رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
336   مشاهدة  

مأساة عبداللطيف البغدادي.. طبيب مشهور ضاع تراثه في ظروف غامضة

عبداللطيف البغدادي
  • باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



قليل جداً في عصر النهضة الذي اتسمت به الدولة العباسية، أن تجد عربياً عالماً مثل علماء فارس، ونادراً أيضاً أن تجد أحدًا مثل عبداللطيف البغدادي الذي تخصص في الطب، وجمع علوماً غيره مثل اللغة والرياضة والحديث والتاريخ والفلسفة وعلم النفس والأدب.

في بغداد وبمنتصف عهد الدولة العباسية، ولد عبداللطيف البغدادي، المشهور بـ “ابن اللباد” لأسرة اتسمت بالعلم حيث كان والده عالماً في الحديث والقراءات، وكذلك عمه في الفقه، واتسم البغدادي بسرعة الحفظ والاشتغال بالعلم، فأخذ من شيوخ بغداد وخراسان والشام.

عند وصوله لسن الثامنة والعشرين رحل إلى الموصل والتقى بكمال الدين بن يونس، والذي ساهم في مساعدة البغدادي مالياً ومعنوياً حتى صار صاحب مكانة متميزة عند الملوك والأمراء والفقراء، وبدأ التميز الحقيقي لـ عبداللطيف البغدادي، حين سافر إلى دمشق، حيث أحدث طفرة طبية في بلاد الشام جعله معلماً لكبار الطب لاحقاً في سوريا مثل رشيد الدين الصوري عالم الصيدلة.

غلاف كتاب رحلات عبداللطيف البغدادي
غلاف كتاب رحلات عبداللطيف البغدادي

كتب في دمشق كتباً كثيرة، ثم سافر إلى مصر وأقام بمسجد الحاجب لؤلؤ، وعقدت ندوات طبية مع ياسين السيميائي وموسى بن ميمون، و‏في فترة وجوده بمصر، ألف عبداللطيف البغدادي كتاباً سماه “الإفادة والاعتِبار في الأمور المشاهَدة والحوادث المعايَنة بمصر”، ذكر فيه أشياء شاهَدها أو سمعها أو عايَنها، ثم سافر إلى القدس ورجع إلى دمشق والتزم في المدرسة العزيزة بالتدريس والتأليف.

بلغت مؤلفات عبداللطيف البغدادي 170 كتابًا في الطب وأصول الدين والتاريخ والحيوان والنبات، وفي ظروف غامضة اختفى 114 كتابًا، وربما السبب في الاختفاء المريب لمؤلفاته هو عدم اعتماده على النسخ واكتفاؤه بالتأليف والإيداع عند مكتبات أي دولة ينزل فيها.

بن سينا
بن سينا

‏ولِموفَّق الدِّين عبداللطيف البغدادي كتُب كثيرة، ذكَر ابن أبي أصيبعة أنها بلغت نحو سبعين كتابًا ومائة مقالة في أصول الدِّين واللغة والفلسفة والتاريخ والطبِّ والحيوان والنبات.

‏يبدو أن أبرز ما يشار إليه في إنجازات عبداللطيف البغدادي، كلامه المبكر عن دار السكر، حيث قال عن علامات السكر “استِرسال البول – أي: كثرة التبوُّل – تُرافِقها علامة ثانية العطش الشديد الذي لا يَرويه الماء، نتيجةً لكثرة التبوُّل وطرح الماء، فالماء في هذه العلَّة يَخرج ويَنفذ مِن الكلية كما يَرِد إليها دون أن يُفيد الجسم منه شيئًا، ‏”ولذلك تسمى هذه العِلَّة ديابيطا، ومعناها: عبارة الماء”.

إقرأ أيضا
هاني الناظر

تخصص البغدادي في الكتابة عن مرض السكر، جعله ينتقد ابن سينا في أطروحاته المتعلقة بالعلاج، حيث قال عن ابن سينا “إنه ليس مِن أرباب التجارب، ولا يوثَق به في ذلك، وأما قياسه فساذج، والقياس الساذج في صناعة الطب مَطروح، وهو موقوف على التجربة، فإن صحَّحته وصدقته قُبل، ‏وإلا رُدَّ واطُّرح”.

الكاتب

  • عبداللطيف البغدادي وسيم عفيفي

    باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان