رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
783   مشاهدة  

ليه لا؟.. من هذا السؤال أخذت الآنسة ندى السيد خطوة تبني الرضيعة وداد

ليه لا
  • إسراء سيف كاتبة مصرية تخرجت في كلية الآداب، عملت كمحررة لتغطية مهرجانات مسرحية، وكصحفية بموقع المولد. ساهمت بموضوعات بمواقع صحفية مختلفة، وتساهم في كتابة الأفلام القصيرة. حصلت على الشهادة الوظيفية لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها من الجامعة الأمريكية وألفت كتابًا لتعليم اللغة العربية للأطفال بالدول الأوروبية.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



 ليه لا؟..هكذا سألت “ندى السيد” نفسها بعدما خطفت قلبها وداد منذ اللحظة الأولى التي وقعت عينها عليها بدار للأيتام.

أمومة ندى لوداد نزلت بردًا وسلامًا على روحها كي تقر عينها بها منذ اللحظة الأولى التي تعرفيها فيها عليها.

بركن من أركان دارًا للأيتام جلسن خمس طفلات  على الأرض. انطلقت روح ندى حيث ركن تجلس فيه طفلة رضيعة لا تعرف من الدنيا سوى انفعالها الذي يعبر عنها والبكاء وأربعة أشهر فقط عاشتها على ظهر هذه الأرض. 

تبكي “وداد” بلا توقف وكأنها تريد قول شيئًا ما تعبر به عن وجودها ورغبتها في مستقبل أفضل.

تلتقطها ندى بحنان الأم فتصمت تمامًا ويتعجب أهل الدار؛ كيف يخرج كل هذا الصراخ من صغيرة بهذا العزم ثم يتوقف مع احتضان دافىء واحد من ندى؟

تتفاعل مع نظرات ندى وحضنها وتتوقف عن البكاء كلما احتضنتها وزارتها، حتى وقعت ندى في حبها ومن هنا بدأت قصة وداد مع الآنسة ندى24  عامًا ، والتي تعمل كمساعدة بالإدارة بشركة للاستيراد والتصدير.

التمساح والزرافة صديقان

كيف بدأت قصتك مع وداد؟

بدأت قصتي مع وداد عندما خصصت مع مجموعة أصدقاء يومًا بالأسبوع للذهاب إلى دور الأيتام لمساعدتهم وتوفير ما ينقصهم من احتياجات أساسية. وبيوم من الأيام دخلت دارًا  للأيتام ووجدت خمس طفلات يجلسن على الأرض منهن طفلة رضيعة خطفت قلبي حينما وقعت عيني عليها.

حملتها بين يدي وكنا نرتدي نفس ألوان الملابس، وكانت المفاجأة أن الطفلة الزنانة سكتت بحضني، سكتت تمامًا عن البكاء الذي اشتهرت به في دار الأيتام.

ليه لا
ندى السيد ووداد

 

متى قررتِ تبني وداد؟

أصبحت أزور وداد أسبوعيًا حتى تعلقت روحي بها، شعرت أنها مني ولابد لي من رعايتها.

كفلتها داخليًا حيث توليت من مرتبي الشخصي مصاريفها بالكامل، ولم يكن بالدار حينها اختيار الكفالة الخارجية، وسمحت لي الكفالة الداخلية أن أصطحبها للبيت لمرتين بالأسبوع تحت إشراف المشرفين.

عندما فُتح باب الكفالة الخارجية شعرت أنها ستضيع من بين يدي وربما تكفلها أسرة أخرى، فأخذت قرار التبني.

كيف كانت ردة فعل أسرتك تجاه هذا القرار وخاصة مع سنك الصغير؟

بالبداية رفضت أسرتي و تخوفوا من فكرة مواجهتي لمشكلة مستقبلًا بالزواج بسبب وجود وداد بحياتي، ولكن عندما شاهدوا إصراري ودخولي في نوبة حزن شديدة بعدما كانت ستكفلها أسرة غيرنا، ساعدوني على إتمام الإجراءات.

أصبح الآن لهم دور كبير في رعايتها معي، فتتعامل أمي بدور الجدة بالضبط، ويدعمني أبي طوال الوقت، و يساعدونني أخوتي في تربيتها، وقد تغير كل شي وعندما بدأت اصطحابها من الدار للبيت أثناء الكفالة الداخلية تعلقوا معي بها حتى وافقوا على قراري.

ليه لا
أستاذة ندى السيد

 

ما الصعوبات التي واجهتكِ أثناء تقديم الإجراءات للتبني؟ 

حدث بيني وبين الدار نوعًا من سوء التفاهم فدعموا فكرة كفالة أسرة أخرى لوداد، حينها شعرت بضياع وداد مني، وذهبت مع أسرتي لوزارة التضامن الاجتماعي و أثبتنا بالدلائل كفالتنا لوداد داخليًا وهي بعمر أربعة أشهر وحتى أتمت عامها الأول.

بالنهاية فزنا بكفالتها بعدما أثبتنا أن لنا الأولوية في كفالتها بعد اهتمامنا بها ورعايتنا لها لشهور عدة، كما كانت ترتاح لي عن الأسرة الأخرى التي كانت في طريقها لكفالتها. وحينما تمت الإجراءات شعرت بأن حلمي قد تحقق

كيف كانت آراء المجتمع من حولك في قرارك وخاصة أنكِ آنسة وصغيرة بالسن؟

كانت آراء الناس دائمًا حول تخوفهم من عدم زواجي بعد قرار التبني، ولكن فور رؤيتهم لوداد كانوا ينسون كل هذه الآراء ويتوقفون عن إبداء أي كلام سلبي. فهي تسحر الجميع بروحها الحلوة ويتعلق بها كل من يراها.

وهل تؤثر هذه الآراء على حياتك؟

وداد عمرها عام ونصف العام، ولم أندم أبدًا على قرار كفالتها، وكل ما فكرت به تجاهها هو مستقبلها هي قبل مستقبلي؛ المستقبل الذي أريدها أن تعيشه. وعن أمر الزواج فأنا أقتنع أنه نصيب تمامًا كنصيبي في وداد أن تصبح ابنتي. وأؤمن أن الله سيعوضني خيرًا بعد قراري تبنيها.

هل تعلمين شيئًا عن ماضي وداد أو يهمك هذا الأمر؟ وهل تم تسمية  وداد باسم عائلة والدك؟

أعرف ماضي وداد تمامًا، فليست لها أسرة سوانا وهي التي تهمني أولًا وأخيرًا. وقد أخذت وداد اسمًا من عائلة والدي واسمًا من عائلة والدتي.

حديثنا عن شعور الأمومة الذي شعرتِ به بعد تبني وداد، وكيف تغيرت حياتك؟ 

لم تتغير حياتي كثيرًا لأنني كنت قد تبنيتها داخليًا حيث سُمح لي بأخذها للبيت أسبوعيًا عدة مرات قبل مرحلة تبنيها خارجيًا، ولكن عندما نطقت وداد كلمة “ماما” طرت من الفرحة والسعادة.

YouTube player

وكيف تتعاملين مع مسؤولياتك الجديدة كأم؟

قد تبينت وداد وأنا مازالت طالبة بالجامعة، وكنت أعاني بالبداية من التوفيق بين المذاكرة والأمومة، ولكن ساعدني بهذا الأمر أساتذة  جامعتي وصديقة لي كانت تجلس مع وداد لساعات حتى أذاكر بليالي الامتحانات، وكانت تذهب معي أحيانًا للكلية حتى تساعدني معها.

بالتأكيد حياة الأمومة لذيذة ولكن مختلفة، فكنت أشعر بالخوف والقلق بالبداية؛ الخوف أن أخذلها أو لا أرعاها و أربيها كما يجب أن يكون؛ لذلك استعنت بأطباء نفسيين كي نقوم بتعديل سلوكها وخاصة أنها تعرضت للعنف والنوم وحدها ليلًا بالدار.

الآن وداد تستطيع الأكل بشكل سليم، اللعب بشكل سليم وتتصرف كأي طفل سوي بعد مجهود كبير بذلته أنا وأسرتي معها. 

وأؤمن أن الله قد وهبني قدرة كل أم على رعاية ابنتها ووهبني الصحة والقدرة على تربيتها، فأنا تعلقت بها كأنها ابنتي تمامًا.

إقرأ أيضا
عيد الحب

وكيف وصلتِ بها لهذه المرحلة المستقرة؟

 كنت أقوم باحتضانها ليلًا كي تشعر بالأمان، حيث كانت تصرخ وتعبر عن نفسها دائمًا بانفعال، وتعاني من فرط الحركة.

جعلتها تندمج مع أطفال أخريين، علمتها السباحة كي تخرج طاقتها برياضة ما، كنا نخرج دائمًا كي تلعب ويصبح مزاجها وسلوكها أفضل، وبالمتابعة مع المختصين أصبحت وداد كأي طفلة سوية وأنا سعيدة أننا وصلنا لبر الأمان الذي تمنيته لها.

YouTube player

 

ما علاقة قصتك بمسلسل ليه لا؟ وخاصة أن اسم الشخصية الرئيسية بالعمل بنفس اسمك؟

لقد أخذ صناع مسلسل ليه لا؟ مواقف من حياتي مع وداد وحياة أمهات أخريات شاركوا قصة كفالتهم لأطفال بمجموعة “احتضان” التي تشجع على كفالة اليتامى. واستعان صناع العمل بالمسؤولة عن هذه المجموعة أستاذة “يمنى دحروج” لكي يعرفوا أكثر عن حياة الأمهات المحتضنات لأطفال من دور رعاية الأيتام.

ما المواقف المشتركة في التعامل مع وداد التي كانت بينك وبين الشخصية الرئيسية بالعمل؟

موقف التعرض لمشكلات حشرات الشعر ومشكلات العنف التي واجهتها البطلة مع الدار. التوتر العصبي والقلق الذي يجتاح كل أم تأخذ قرار التبني بالبداية؛ كلها مواقف تم أخذها من قصتي مع وداد وأخرين بالمجموعة.

ما شعورك بعد زيادة عدد كفالة الأيتام مع مشاهدة مسلسل ليه لا؟

المسلسل نجح لأنه اعتمد على قصص واقعية، وهذا ما أدى للتأثير القوي على المشاهدين، وبالتأكيد سعيدة لهذا التأثير الإيجابي الذي حققه المسلسل.

بماذا تنصحين الفتيات اللاتي يفكرن في خطوة التبني؟

أنصحهن ألا يترددن وأن الشعور بالخوف في بداية الخطوة من الأشياء الطبيعية، ولكن أؤمن أن الطفل هو من يختارك. وأنصح الأسر بتبني أولاد؛ لأن تبني البنات أكثر بكثير من تبني الأولاد. اجعل الطفل يختارك وسيختارك النصيب. 

 

 

 

الكاتب

  • ليه لا؟ إسراء سيف

    إسراء سيف كاتبة مصرية تخرجت في كلية الآداب، عملت كمحررة لتغطية مهرجانات مسرحية، وكصحفية بموقع المولد. ساهمت بموضوعات بمواقع صحفية مختلفة، وتساهم في كتابة الأفلام القصيرة. حصلت على الشهادة الوظيفية لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها من الجامعة الأمريكية وألفت كتابًا لتعليم اللغة العربية للأطفال بالدول الأوروبية.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
5
أحزنني
0
أعجبني
5
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
4


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان