مذكرات محمد علي باشا المجهولة ج 3: موقف مصر من ليبيا
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
يتابع موقع الميزان نشر مذكرات محمد علي باشا والتي هي عبارة عن يوميات الباشا من تصريحاته السياسية أملاها لمترجميه أثناء لقاءاته مع القناصل.
اقرأ أيضًا
مذكرات محمد علي باشا المجهولة ج1: تمنيت الموت وهذا موقفي الديني
وناقش الجزء الأول من مذكرات محمد علي باشا تفاصيل حياته الأسرية وسبب تمنيه للموت بالإضافة إلى وجهات نظره بشأن حكم مصر وموقفه الديني في السياسة.
اقرأ أيضًا
مذكرات محمد علي باشا المجهولة ج2: شعبي كسلان ولا يحب العمل
أما الجزء الثاني من مذكرات محمد علي باشا احتوى على أطروحاته الاقتصادية بعد تطبيقه سياسة الاحتكار والدوافع التي قادته إلى ذلك.
أما الجزء الثالث من مذكرات محمد علي باشا فيتعرض إلى موقفه من الشأن الليبي بعدما توسع في بلاد الشام، ويذكر موقفه من التحالف مع أوروبا.
خلفيات تاريخية قبل ثالث أجزاء مذكرات محمد علي باشا
مع بدء توسع محمد علي باشا في بلاد الشام وقبل أن يدخل حمص قررت الدولة العثمانية فتح جبهة على مصر من واليها في طرابلس محمد باشا، الذي قاد جيشًا من طرابلس قوامه 30 ألف، غير أن محمد علي باشا تمكن من سحقه وأسر 2000 أسير وغنم 36 مدفعًا وصارت بلاد شمال إفريقيا مع بلاد الشام في قبضة الباشا.
أرادت فرنسا أن لا يستأثر محمد علي باشا وحده بشمال إفريقيا في ليبيا وتونس والجزائر، فعرضت عليه التحالف ضد الدولة العثمانية لكنه رفض، فاضطرت أوروبا إلى التحالف مع الدولة العثمانية لإنقاذ شمال إفريقيا من الباشا.
يشير عمر الإسكندري وسليم حسن في الفصل الثاني من كتابهما «تاريخ مصر من الفتح العثماني إلى قُبيل الوقت الحاضر» أنه ظهر مقترح وسط يقضي بأن يتولى محمد علي باشا حكم مصر وعكا ودمشق وطرابلس، لكن أودلف تيير رئيس الحكومة الفرنسية أعلن رفض هذا الحل والتحالف مع الدولة العثمانية.
فضلت فرنسا التحالف مع الدولة العثمانية ضد محمد علي باشا بشأن ليبيا لوجهة نظر فرنسية كانت سائدة وهي أن الدولة العثمانية ستموت وبالتالي التحالف عليها مع محمد علي باشا يعني الدخول في مواجهة عسكرية مع مصر الأقوى من الآستانة ولو تم منح بلاد شمال إفريقيا والشام إلى مصر فسيزحف إلى آسيا الصغرى وهذا يعني استبدال الدولة العثمانية بقوة أشرس منها وهي مصر.
محمد علي باشا عن شمال إفريقيا: لن أكرر خطأ الأتراك
اتجه المسيو ميمو قنصل فرنسا في مصر إلى محمد علي باشا عارضًا عليه فكرة أن تأخذ مصر شمال إفريقيا بتحالف مع الفرنسين، فالتقاه محمد علي باشا عام 1830 وقال «أنا أعظم وزير في السلطنة العثمانية، ولكن إذا وافقت على الشروط التي تعرضها فرنسا وتعاهدت معكم فأنا قد قضيت على نفسي بهذه الطريقة، الباب العالي سيحسب ألف حساب قبل أن يعتدي عليّ».
ووجه محمد علي باشا خطابًا رسميًا إلى ميمو قال فيه «إذا حالفتكم كالباب العالي فسأفقد مركزي وتنهار قوتي الأدبية، لو أردت احتلال تونس وطرابلس فعندي أضعاف أضعاف الجنود، وأنا أحترم فرنسا ومتعلق بها، لكن أرفض الحل الذي عرضتموه، أتريدون أن أقطع رأسي بسيفي ؟».
وبعد أن تحالفت الدولة العثمانية مع لندن، كتب محمد علي باشا إلى هودجز قنصل بريطانيا وجوتيه دارك قنصل فرنسا سنة 1842 بقوله «تستطيعون أن تنتزعوا مني سوريا وشمال إفريقيا لكن بصفتكم العسكرية لا تجهلون أن مصر في أمان، على كل حال فالإمبراطورية العثمانية مهددة بكارثة، وهي على وشك الانهيار».
محمد علي باشا: مصر ليست دولة معتدية
وحول اتهام مصر بأنها تسعى للتوغل قال محمد علي باشا الكونت دوهاميل قنصل روسيا في مصر سنة 1837 م «أعترف أن العسكرية داء لأنها تعرقل التقدم الزراعي والصناعي، لكن يجب على كل فرد أن يدافع عما يملكه».
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال