ليست خدعة.. جسر بلا مسامير أو مُونّه!
-
مريم المرشدي
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
هل شاهدت يوما جسرًا بلا مسامير أو هياكل داعمة أو ملاط ؟؟!!
كلا إن هذه ليست خدعة أو سحر.
حسنًا دعنا نعود بالزمن للعام 1502، حين أراد سلطان الإمبراطورية العثمانية بايزيد الثاني أن يربط مدينة القسطنطينية والتي تعرف اليوم باسم إسطنبول، بجارتها مدينة غلطة والتي تعتبر اليوم جزءًا من أسطنبول، فطلب تصاميم لبناء جسر يربط بين المدينتين.
كان من المشاركين في تقديم التصاميم المقترحة عبقري ومعجزة عصر النهضة ليوناردو دافنشي، والذي وعلى الرغم من شهرته وشهرة عدد من كبير من أعماله مثل الموناليزا والعشاء الأخير، وبرغم إنه الفنان الذي أثار إعجاب جميع معاصريه في زمنه، وأثار دهشة الجميع في الأزمنة اللاحقة بتصميماته المعقدة ورسوماته الغامضة، إلا إن تصميمه للجسر لم يقع عليه الإختيار.
وكما ذكرت جريدة The sun البريطانية فإن العلماء والمهندسين الذين درسوا التصميم والمواد التي كانت متوفرة في ذلك الوقت لاختبار مدى قوة ومتانة الجسر لو كان قد بُنى ونُفذ، قالوا إنه كان ذا تصميم هندسى مذهل، وحسبما قالت كارلي باست إحدى الباحثين: ” نحن لا نعلم كم من الوقت الذي أمضاه دافنشي في تصميمه هذا ؟!! ولكن يبدو أنه بذل جهدًا في التفكير ليُخرج لنا هذا التصميم بهذه العناية “
لا يحتاج الجسر أية هياكل داعمة، فهو عبارة عن كتلة واحدة، وكان سيتم تصميمه بالكتل الحجرية الضخمة التى تدعم بعضها البعض عن طريق قوة الضغط، لتصبح كتلة واحدة متماسكة، وكان سيبلغ طوله 920 قدمًا، ولو تم إنشاؤه في ذلك الوقت كان سيعتبر أطول جسر فى العالم، حيث أنه كان سيعد أطول بنحو عشر مرات من الجسور التي كانت موجودة في ذاك الوقت.
وكان التصميم قويا ومتينا حيث أنه يدعم نفسه عبر قوس كبير واحد، فى وقت كانت تتطلب الجسور الأخرى فى ذلك الوقت العديد من الهياكل الداعمة أو الملاط أو المواد لتثبيتها، لم يذكر دافنشي المواد اللازمة لبناء الجسر ولم يترك أية تفاصيل وفقا للوصف الذي رسمه لتصميمه، ولكن بحسب دراسات العلماء والمهندسين فإن المواد التي كانت متوفرة في ذلك الوقت والتي كانت ستجعل الجسر بهذه القوة المتانة هي الحجارة.ويظل ليوناردو دافنشي أحد العبقريات الغامضة، فلم يكن فنانًا تشكيليًا فقط، بل كان أيضا مهندسًا وطبيبًا وفيلسوفًا وعالمًا للرياضيات والفيزياء، فقد إستطاع تخيل المستقبل تقنيا، وقام بتشريح جسم الإنسان، وتخيل صور لتقنيات المستقبل، بطريقة أذهلت العلماء وحيرت لوحاته الدقيقة الجميع.
هل صنع الفراعنة طائرة هليكوبتر .. مقلب رمسيس الثاني الذي شربه هواة المؤامرة
الكاتب
-
مريم المرشدي
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال