ماذا لو امتلكنا الصفارة؟

هناك دقائق تكون فارقة بحياتنا، نقف مع أنفسنا بعد مرورها ونتمنى لو كنا نقدر على العودة بالزمن حتى نقول كلمة مناسبة، نتصرف تصرف مناسب، نحذف كلمة جارحة، ولكن بالنهاية وكما يقول الكاتب الراحل عبد الوهاب مطاوع:

إننا للأسف لا نملك قدرة المونتير ولا وسائله لحذف ما لا يعجبنا من مشاهد حياتنا الماضية.

وتدور حبكة مسلسل الصفارة حول هذه الأمنية؛ أن تمتلك خاصية تستطيع العودة بك إلى الخلف ولو لثلاث دقائق فقط.

اقرأ أيضا…الصفارة تتر مميز وبداية مبشرة

الصفارة…سر شفيق الذي (جه يكحلها عماها) كما وصفه الشاعر تامر حسين في كلمات تتر المسلسل.

وعلى الرغم أننا مازلنا في بدايات المسلسل ، إلا أن ما يقع فيه شفيق حتى الآن بسبب الصفارة يجعلنا نتوقف عند أمنية العودة بالزمن للخلف.

وبقية حكمة الكاتب عبد الوهاب مطاوع تقول:

إننا للأسف لا نملك قدرة المونتير ولا وسائله لحذف ما لا يعجبنا من مشاهد حياتنا الماضية لهذا فلابد لنا أن نتقبل الماضي بكل ما فيه من أخطاء سواء ما تعلق منها بأخطائنا نحن أو بأخطاء الآخرين في حقنا.

وهذه النصيحة هي ما تجعلنا في غاية الرضا والتصالح مع النفس ، ولعل لو عدنا للزمن إلى الخلف لأصلحنا لحظات تمنينا إصلاحها، وأفسدنا لحظات أخرى عن غير عمد وحولنا حياتنا لمأساة.

شفيق (أحمد أمين)  بعد الحلقة الثانية من  مسلسل الصفارة  يحاول التأقلم مع واقع حُصر فيه بعدما لعب في قدره من خلال العودة بالزمن.

يحاول البحث عن أمانيه، يحاول البحث عن نفسه، يحاول اصطياد أي شيء كي يرضى به عن حياته الجديدة.

يتخيل المرء بسذاجة  أنه قادر على تغيير واقعه لو عاد بالزمن، ولكن الحقيقة تقول أن الإنسان يتصرف حسب ظروف الموقف وطبيعة شخصية صاحبه، فثق أنك لو عاد بك الزمن ستتصرف نفس التصرف.

إقرأ أيضا

قصة حفل الأهرامات يوم رأس السنة في مصر 2000م “كان الأطول مدةً وأثار جدلاً”

يقول عمنا محمود السعدني في كتابه الولد الشقي:

 وعلى الرغم من الظلام الذي اكتنف حياتي، وعلى الرغم من البؤس الذي كان دليلي وخليلي، إلا أنني لست آسفًا على شيء. فلقد كانت تلك الأيام حياتي! ومن عصير تلك الأيام، ومن رحيق تلك الليالي، خرج إلى الوجود ذلك الشيء الذي هو أنا! وسواء قرأت هذه الصفحات ولعنت حياتي، أو قرأتها ورثيت لها، فأنا على أية حال عشتها ولعنتها… ولكني أحببتها كثيرًا!.

فالحل الوحيد مع أخطاء الماضي أن نتصالح معها كما نتصالح مع أيامه جميعًا.