“متربي مرتين”.. عن دبلوماسية هنيدي خلال ظهوره في حبر سري
-
إسراء أبوبكر
صحفية استقصائية وباحثة في شؤون الشرق الأوسط، نشأت تحت مظلة "روزاليوسف" وعملت في مجلة "صباح الخير" لسنوات.
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
ظهر هنيدي مؤخرًا في برنامج حبر سري مع الإعلامية أسما إبراهيم، والتي تحاول دائمًا صناعة ترند من مشاكل وخلافات الوسط الفني، لكن تلك المرة جاء الترند على عكس ما توقعته تمامًا. فعلى الرغم من محاولات المذيعة لجر ضيفها إلى “الغلط”، وربما استفزازه أحيانًا لصناعة جدل أو إعادة إشعاله؛ كانت الردود دائمًا دبلوماسية وراقية. الأمر الذي تفاعل معه الجمهور، وأصبح حديث رواد مواقع التواصل، الذين وصفوا هنيدي بأنه “متربي مرتين”.
بين الحين والآخر يطفو برنامج حبر سري على سطح السوشيال ميديا، غالبًا من خلال تصريحات مستفزة وشجارات غير مهنية بالمرة. تحاول دائمًا المذيعة أسما إبراهيم فرض برنامجها على الترند بالتطرق إلى موضوعات محرجة، لا تهم الجمهور بقدر ما تستفزه. بالفعل تنجح الإعلامية التي قفزت فجأة على الفضائيات في إثارة جدل؛ آخره ما حدث أثناء استضافة عمرو مصطفى والذي لم يكن بحاجة إلى تحريض حتى فقد قام بالواجب وزيادة.
لكن تلك المرة كانت الحلقة مختلفة. فبدلًا من خطف الأضواء بتصريح ساخن أو تأليب صراع قديم بين الأصدقاء، أصبح محمد هنيدي ودبلوماسيته حديث الساعة. في كل مرة كانت تحاول أسما استدراجه نحو تصريح جارح، أو دفعه للرد على خلاف قديم؛ كان هنيدي بنضجه المعروف يخرج من الموقف بأبسط وألطف رد. أو يرفض التعليق من الأساس، كما فعل فيما يتعلق بتصريحات محمد فؤاد حول فيلم “إسماعيلية رايح جاي. وكانت خفة دمه حاضرة طوال الحلقة، حبن رد على إشاعة ارتباطه بفتاة كينية بأنها علاقة فشلت بسبب التهام الأسد لوالدها.
بين مهنية صاحبة السعادة والبحث عن الترند في حبر سري
وعلى الرغم من أن أسما حاولت استفزازه أكثر من مرة، حافظ هنيدي طوال الحلقة على ابتسامة هادئة، وواصل التعامل مع مقدمة البرنامج بشكل مهذب وعبارات لبقة. وفي كل مرة كانت تحاول فيها فتح جدل قديم، كان رد هنيدي يتجاوز الخلاف ويؤكد على علاقته الطبية مع أصدقائه، حتى وإن جرحته تصريحاتهم في وقت سابق.
بغض النظر عن كل التفاهات التي حاولت المذيعة إثارتها، وأشاد الجمهور بنضج هنيدي في التعامل معها. مثل الحديث عن كلام قديم لعلاء مرسي، والذي يشارك مع هنيدي في عمله القادم “مرعي البريمو”. ومحاولتها دفعه للحديث عن اتهام المخرج جمال عبد الحميد له بتعاطي المخدرات منذ زمن طويل. كل تلك الأمور كفَّى ووفى بها هنيدي وجمهوره الذي دعم دبلوماسيته وحياه عليها في التعليقات عبر جميع وسائل التواصل، كما عبروا عن ضيقهم بأسلوب الإعلامية غير المهني.
ما يلفت الانتباه حقًا أن بعض الأسئلة تكرر من قبل، لكن باختلاف البرنامج والمقدم. فقد حاولت أسما انتزاع تصريح من هنيدي يجرح أشرف عبد الباقي، حول مشاركته في فيلم صاحب صاحبه التي وصفتها بالوش الوحش. إلا أن هنيدي بادرها بإجابة تكررت من قبل في حواره مع إسعاد يونس في برنامجها صاحبة السعادة، حين أشار إلى كون الفيلم لم يكن مناسبًا للسوق وقتها، إضافةً لنزوله في في توقيت واحد مع “اللمبي”.
هنا نرى الاختلاف الكبير، أولًا في أسلوب السؤال الذي جعلته أسما على هيئة كرسي اعتراف، في حين كان خلال حديث ودي مع صاحبة السعادة. وحتى رد الفعل على الإجابة يختلف اختلاف الشرق والغرب. بينما حاولت أسما تحويل إجابة هنيدي وحديثه عن فيلم محمد سعد إلى محاولة للتطرق إلى انتقاده، كانت إسعاد تترك المساحة لضيفها ليقص الحكاية التي يرغب الجمهور في سماعها عن أفلامه المفضلة.
الكاتب
-
إسراء أبوبكر
صحفية استقصائية وباحثة في شؤون الشرق الأوسط، نشأت تحت مظلة "روزاليوسف" وعملت في مجلة "صباح الخير" لسنوات.
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال