همتك نعدل الكفة
519   مشاهدة  

“متهور وافترس مصر بالأجانب” محمد سعيد باشا والي مصر في عيون الأوروبيين

محمد سعيد باشا
  • باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



بدأ عهد محمد سعيد باشا والي مصر على كرسي الحكم مثيرًا، فقد أراد أنصار عباس حلمي الأول تأخير توليه للحكم لكي يقوموا بتعيين الأمير إلهامي ابن عباس حلمي الأول للحكم.

إسماعيل باشا سليم - محمد سعيد باشا
إسماعيل باشا سليم – محمد سعيد باشا

السبب في إجهاض ذلك كان إسماعيل باشا سليم حاكم الإسكندرية الذي أبلغ سعيد بتفاصيل تلك المؤامرة ورفض الاشتراك فيها، وتدخل قنصلي بريطانيا وفرنسا لدى الدولة العثمانية لتنفيذ شروط معاهدة لندن عام 1840م وفرمان 1841م، اللذين ينصان على أن يتولى العرش أكبر فرد في أسرة محمد علي سنًا وبالفعل تولى الحكم في 14 يوليو 1854م.[1]

محمد سعيد باشا حاكم مصر كما يراه الأجانب

سعيد باشا
سعيد باشا

رغم أن محمد سعيد باشا بدأ حكمه بالصفح عن ما تعرض له على يد الأسرة العلوية وأنه لن يكون له مَيْل إلى فرنسا أو إنجلترا، لكنه نكص كل هذه العهود.

اللورد كرومر
اللورد كرومر

اللورد كرومر قيم شخصية محمد سعيد باشا فقال عنه «كان طاغيةً شرقيًا من النوع البشع، وقصص قسوته المفرطة لا أول لها ولا آخر، كان صاحب شخصية منفرة، وتمثلت العيوب الرئيسية في سعيد باشا الذي خلف عباسًا، في الغرور الزائد عن الحد، وأنه كان بلا حول أو طول في فن الحكم».[2]

اقرأ أيضًا
لماذا لم يستمر حكم مصر من قلعة الجبل بعد محمد علي باشا؟

واستعرض كرومر آراء الأجانب الآخرين في شخصية سعيد باشا قال على لسان سينيور الذي زار مصر إبان حكم سعيد باشا، وقال «على الرغم من أن سعيد باشا كان أقل شراسة ووحشية من سلفه، فإنه كان يرتكب بين الحين والآخر أعمالاً كانت تتسم بالقسوة البالغة، إن لم يكن جورها وإثمها أكبر مما فعله عباس».

اقرأ أيضًا
طلبة الطب في عهد محمد سعيد باشا “حظوظ وعقوبات داخل بلاد الأجانب”

أراد كرومر أن يثبت أن سعيد باشا كان ينغمس بين الحين والآخر في أشد الأهواء جنونًا ليثبت شجاعته فاستدل بالصحف الأجنبية والتي قالت «يقال: إن سعيد أمر بفرش كيلو مترًا واحدًا بالبارود بسُمْك قدم، وقام بعد ذلك بالسير فوق البارود وهو يدخن غليونه، وبصحبته حاشية كبيرة، أصدر لهم سعيد أمرا بالتدخين، وتوعدهم بعقوبات قاسية لكل من يثبت أن غليونه لــم يكن مشتعلاً في نهاية النزهة».

نوبار باشا
نوبار باشا

أما نوبار باشا يتفق مع كرومر في أن سعيد هو أول من دعى المغامرين الأوربيين إلى افتراس مصر ويقول «إن عهد الخديوى سعيد هو عهد الكوارث المفاجئة وأنا أخشى أن يكون عاكفا على تجهيز كارثة كبيرة لنا»؛ ويعقب كرومر على ذلك بقوله «لقد تمكن المراقبون النجباء الموجودون في المكان في ذلك الوقت من التنبؤ بالعاصفة التي هبت على مصر في نهاية المطاف».

اقرأ أيضًا
محمد علي باشا وتنفيذ نصيحة سيد حجاب قبل لقاه “إمارات التنابلة دليلاً”

إقرأ أيضا
Armor

أما والن قنصل بريطانيا في مصر قال عن سعيد «سعيد باشا متهور وهلامي ومغرور وفاسد بفعل تملق الأجانب المحيطين به له وهم يقولون له وهو يصدق ما يقولون: إنه عبقرية كونية؛ هو ينسخ ويلغي كل شيء، ولا يفعل سوى القليل جدًّا».


[1] محرر، محمد سعيد باشا حاكم مصر، موقع ذاكرة مصر المعاصرة
[2] اللورد كرومر، مصر الحديثة، ترجمة: صبري محمد حسن، جـ1، ط/1، المركز القومي للترجمة، 2014م، ص77-78.

الكاتب

  • محمد سعيد باشا وسيم عفيفي

    باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
2
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان