مذكرات محمد علي باشا المجهولة ج 5: هذه علاقتي مع دول أوروبا
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
يواصل موقع الميزان نشر مذكرات محمد علي باشا المجهولة بالحلقة الخامس من مذكرات محمد علي باشا علاقته مع أوروبا والتي بدأت عبر البعثات العلمية، ثم تطورت لنواحٍ اقتصادية وسياسية وعسكرية.
اقرأ أيضًا
مذكرات محمد علي باشا المجهولة ج1: تمنيت الموت وهذا موقفي الديني
وناقش الجزء الأول من مذكرات محمد علي باشا تفاصيل حياته الأسرية وسبب تمنيه للموت بالإضافة إلى وجهات نظره بشأن حكم مصر وموقفه الديني في السياسة.
اقرأ أيضًا
مذكرات محمد علي باشا المجهولة ج2: شعبي كسلان ولا يحب العمل
أما الجزء الثاني من مذكرات محمد علي باشا احتوى على أطروحاته الاقتصادية بعد تطبيقه سياسة الاحتكار والدوافع التي قادته إلى ذلك.
اقرأ أيضًا
مذكرات محمد علي باشا المجهولة ج 3: موقف مصر من ليبيا
أما الجزء الثالث من مذكرات محمد علي باشا فيتعرض إلى موقفه من الشأن الليبي بعدما توسع في بلاد الشام، ويذكر موقفه من التحالف مع أوروبا.
أما الجزء الرابع فتناول الصراع العسكري السياسي بين مصر والدولة العثمانية على سوريا.
محمد علي باشا لـ جوزيف ميشو: بريطانيا ستدخل في مواجهة معي
موقف متابين اتخذه محمد علي باشا من بريطانيا، إذ اعتبر أن أسطولها سر قوتها، وتنبأ قبل معاهدة لندن بأنها ستهدده، حيث قال لـ جوزيف ميشو الكاتب والمؤرخ الفرنسي سنة 1838 «أسطول بريطانيا العظيم هو الشيء الوحيد الذي يقلقني ويحزنني في آن واحد، إن أكثر ما أخشاه هو ضرب حصار قد يقضي على تجارتي وماليتي».
وحول موقفه من الساسة البريطانيين فاعترف محمد علي باشا بكرهه الشديد للسفير البريطاني بونسونبي الذي عقد معاهدة تجارية مع الدولة العثمانية لمواجهة مصر، كذلك عبر عن كرهه في مذكراته للورد بالمرستون وزير الخارجية الإنجليزي بسبب معاهدة لندن.
الباشا يتنبأ بمستقبل علاقة مصر وروسيا
لم يخفي محمد علي باشا كرهه لروسيا القيصرية للموائمات التي تعقدها مع الدولة العثمانية في ظل الغياب الفرنسي، وقال الباشا لقنصل فرنسا غير العادي بوالوكنت سنة 1833 «ليس عندكم في الآستانة ما يوازن بين نفوذكم ونفوذ روسيا، ولكني أقدم لكم وسيلة ربما تأتي بالفائدة، إنني أضع تحت تصرفكم القوات التي تعمل تحت قيادتي، ولنجعل تحالفنا أقوى وأمتن مما عليه الآن، فإذا أيقن القوم في استانبول أن موقفي من السلطان قد يخضع لمشيئتكم فلا شك أن اعتباركم ونفوذكم سيتضاعف».
اقرأ أيضًا
النساء ومحمد علي باشا .. 3 سيدات تسببن في هزيمته
وفي العام 1838 م قال الباشا للقنصل الروسي في مصر «قد تؤيدني جميع الدول إذا أيدني قيصر روسيا، الخوف من روسيا الذي يحملهم على أن يفسدوا خططي».
مراسلات الباشا مع فرنسا حول ضرورة منافسة روسيا لم تصل للقنصل فقط، وإنما صرح بها للمؤرخ جوزيف ميشو حين قال له «أصبحت روسيا إحدى كبار الدول في الشرق وإذا لم تستيقظ أوروبا فتسقول روسيا الشرق هو أنا».
لم يكن كره الباشا لروسيا وليد ثلاثينيات القرن التاسع عشر، فهو يرى أنها دولة لا يعتمد عليها بعد تأسيسه للجيش المصري، لكنه تنبأ بأن تكون روسيا أعظم مساعد لمصر، إذ قال سنة 1825 للجنرال الفرنسي بواييه «أنا لا أحب الروس، ولكن ربما يأتي يوم تكون أعظم مساعد لمصر».
مذكرات محمد علي باشا وموقفها من فرنسا
كان الباشا مفتونًا بفرنسا فقد جعلها جزءًا من تأسيس دولته الجديدة عسكريًا وتعليميًا وحتى اجتماعيًا خاصةً في فترة جماعة سان سيمون، واتخذت فرنسا موقفًا إيجابيًا وقت معاهدة لندن، كشف عنه محمد علي للقنصل الفرنسي كوشيليه سنة 1841 «لست مخادعا إذ لولا فرنسا لما حصل على الوراثة في مصر، وسأبقى مدينا طول حياتي لفرنسا بكل ما فعلته لمصلحتي، وقبل موتي سأترك لأولادي الاعتراف بالجميل، وسأوصيهم بأن يضعوا دائما أنفسهم تحت حمايتها».
محمد علي باشا: أحب مصر أكثر من أوروبا
كان محمد علي باشا صريحًا مع الأمير هرمان فون بوكلير موسكاو أحد نبلاء ألمانيا الكبار حول رأيه في أوروبا، إذ قال له سنة 1840 «أوروبا تجهلني فإن كانت تعتقد أن في إمكانها التغلب عليّ بالتهديد فهي مخطئة ولا تستطيع أن تنزع مني الأراضي التي أملكها بقوة السلاح، أنا أقدر مركزي ومواردي، وإن أحرزت انتصارًا في البداية، فستنضم الشعوب الإسلامية لي، ولو منيت بالفشل في البداية ستطول الحرب».
وحول خدمة رجال أوروبا للباشا قال محمد علي سنة 1837 «إذا قدم من أوروبا 50 رجلاً يقصدون خدمتي فإن هناك 49 منهم كالجواهر المزيفة، هل يمكنني أن أعثر على الماسة الفريدة التي بينهم إلا بعد أن أمتحنهم كلهم ؟؛ لذلك فإني أبدأ في شراء تلك الأحجار، فإذ كشفت بينها الماسة الحقيقية فهي تعوضني 100 مرة عن الخسائر التي تحملتها بسبب الأحجار».
اقرأ أيضًا
قصة هدية محمد علي باشا لملك فرنسا والتي أدهشت أوروبا
وحين سُئِل الباشا من أحد رجال فرنسا ويسمى أوديفريد عام 1842 هل سيزور أوروبا بعد المعاهدة أجاب الباشا «لا أرغب في زيارة شعوب أوروبا، فأنا أحب مصر لدرجة أنني لا أود زيارة البلدان الأخرى، أما فيما يختص بالعلم المنتشر بين الدول الأوروبية فإني عرفت كيف أستخلصه من جميع الأجانب الذين هبطوا وأن أستغل كل ما استحسنته فيهم».
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال