النساء ومحمد علي باشا .. 3 سيدات تسببن في هزيمته إحداهن بالنوم
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
بقيت علاقة النساء ومحمد علي باشا فصلاً مجهولاً من فصول تاريخ مؤسس مصر الحديثة باستثناء محاولة وحيدة للتعرف على هذا العالم من قِبَل صوفيا لين بول شقيقة المستشرق إدوارد لين التي وضعت كتابًا عن الوضع النسائي في مصر زمان محمد علي.
اقرأ أيضًا
مذكرات محمد علي باشا المجهولة ج1: تمنيت الموت
حلت شخصيات نسائية في مسيرة محمد علي باشا السياسية، نموذج منها على الصعيد الشخصي ونموذجان على الصعيد العام، ورغم أن الباشا الذي أخضع بلدانًا شتى تحت إمرته إلا أنه تعرض لهزائم على يد بعض النساء.
أمينة بنصرلي .. الممتنعة عنه وهي راغبة فيه
في قائمة النساء ومحمد علي باشا تتصدر أمينة بنصرلي الواجهة باعتبارها حبه الأول والموجوعة منه أيضًا، فهي المرأة ذات الحسب وقريرة عين أحد أعيان قرية نصرتلي اليونانية، كذلك فهي أم أهم أبناء الباشا فقد أنجبت له 3 ذكور وبنتين أهم قادة جيشه إبراهيم باشا وطوسون، وأعجبت بمصر بعد زواجها من الباشا المنتصر على حملة فريزر وقدومها للقاهرة سنة 1808 م.
كانت شبه الجزيرة العربية مكان لقاء الباشا وأمينة، فقد قابلها أثناء الحج وأعجب بها، لكن أيضًا كان هذا المكان هو بداية نهاية نجلها الحبيب طوسون الذي قاد الحملة الأولى ضد الوهابية وأصيب فيها ومات بمرضٍ أحاط به هناك.
لم تتدخل أمينة هانم في الشأن المصري مطلقًا، لكنها هزمت محمد علي باشا العاشق لها حين قالت له «لا لحقوقك الشرعية»، حيث امتنعت عنه بعد مذبحة القلعة لاستبشاعها التصرف وفق ما يذكره الدكتور خالد فهمي في كتابه «كل رجال الباشا».
غالية البقمية .. البدوية التي أقلقت الباشا
زخر التاريخ البدوي بشخصيات نسائية متعددة لكن تبقى غالية بنت عبدالرحمن بن سلطان الغرابيط، أشهرهن على الإطلاق، إذ اقتُرِنَت بأول هزيمة عسكرية في تاريخ محمد علي باشا، حيث تمكنت من إلحاق الخسارة بجيش نجله طوسون ضد الوهابية.
أفرد الرحالة السويسري يوهان لودفيك بركهارت في كتابه عن البدو فصلاً كاملاً لنجاحات غالية البقمية ضد طوسون في منطقتي تربة وبسل، لدرجة جعلت محمد علي باشا يترك مصر خصيصًا للسفر إلى شبه الجزيرة والقضاء على غالبية البقمية.
اتفق كل المؤرخين على مساهمة غالية البقمية بالمال والسلاح لمواجهة الحرب ضد الوهابية، فالجبرتي قال عنها «حاربتهم وانهزم منها شر هزيمة»، أما بركهارت فيصف دورها بأنه أول خنجر في سمعة قوة محمد علي باشا.
كان انتقام محمد علي باشا من جنود غالية البقمية شرسًا، إذ دخل كل القرى التي تدعمها ودكها بالمدافع وقطع ألسنة كثيرٍ من علماء الوهابية وقال «صارت بلاد غالية خالية»، أما غالية البقمية فبعد هزيمتها تقهقرت إلى الطائف ولم يذكرها أحد بعد ذلك من المؤرخين.
لاسكارينا بوبولينا .. مقتنصة الاستقلال من أنياب الباشا
تجيء لاسكارينا بوبولينا في آخر قائمة النساء ومحمد علي باشا من حيث الهزائم، وربما كانت هي أشرس من غالية البقمية فالأخيرة هزمته في البداية ولم تنتصر عليه في النهاية، لكن لاسكارينا لم تكتفي بالانتصار عليه فحسب وإنما ساهمت في استقلال دولة بأكملها.
جذور لاسكارينا بوبولينا هي نفسها جذور محمد علي باشا، لكن عشقها لليونان التي لها فضل عليها جعلتها تنضم إلى قادة حروب الاستقلال التي واجهتها الدولة العثمانية بجيش محمد علي باشا.
اقرأ أيضًا
قصة دخول زيتون الكالاماتا إلى مصر .. حرب إبراهيم باشا كانت سببًا
كانت لاسكارينا بوبولينا هي أول من رفعت علم الثورة اليونانية للثورة اليونانية، وباعتبارها صاحبت سفن قتالية وتجارية لجأت لشتى الطرق من أجل استقلال اليونان فقد استخدمت الرشوة للقادة العثمانيين والمسدس لقتلهم أيضًا، وساهمت في دعم كافة الحركات المسلحة في اليونان بالمال والسلاح والطعام، وتشير هيلين أنجلوماتيس تسوغاراكيس في كتابها عن ثورة اليونان، أن لاسكارينا بوبولينا لها نصيب الأسد من أسباب استقلال اليونان بفضل جهودها.
رغم أن لاسكارينا بوبولينا ساهمت في استقلال اليونان لكنها ماتت قبل تحقيقه بـ 5 سنوات، حيث قُتِلَت في ظروف غامضة عام 1825 م، إذ تشير المصادر اليونانية أنها ماتت نتيجة خلاف عائلي نشب بين ابنها وأهل حبيبته.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال