محمد المحمودي .. تجديد الخطاب الرياضي!
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
غير خاف عن أغلبية جماهير الشارع الرياضي المصري، وفي القلب منه جمهور الكورة أن إعلامنا الرياضي ليس بخير، سواءً على المستوى المقروء والمسموع والمرئي، ولا شكّ أن الإعلام الرياضي جُرح عميق في صدر كرة القدم المصرية، حيث المشاحنات الفارغة، وتصفية الحسابات على الهواء مباشرةً، والمزايدات، وتغليب المصالح الفردية على مصلحة كرة القدم المصرية، وربما حاولت الوجوه الجديدة من الإعلاميين الرياضيين محاولة خلق معادلة جديدة بعد أن كادت الوجوه القديمة إغراق الإرث الإعلامي الرياضي المصري في بحور الترهّل وعدم المهنية الإعلامية .. لكن ظلّت مشكلة كبرى تواجه الجيل الجديد من الإعلاميين .. وهو طوفان كبير اسمه “السوشيال ميديا الرياضية” .. وهو تيار جارف يكاد أن يهلك في طريقه الحرث والنسل.
الكالتشيو مع المحمودي
وفي تلك الحالة المشتبكة بين أزمات متوطنة في الإعلام الرياضي سببها الجيل القديم من الإعلاميين، ومحاولات للإصلاح من الجيل الجديد ظهر الإعلامي الرياضي المصري محمد المحمودي، في زاوية خاصة به بطعم أوروبي، يناقش فيها تفاصيل الكرة الأوروبية وغيرها .. وبطريقة ما وسط الزحام حقّقّ “المحمودي” جماهيرية من فئةالمثقفين رياضيًا .. حيث المهتمين بالتاريخ الرياضي، وزوايا يهتم بها الصفوة من الجمهور، وبعيدًا عن تلك الفئة، انتشرت شعبية المحمودي في الأوساط المحلية لتحليله الشأن الرياضي الكروي المصري من زوايا مختلفة عن غيره من الشاشات .. ويحاول المحمودي دائمًا دمج ثقافته الرياضية ضمن أُطر تحليله الرياضي المحلي، فخلق حالة يمكننا أن نطلق عليها “تجديد الخطاب الرياضي”.. إذ أنه من القلائل الذين يمتلكون أسلوب خاص، فيعتمد على التكثيف في المعلومة، وإحاطة التحليل داخل الملعب بزوايا من خارجه، فتخرج في النهاية وجبة تحليلة رياضية تاريخية يمكنها أن تستحوذ على انتباه المشاهد دون ملل، وذلك المرض الرئيسي في إعلامنا الرياضي الذي تُفتَح استديوهاته لساعات طوال دون قيمة حقيقة بوزن تلك المساحات الكبيرة .. وفي ذلك يتفرّد المحمودي تقريبًا بذلك المحتوى القيّم الذي يحقق التوازن بين المساحة والمعلومة .. ويعتبر ذلك شديدة النُدرة في ظل تلك الشاشات الرياضية المتنوعة التي تنتج نفس المُنتج تقريبًا.
والجديد عن “المحمودي” أن لديه (خلطة) بلوجرز الرياضة، فتجده مثلًا في برنامج “الكالتشيو مع المحمودي” قادرًا على ملء قُرابة الساعة كمادة إعلامية دسمة، وكلها دقائق تعجّ بالمعلومات الموّثقة والمهنية والرشيقة في آن واحد .. حيث لديه شكل خاص يصلح لجذب الجيل الجديد من الجماهير الكروية التي هَجَرت الإعلام الرياضي تقريبًا واتجهت لقنوات اليوتيوب، وفوضي “الفوتبول ريأكشنز” وصناع الفوضى الرياضية، والفتنة في ثوب “المحتوى”، والذين يتدثرون بتشجيع القطبين وهم لا يعرفون عن الكرة سوى إنها دائرية، ويستغلون شعبية كبيرة لكرة القدم في مصر، وحالة العشق المصري مع كرة القدم القادرة على صناعة حالة من الالتفاف حول كل من يتكلم في الكرة .. وبهذا يصبح المحمودي هو أمل الإعلام الرياضي المصري الرسمي مع قلائل آخرين في وقت اشتد فيه طوفان السوشيال ميديا، وأصبحت فيه الكرة بوابة خلفية لتمرير قضايا مدفوعة الأجر، وغيرها .. لذلك وجب القول : شكرًا يا محمودي.. وصلت الرسالة.
الكاتب
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال