لماذا يكره مصاصو الدماء الثوم؟

كانت أسطورة الموتى الأحياء الذين يطاردون ضحاياهم ليلًا ويشربوا من دمائهم موجودة منذ آلاف السنين، كذلك حبنا للثوم. كانت هناك حكايات عما نسميه الآن مصاصي الدماء منذ اليونان القديمة، كان البشر يتناولون الثوم قبل ذلك. لكن فكرتنا الحديثة عن نفور مصاص الدماء من الثوم تأتي من الفولكلور الأوروبي الشرقي كما فسره الروائي برام ستوكر في القرن التاسع عشر في كتابه “دراكولا“.

يقال إن الثوم يمكن أن يمنع مصاصي الدماء. قد يكون السبب مرتبطًا بالأمراض الفعلية التي يعتقد الباحثون أنها مهدت الطريق لقصص مصاصي الدماء الأسطوريين. الأشخاص الذين يعانون من السعار واضطراب الدم النادر البورفيريا لديهم نفور من الثوم. الجدير بالذكر أن الأشخاص المصابين بالسعار لديهم حاسة شم عالية، وقد تكون خصائص الثوم اللاذعة أكثر من اللازم بالنسبة لهم. في حالة البورفيريا، يمكن أن يؤدي الثوم إلى تفاقم فقر الدم المرتبط بالمرض.

الأمراض الحقيقية

ينتقل السعار عن طريق لعاب شخص أو حيوان مصاب ويظهر أعراضًا شبيهة بصفات مصاصي الدماء. يمكن للروائح القوية، مثل الرائحة النفاذة للثوم، أن تجلب آهات أجش وأسنان مكشوفة ونزيف في الفم. قبل عام 1885 لم يكن هناك لقاح للمرض، لذلك يبدو أنه المصدر لأسطورة مصاص الدماء ونفوره من الثوم.

البورفيريا – وهي مجموعة من الاضطرابات الجينية ذات الصلة التي تؤثر على إنتاج الهيموجلوبين وتوجد في حوالي واحد من كل 200 ألف شخص – لديها أيضًا بعض السمات المتشابهة مع مصاصي الدماء الأسطوري. الأشخاص الذين يعانون من هذه الاضطرابات حساسون للضوء ويميلون إلى الابتعاد عن ضوء الشمس، الذي يسبب لهم مشاكل جلدية حادة. بالإضافة إلى ذلك، غالبًا ما تنقبض اللثة، مما يجعل الأسنان تظهر أطول. يمكن للمركبات الموجودة في الثوم أن تنتج إنزيمًا يمكن أن يزيد من تكسير الهيم – الجزء الأحمر من الهيموجلوبين الذي يحتوي على الحديد – مما يجعل فقر الدم لدى المصاب أسوأ.

الخصائص الطبية للثوم

قد ينبع سبب آخر محتمل لعدم خلط المخلوقات الدموية والثوم من الخصائص الطبية للثوم. في العصور الوسطى، أعتقد العديد من الأوروبيين أن مرض الدم يسبب مصاصي الدماء وأن الثوم لديه القدرة على قتلهم. في ترانسيلفانيا، التي أصبحت جزءًا من رومانيا منذ عام 1947، تم استخدام الثوم كدواء لإبعاد الأرواح الشريرة للأجيال. تلطخ الأبواب والنوافذ وقرون مواشيهم بالثوم لإبعاد مصاصي الدماء.

إلى جانب استخدامه لدرء مصاصي الدماء، يتمتع الثوم أيضًا بتاريخ طويل كمكون في الطب الشعبي بفضل الأليسين، وهو مركب يحتوي على نسبة عالية من الكبريت يحتوي على مضادات السموم. يحتوي الثوم أيضًا على مضادات حيوية وخصائص مضادة للفطريات. مع كل هذه الفوائد، قد لا يؤدي تناول المزيد من الثوم إلى إبعاد المخلوقات الدموية فحسب، بل الأطباء أيضًا.

إقرأ أيضا

“دراما الطرابيش” .. لماذا غضب أسامة أنور عكاشة من الصحافة؟