لم يتعظ الإنسان من الوباء فقتل فيلة وجنينها!

يبدو أن هذا العام لم يجعلنا نلتقط أنفاسنا من بشائع أفعال البشر، ولا يمر يوم واحد دون خبر حول مصيبة ما اقترفها الإنسان في حق أخيه الإنسان والحيوانات أيضًا، وأن ما حدث من وباء اجتاح العالم لم يتعظ منه الذين يمارسون الشر المطلق.

حسب ما نشره موقع السي إن إن ومواقع أخرى، ماتت فيلة واقفة بالنهر يوم الخميس بالهند بعد أربع أيام من العثور عليها مصابة، وكانت الفيلة حبلى بطفلة، وقد تناولت ثمرة من الأناناس محشوة بالمفرقعات مما تسبب لها في إصابات بالغة وموت طفلتها.

أكثر ما تتضرر وأصيب بكسور بالفيلة المسكينة  فمها، ولهذا لم تستطع أن تتناول الطعام ومن ثم هزلت من الضعف والحزن وماتت خلال أيام من إصابتها.

حاول الأطباء البيطريين _حسب قولهم_إسعاف الفيلة وعلاجها، ولكنها تحركت إلى النهر وكان العلاج يستلزم عدم تحركها، فيما قالوا أنهم وجدوا صعوبة في إعطائها المهدئات بالنهر خوفًا من غرقها فيه.

الطريقة البشعة التي ماتت بها هذه الفيلة جعلت العالم ينتفض بمواقع السوشيال ميديا، فلا يوجد مبرر واحد ولا سبب واضح في أن يضع أحدهم المفرقعات بثمرة من ثمار الأناناس!

حسب ما نشر بسي إن إن قال سوريندرا كومار رئيس مسؤولي حماية الحياة البرية بكيرلا بالهند أن هناك بعض المزارعين بالقرى يقومون بحشو الفاكهة الحلوة بالمفرقعات لإبعاد الخنازير البرية عن مزارعهم!..وربما أكلت الفيلة من هذه الفاكهة.

بالتأكيد لو كان الموقف مثلما خمن كومار فنحن بصدد جريمة حمقاء يمكن أن تتكرر مرة أخرى مع أكثر من حيوان، وليس مبررًا أبدًا أن يخاف مزارع على مزرعته من الخنازير البرية فيتسبب في قتلها أو قتل غيرها من الحيوانات. 

وإن كان هذا الفعل معروفًا للجميع فأين المسؤولين مما يقوم به هؤلاء المزارعين!..وكيف لم يستطيعوا إيجاد طريقة لإنقاذ هذه الفيلة لمدة  أربع أيام متواصلة؟ وهناك طرق للقتل الرحيم  حتى لا يتعذب الحيوان بالأيام كهذه الفيلة، فيقوم الأطباء البيطريبن بحقن الحيوانات بمواد تجعلهم في حالة من النعاس دون ألم حتى يفارقوا الحياة، وتكون هذه أخر حيلة للحيوانات الذين لا علاج لهم ويحتضرون.

إلى الآن لم يستطع المسؤولون بالهند الوصول لمرتكب هذه الجريمة البشعة التي أودت بحياة فيلة وجنينها، ووعدوا بملاحقته والتحقيق في الواقعة خاصة بعد انتفاض الناس وغضبهم بعد الواقعة الشنعاء.

عبر رسامو الكاريكاتير من دول مختلفة عن حزنهم للفاجعة التي حدثت للفيلة بلا رحمة برسومات انتشرت بمواقع السوشيال ميديا تعبر عن قسوة ما حدث، ورسموها تواسي طفلتها بالعالم الآخر بعيدًا عن بني البشر.

إقرأ أيضا

في الحب وأشياء أخرى..هل السنجلة جنتلة؟

المحزن أن منذ شهور اختفت زرافة بيضاء جميلة وابنها الصغير في ظروفٍ غامضة، وكانوا يعيشون بكينيا بمحمية طبيعية تسمى “محمية الحياة البرية الكينية” لم يتمتعوا بحريتهم فيها، ولم يتمتعوا بمحاولات هيئات المحافظة على الحيوانات بكينيا حمايتهم.

بعد بحث طويل تم العثور على هيكل الزرافة وابنها واكتشاف مقتلهما الذي حدث على يد مجموعة من الصيادين هناك قتلوا أخر زرافة بيضاء وابنها بالعالم ليحرموا الأجيال القادمة من رؤية هذه السلالة النادرة من الزرافات، وليحرموا كائنات مسالمة، فإلى متى هذه التصرفات التي لا تفسير لها سوى الشر المطلق؟