين ويحميه من هجمات الآخر داخليًا وخارجيًا.

الكاتب

  • الميليشيات وسيم عفيفي

    باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان