محتالون بدرجة عباقرة.. استغلوا ذكائهم في خداع الآخرين
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
الذكاء نعمة كبيرة من الله، وبالطبع نريد جميعًا أن نكون أذكياء، ولكن في بعض الأحيان يكون ذلك الذكاء خطر، إذا ما تم توظيفه في المواقف الخاطئة، سينتهي الأمر بكارثة حقًا، وفي صفحات التاريخ هناك آلاف الأمثلة على أشخاص استخدموا ذكائهم في الاحتيال وخداع الآخرين، لتحقيق مصالحهم الشخصية.
دونالد كراوهرست.. حاول الاحتيال ولكنه دفع حياته ثمنًا
تضمنت قائمة محتالون بدرجة عباقرة اسم دونالد كراوهرست في عام 1968م، أطلقت صحيفة صنداي تايمز البريطانية مسابقة ضخمة للغاية، وهي الإبحار باليخت حول العالم، وكانت الجائزة المالية مغرية للغاية، حيث كانت تُقدر بخمسة آلاف جنيه استرليني، وتقدم للمسابقة عدد كبير من متسابقي اليخوت، وكان دونالد كراوهرست آخر من سجل اسمه في اللحظات الأخيرة، وفي الحقيقة لم يكن دونالد خبير بتلك الأمور، فهو مجرد مهندس الكترونيات ليس له خبرة باليخوت سوى عطلة نهاية الأسبوع، وكان قد اخترع بعض أجهزة الملاحة البسيطة، ولكنه كان مُغرم بتلك الأمور دون خبرة حقيقية، لدرجة أنه قام برهن منزله وشركته ليبني قارب خاص للمسابقة بطول أربعين قدم، وكان تصميم جديد وفشل في التجارب التي أجراها دونالد، ولكن لم يكن هناك أي حلول أخرى خاصة مع اقتراب موعد السباق، لذا قام دونالد بدفع القارب للبحر وأعدّه لرحلة طويلة حول العالم.
اقرأ أيضًا
إدوارد جيبون ويكفيلد.. المحتال الذي أسس نيوزيلاندا بأموال زوجته المراهقة
وفي يوم 31 أكتوبر 1968م، انطلق المتسابقون في طريقهم، وكان كل شيء على ما يرام في البداية، وبعد حوالي ستة أسابيع تلقى المسئول الصحفي عن أخبار دونالد أن ذلك الأخير كان يسير بمعدل مذهل يوميًا، مما يضعه في المقدمة في نفس الوقت الذي انسحب فيه عدد كبير من المتسابقين، وكان يبدو أن ذلك الهاوي سيحقق المستحيل ويفوز، وظلت الأخبار على نفس المنوال عدة أشهر، ولكنها انقطعت بعد ذلك ولم يعرف أي أحد شيء عنه، حتى شهر يونيو عام 1969م، حين وصل الفائز لكايب هورن وهي آخر بقعة من الجزء الجنوبي لأمريكا الجنوبية، وسيعود للوطن مُبحرًا شمالًا عبر المحيط الأطلسي، وهو ليس دونالد كراوهرست بالطبع، وبعدها بشهر عُثر على القارب الخاص به قبالة جزر كايمان التي تقع غرب جزر الكاريبي، ولم يتم العثور على جثته أبدًا، ولكن عُثر على دفاتره الخاصة التي كتب بها كيف كان يرسل مواقع خاطئة للصحافة، وكيف خدع العالم بأكمله في حين أنه مستقر في جنوب المحيط الأطلسي، ولكن قاربه لم يساعده في احتياله، فتسربت المياه بداخله ودفع اليأس دونالد للانتحار.
في الإمارات.. الأموال تتضاعف بالمسحوق السحري
تتضمن قائمة محتالون بدرجة عباقرة بصمة عربية في الإمارات عام 2009م، حيث تم القبض على رجلين وهما يبيعان مسحوقًا يدعيان قدرته على مضاعفة النقود، وكانت الشرطة قد تلقت عدة بلاغات عن عملية احتيال غريبة، حيث يقوم رجلان بإيهام الناس أن هناك مسحوق سحري يمكنه مضاعفة الأموال عند رشه عليها، ويقومان ببيع ذلك المسحوق بمبالغ طائلة، وكان الرجلان يقابلان ضحاياهما في مكان عام، ويقومان برش المسحوق على الأموال ثم يضعوها في حقيبة، ويطلبون من الضحايا عدم فتح الحقيبة لمدة ساعة حتى يعمل المسحوق، وأثناء الانتظار يقومان بتبديل الحقيبة بأخرى مليئة بنقود مزورة ومغطاة بمسحوق، وقد حصلوا من ضحية واحدة على ما يقرب من اثنان مليون دولار، بالإضافة إلى المبالغ الأخرى التي جمعوها من بقية ضحاياهم.
رجل يمني يبيع حجر بنصف مليون دولار
بصمة جديدة عربية تضمنتها قائمة محتالون بدرجة عباقرة وتلك البصمة في اليمن، كلنا نعلم أهمية وفوائد الأحجار الكريمة، وجزء كبير منا يهوى جمع تلك الأحجار واقتنائها، سواء لأهميتها أو للتزيين، ولكن قد يصل الأمر لحد الهوس لدى البعض، فيكونون على استعداد لدفع الملايين مقابل الأحجار الغريبة، وهذا ما استغله رجل يمني عجوز يعمل كراعي غنم، حيث ادعى أن معه أحجار عقيق يمني تحمي من طلقات الرصاص، وباع كم كبير من تلك الأحجار بمبالغ وصلت لنصف مليون دولار مقابل الحجر الواحد، والغريب في الأمر أنه باع كم كبير للغاية من تلك الأحجار، إلا أنه وقع في نهاية الأمر وتم الحكم عليه بالسجن مدى الحياة.
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال