همتك نعدل الكفة
1٬738   مشاهدة  

محمد عبدالكريم الخطابي (1 – 2) | قصة ثورة الريف التي أذلت الإسبان

محمد عبدالكريم الخطابي
  • باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



لم تكن قبيلة محمد عبدالكريم الخطابي مثل بقية شعب المغرب الذي اعتقد أن نهاية الحرب العالمية الأولى ستحل مشكلات الاستعمار بمبدأ حق تقرير المصير، وهذا ما حدث إذ أن فرنسا قررت حكم المغرب بالحديد والنار، بينما قامت إسبانيا بفرض نفوذها على شمال المغرب.

الطريق إلى الثورة برعاية العائلة الخطابية

عبدالكريم الخطابي بين نجليه أحمد ومحمد
عبدالكريم الخطابي بين نجليه أحمد ومحمد

قرر عبدالكريم الخطابي الأب استدعاء ولديه من الخارج سنة 1919 وأعلنوا ضرورة محاربة الإستعمار أيًا كان مصدره ودولته.

قررت الأسرة الخطابية إعلان التعبئة الدينية والسياسية في أهالي الريف والمغرب، وترأس عبدالكريم الخطابي الأب كتيبة عسكرية، وأعلنوا من منطقة وذيع قاعدة عسكرية لإنطلاق الثورة.

اقرأ أيضًا 
موسيقى الغناوة .. الصوفية تقود طريقا إلى الثورة في بلاد المغرب

فشل الإسبان في استمالة كبير العائلة الخطابية لهم، حتى توفي في أغسطس سنة 1920 واجتمع زعماء بني ورياغل واتفقوا على تعيين محمد عبدالكريم الخطابي رئيسًا للقبيلة.

انطلاق ثورة الريف

محمد عبدالكريم الخطابي
محمد عبدالكريم الخطابي

بدأت عملية التعبئة الجماهيرية للثورة في أواخر 1920 وشملت التعبئة إلقاء المحاضرات لتوحيد الأهالي فجعلها وحدة شعبية لا قبلية حيث قام بإصلاح الأحوال الداخلية للعشائر، ثم نجح في وضع التنظيم السياسي والعسكري لمواجهة الاستعمار.

وفي 12 فبراير سنة 1921 انعقد مؤتمر أمزورن الذي ضم كل رؤساء القبائل المغربية واتفقوا على زعامة محمد عبدالكريم الخطابي وقيادته لثورة الريف، وبعد هذا المؤتمر بأشهر قليلة تطورت ثورة الريف لتأخذ الشق العسكري بوقوع معركة أنوال.

معركة أنوال
معركة أنوال

مع بزوغ يوم 17 يوليو 1921 م وقعت معركة أنوال بين جيش إسبانيا والمجاهدين الريفيين بقيادة محمد عبدالكريم الخطابي واستمرت 22 يومًا، خسرت فيها إسبانيا 19 ألف قتيل و 4300 جريح و570 أسير، بينما استشهد 1000 مغربي وجُرِح 600 آخرين.

إقرأ أيضا
عزيزة محرم
ميغيل بريمو دي ريفيرا
ميغيل بريمو دي ريفيرا

كانت نتائج معركة أنوال كارثية على الإسبان، فكما أحدثت تغيرات عسكرية داخل مدريد، ألقت بظلاها السياسية فوقع انقلاب 1923 بقيادة بريمودي ريفيرا، ورغم أن الانقلاب لم يغير أي شيء من أوضاع المغرب واصل الأمير محمد عبدالكريم الخطابي معاركه ضد إسبانيا فشن معركة عام سنة 1924م على مدينة تطوان.

مذكرات الخطابي
مذكرات الخطابي

وشرح الخطابي أثر المعركة بقوله «اضطرت القوات الإسبانية إلى الانسحاب من المناطق الداخلية، والتمركز في مواقع حصينة على الساحل، كما أنها أخلت مواقعها في إقليم الجبالة، في أواخر سنة 1924م بعد أن ثبت لها عجزها عن الاحتفاظ بهذا الإقليم، فوجئ الفرنسيون بالانتصار وكانوا يتمنون غير ذلك، كما فجعوا بانسحاب القوات الإسبانية من إقليم جبالة كله؛ ولذا قرروا التدخل في القتال لمصلحة الإسبان، وكانت فرنسا تخشي من أن يكون نجاح الريف في ثورته عاملاً مشجعًا للثورات في شمال إفريقيا ضدها، كما أن قيام جمهورية قوية في الريف يدفع المغاربة إلى الثورة على الفرنسيين ورفض الحماية الفرنسية».

كتاب محمد علي داهش
كتاب محمد علي داهش

ويعلق محمد علي داهش في كتابه عن الخطابي على أثر معركة تطوان بقوله «استعرت فرنسا لمحاربة الخطابي بزيادة قواتها الموجودة في مراكش، وبدأت تبحث عن مبرر للتدخل في منطقة الريف، فحاولوا إثارة الأمير الخطابي أكثر من مرة بالتدخل في منطقته، وكان الخطابي يلتزم الصمت أمام هذه الاستفزازات؛ حتى لا يحارب في جبهتين، ويكتفي باستنكار العدوان على الأراضي التابعة له، ثم قام الفرنسيون بتشجيع رجال الطرق الصوفية على إثارة بعض القلاقل والاضطرابات في دولة الريف، فلما تصدى لهم الأمير الخطابي تدخلت فرنسا بحجة حماية أنصارها، واندلع القتال بين الخطابي والفرنسيين في إبريل 1925م، وفوجئ الفرنسيون بالتنظيم الجيد الذي عليه قوات الأمير الخطابي، وببسالتهم في القتال، فاضطروا إلى التزام موقف الدفاع طيلة أربعة أشهر، وأصيبت بعض مواقعهم العسكرية بخسائر فادحة».

الكاتب

  • محمد عبدالكريم الخطابي وسيم عفيفي

    باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان