لأنه في تركيا “أشياء لم يستطع محمد ناصر أن يقولها عن تاريخ مسجد الإمام الحسين”
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
لم يربك فيرس كورونا وسائل الإعلام التركية الناطقة باللهجة المصرية فسياستهم كما هي، الفارق أنها من منازلهم، لكن محمد ناصر أراد أن يضع بصمةً تجعل قناة مكملين لا تفقد نسب المشاهدة فكان برنامجه حكايات مصرية.
تاريخ مسجد الإمام الحسين وخطأ محمد ناصر
طيلة ربع ساعة حكى محمد ناصر عن مسجد الإمام الحسين تاريخًا وأثرًا وحتى صاحب المسجد، لكن في الجزئيات الأثرية لم يتكلم ناصر عن غرفة الآثار النبوية إلا بشكلٍ عابر عكس المآذن والأبواب، ورغم أنه تكلم في نفس الحلقة عن مقتنيات سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لكنه لم يتطرق إلى التفاصيل، إذ أن هذا يعني أنه سيهاجم الدولة العثمانية وهو الشيء الذي لن يفعله ناصر المتواجد بتركيا.
أشياء لم يجرؤ محمد ناصر أن يتناولها
عدة قصص تاريخية لم يتطرق إليها محمد ناصر في حلقته عن مسجد الإمام الحسين، أبرزها عدد المقتنيات النبوية وأسباب تقلصها والعوامل التي جعلت مصر تحتفظ بالآثار الموجودة حاليًا.
اقرأ أيضًا
حكاية “أم عمرو” خادمة عتبة مسجد الإمام الحسين طيلة 40 عاماً حتى ماتت
قديمًا كانت مصر تمتلك 21 أثرًا من مقتنيات سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وبعد دخول العثمانيين إلى مصر تقلص عدد المقتنيات الشريفة ليصل إلى 6 مقتنيات فقط، أي أن هناك 15 قطعة أخذها سليم الأول إلى تركيا وهي حاليًا موجودة في متحف طوب كابي.
اقرأ أيضًا
الإمام الحسين والمسيحيين “حب مشترك صنعته الدماء وتقوى بالأزمات”
بالرجوع إلى كتاب الآثار النبوية لـ أحمد تيمور باشا فإن الـ 21 أثر نبوي هم «نعلان، سن من الأسنان النبوية، عباءة، حجرين عليهما أثر القدم، 3 سيوف، قبضة سيف، قوس نبوي، لواء نبوي، خِتْم نبوي، عمامة نبوية، 3 قطع نسيج، المكحلة، مِرْود، قميص، خصيلات من شعر الرأس، خصيلات من شعر اللحية، قطعة من العصا».
اقرأ أيضًا
المشاركون في “معركة كربلاء” جرائمهم و نهايتهم.. رقم 32 يحمل مفارقة غريبة
بعد سقوط الدولة العباسية في العراق وقيامها داخل مصر على يد المماليك قرر خلفاء العباسيين الاحتفاظ بمقتنيات الرسول داخل المنازل التي أعدت لهم، إلى أن حل عصر الناصر محمد بن قلاوون وقام تاج الدين محمد بن الصاحب فخر الدين محمد بن حِنَّا بتأسيس جامع لها عُرِف باسم رباط الآثار وتغير اسمه مع مرور الزمن ليكون «جامع أثر النبي»؛ ومات محمد بن الصاحب قبل أن يُتِم المسجد ثم أكمله الفقيه عز الدين بن مسكين وانتهى تشييد المسجد نهائيًا على يد ناصر الدين بن تاج الدين محمد الصاحب.
ظلت الآثار النبوية في مصر موجودة بمسجد رباط الآثار بدءًا من عام 1307 حتى عصر قانصوه الغوري الذي أخذها وأودعها في مجموعته الشهيرة، إلى أن دخل سليم الأول القاهرة عام 1517 م واستولى على 15 قطعة نبوية والباقي ظل في مجموعة الغوري حتى نُقِلَت المقتنيات لمسجد السيدة زينب وبعده القلعة عام 1859 ومنها إلى قصر عابدين عام 1887 م ثم داخل غرفة الآثار النبوية بمسجد الإمام الحسين عام 1888 ولا زالت موجودة وهي «سيف العضب، قطعة من العصا، المكحلة، المِرْوَد، خصيلات شعر الرأس، خصيلات شعر اللحية، القميص».
لم يذكر محمد ناصر عمليات السطو العثماني على المقتنيات النبوية وغيرها من الآثار المعمارية التي أحصاها بن إياس خلال الجزاء الخامس من تاريخه، بل حتى لم يترك سليم الأول الآثار الوافدة على مصر حيث كانت بصحبة الشريف بركات شريف مكة ويحكي بن إياس أن الذي سليم الأول أرسل له معلنًا سقوط دولتي المماليك والعباسيين بالقاهرة وأمره بالدخول في طاعته وإعلان البيعة له ومعه التقادم الفاخرة التي فسرها تيمور باشا في شرحه لتاريخ بن إياس بأنها الآثار النبوية، بينما الآثار التي لم يأخذها سليم الأول من مصر وهي الباقية الآن فقد أنقذها حادث تعرض له قائد العثمانيين حيث قال بن إياس في حوادث أواخر يوليو 1517 الموافق جمادى الثانية 923 « نزل في مركبٍ من الجيزة واتجه صوب الآثار النبوية فأتت عليه رياح أوقعته وكاد أن يغرق لولا أن أنقذه جنوده».
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال