لو كان جمال عبد الناصر حيًا هل سيتعاون مع حماس ضد الصهاينة ؟
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
عداء تاريخي وخلافات تاريخية كبيرة بين جمال عبد الناصر وكافة رموز الممالك الحاكمة بالشرق الأوسط ، وسعى جاهدا – كاسبًا كان أو خاسرًا – لرأب الصدع الفلسطيني الصهيوني.
اقرأ أيضًا
أغرب خطاب تسلمه جمال عبدالناصر وزوجته “الراسل أهل جاسوس لإسرائيل وحامله دبلوماسي”
ومع تجدد الأزمة الناشبة بين الصهاينة وحركة المقاومة حماس يتبادر للذهن تساؤل له أساس، بحكم أن جمال عبد الناصر اتسم اتساما كبيرا بحرصه الشديد على القومية العربية ووحدتها وعداءه مع الصهاينة، هل كان عبدالناصر سيضع يده في يد حماس ضدهم؟
رأي أحمد ياسين في جمال عبد الناصر
أثناء لقاء الشيخ أحمد ياسين مع أحمد منصور على قناة الجزيرة، أقر مؤسس حركة حماس على تأثير شعبية جمال عبدالناصر، حيث قال في اللقاء كانت زعامته كبيرة وكان الناس يرون في عبد الناصر الرجل الوطني المجاهد الكبير اللي بده يحرر العالم والأمة العربية، واستيقظوا طبعاً على فاجعة، ولكثرة الدعاية، الناس لم يصدقوا إن عبد الناصر مسؤل ، وبعد موته هتف الناس الله حي وناصر حي، كان الناس في ذهول عند موته.
ماذا كان سيفعل جمال عبد الناصر في حماس ؟
إشكاليات غريبة في تحديد إجابة هذا السؤال فعبد الناصر يكره الصهاينة، ويؤمن بالقضية الفلسطينية، وفي نفس الوقت يمقت الإخوان مقتا كبيرًا، ومعروف أن حماس أحد أهم وأقوى أجنحة الإخوان على المستوى الجهادي خارج مصر، وحماس تكرر بصورة إنتحارية في مصر الخطأ الخاص بها في الدولة السورية، ولكن القراءة لتاريخ عبد الناصر وفلسفته تجاه القومية العربية ، فضلا عن التمعن في قراءة خلافه مع الإخوان ، سيجعل الإجابة مختلفة تمامًا.
عبد الناصر لو كان حيًا، لن يضع يده في يد حماس ولو اتسمت الحلول بأنها حلول وحيدة وبطريقة الفانتازيا السياسية، يمكن أن يكون الإجابة عن ذلك السؤال
– لن يضع عبد الناصر يده في يد حماس ، وسيرفض كل قادة حماس الاعتراف باشتراك مصر في حل القضية ، وذلك لخلافات مصر مع الإخوان
– سيسعى عبد الناصر لبناء قوة عسكرية ، لكن دون إقحام الجيش المصري وحده في هذا الأمر ، بل سيستعين بوحدة عربية عربية شريطة أمرين، أولهما أن تكون الدول الموجودة في تلك الوحدة ، هي نفس الدول التي لاقت من الإخوان ويلات الربيع العربي.
أما ثاني هذه الأمور تجنب سلبيات وحدة مصر مع سوريا، ورمي المعسكر القطري التركي خارج اللعبة ، وذلك لان عبدالناصر لا يحترم خونة في قادته؛ ودرس نكسة 1967 كان دليلا على ذلك عندما حاكم كل رموز المؤسسة العسكرية كشمس بدران وصلاح نصر كمقصرين ومستغلين لنفوذهم فضلاً عن محاولته وضع أن يضع تفاهمات مع الروس لحل الأزمة.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال