ليالي الأولمبياد (7) شد الحبل .. من الأوليمبية إلى التسلية

هي الآن لعبة يتم اقتراحها من أحدهم للتسلية خلال نزهة شم النسيم في الحدائق ، لعبة في مقدار ألعاب مثل الكوتشينة، وبنك الحظ والطاولة والدومينو ، كلما تجمع أربعة أشخاص أو حتى اثنين مثلًا، أو بالأحرى كان الرقم زوجيًا، وصادف وجود حبل ، لعبوا شد الحبل .. لكن من كان يصدق أن مثل هذه اللعبة كانت فخرًا يضع بطلها الميدالية الخاصة بها وسامًا على صدره  ..  وبدأت لعبة شد الحبل في دورة الألعاب الأوليمبية في باريس العاصمة الفرنسية  عام 1900 .

 من هنا بدأت لعبة شد الحبل

في الهند ، بدأت الحكاية ، حيث تم العصور على لوحات من العصور القديمة تثبت بأن هذه اللعبة كانت اللعبة الأولى من حيث بث الحماس والثقة ، في روح لاعبيها، حيث كانت تقام في ساحات شعبية كبيرة في المدن الرئيسية ، وبسبب التغيرات المناخية وهطول الأمطار لفترات طويلة تم نقل المنافسات إلى الساحات الصحراوية ، حتى اندثرت المنافسات بشكل رسمي ، وانتقلت اللعبة بشكل تلقائي إلى رياض الأطفال ، والتعلم في حصص الرياضة بالمدارس العامة ، ومن ثَم انتقلت للعبة فلكلورية يلعبها الجميع .

اللاعبون جنودًا بالجيش

كانت الدول المشاركة في لعبة شد الحبل ، في الفترة بين أولمبياد باريس عام 1900 ، وأولمبياد بلجيكا 1920 ، تستخدم جنود الجيش كلاعبون في لعبة شد الحبل ، ذلك لإن طبيعة لعبة شد الحبل تحتاج إلى لاعبون ذوي قوى بدنية عالية للغاية ، لذلك كانت الدول المشاركة تضع ثقتها في تدريبات الجيش أكبر من تدريبات النوادي الرياضية ، واللاعبون المشاركون فيها .. ولم تكن كل الدول المشاركة تتبع تلك النظرية ، لكنها غالبية الدول .

قواعد لعبة شد الحبل في الأولمبياد

الفريق الواحد للدولة المشاركة كان يتكون من ثمان أفراد ، يقف الفريقين المتنافسين على بُعد مناسب من بعضهم البعض ، يبدأ الفريقين بمحاولة جذب الحبل بنسبة أكبر لكلًا من المنافسين الذين يبذلون أقصى مجهود للتتويج بالميدالية .. وكان هناك شرطين أساسيين وضعتهما اللجنة الأوليمبية المتخصصة في قواعد الألعاب الأوليمبية وقتها .. وهما أن زمن المنافسة في اللعبة خمسة دقائق فقط ، والخمسة دقائق هنا تعد زمن اللعبة إذ لم يتمكن أحد الفريقين من هزيمة الآخر قبل دقائق الحسم … أما عن ثاني القواعد للعبة هي قاعدة “الستة أقدام” ، وهذه القاعدة معناها أنه إذا انتهت الخمسة دقائق بلا هزيمة كاملة لأي من الفريقين فإن الفريق الذي استطاع جذب الفريق الآخر إلى جهته من الحبل ستة أقدام فإنه الفريق الفائز وتُحسم المباراة له ، ولا يوجد تعادل في تلك الحالة .

إقرأ أيضا

كيف يحاول الأجانب السطو على الحضارة المصرية القديمة

ألعاب أخرى مصاحبة للعبة شد الحبل

كانت لعبة صيد الحمام هي الأخرى من الألعاب المشاركة في الأولمبياد ، وبالتحديد في نفس العام التي شاركت فيه لعبة شد الحبل ، أولمبياد باريس 1900 ، لكن اللعبة قوبلت بالرفض التام من قِبل جمعيات الرفق بالحيوان ، بعد قتل حوالي 300 حمامة في الأولمبياد ، ما جعلها لعبة وصفها الجميع بـ “الدموية” التي لا تليق بالمشاركة في أضخم حدث رياضي عالمي مثل دورة الألعاب الأوليمبية .. وهكذا اندثرت هذه اللعبة أيضًا بشكل رسمي لكنها مازالت موجودة على سبيل الهواية ، وبعض المسابقات الضيقة الغير رسمية .