حرب أشعلتها هيتريا .. معارك منسية خاضتها مصر لإنقاذ تركيا
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
شهد العام 1815 تأسيس جمعية هيتريا بهجين روسي نمساوي يوناني وذلك لتنظيم ثورة ضد الحكم العثماني في بلاد اليونان، وظلت تلك الجمعية تعمل في السر وبدعم أوروبي طوال 6 سنوات حتى نُشِرَت أفكارها في ربوع اليونان واتخذت من شبه جزيرة بيلوبونيز المعروفة بالمورة كأولى انطلاق المواجهة اليونانية عسكريًا مع العثمانيين.
الطريق إلى حرب بيلوبونيز
جاءت حرب بيلوبونيز عام 1823 م لتكون الإثبات العملي على قوة الجيش المصري الذي تأسس وطنيًا وعلى الطريقة الحديثة عام 1820 م؛ ليخوض غمار معارك ضارية بهدف إنقاذ الدولة العثمانية من استقلال اليونان.
كان محمد علي باشا ونجله إبراهيم باشا قد أنقذا الدولة العثمانية من الخطر الوهابي سنة 1818 وبدأ تأسيس الجيش المصري عام 1820 فلم يجد السلطان العثماني أمامه إلا محمد علي باشا لإنقاذ سمعة الدولة العثمانية.
مصر توافق على مساعدة الدولة العثمانية
في العاشر من يوليو عام 1821 جهز محمد علي باشا أسطولاً بحريًا تألف من 16 سفينة مسلحة تحت إمرة إسماعيل جبل طارق وضم 800 مقاتل بقيادة طبوز أوغلي باشا، واقتضت الخطة العسكرية أن يلتقي الأسطول المصري بالعثماني ويبدأ زحفهما إلى جزيرة كريت.
ثورة هيتريا في كريت
وصل صدى أفكار جمعية هيتريا إلى جزيرة كريت فنشأت حروب شوارع بين ثوار اليونان وقادة الحاميات العثمانية لتكون أولى مواجهات الجيش المصري في كريت عام 1822 بحملة من 5 آلاف جندي يقودهم حسن باشا وتمكنوا من إنقاذ الحاميات التركية وإخماد ثورة كريت.
معارك ما بعد كريت ووضع مصر
بعد معركة كريت ضد ثورة جمعية هيرتيا خاض الجيش المصري 9 حروب لإنقاذ الدولة العثمانية من الثورة اليونانية وهي معاك المورة والأناضول ونفارين الأولى وحملة ماني وكلاماتا وتريپولتسا وميسولونجي وأثينا ونفارين الثانية.
وكادت مصر أن تنجح في إجهاض الثورة اليونانية التي قامت ضد الدولة العثمانية لولا تدخل أوروبا الذي أنقذ ثورة هيرتيا وأدى إلى هزيمة الجيشين العثماني والمصري حيث كان الأخير يملك 42 ألف جندي استشهد منهم 30 ألف وكانت ميزانية الحملة المصرية 775 ألف جنيه.
اقرأ أيضًا
لماذا قال إبراهيم باشا محمد علي : أنا مصري ولست تركيًا
رغم الخسائر المادية التي تكبدتها مصر لكنها حازت على مكاسب سياسية إذ أخذت جزيرة كريت واكتسب جيشها سمعة كبيرة كون أن حرب الثورة اليونانية هي أول تحرك مصري ضد أوروبا وأظهر الجيش المصري بشهادة مؤرخي أوروبا ممارسة شجاعة في الحرب أكدت على قوة مصر وخطورتها في نفس الوقت على الدولة العثمانية، ويؤكد ذلك اتفاق أغسطس عام 1828 م الذي وقعته أوروبا مع مصر وحضر هذا الاتفاق وزير خارجية مصر بوغوص بك ودلالة هذا الاتفاق أنه الأول الذي تعقده مصر مع دولة أجنبية دون الرجوع للدولة العثمانية إذ رأت أوروبا في الباب العالي أنه العجوز المريض، بينما مصر هي القوة القادمة التي يمكن في أي لحظة أن تنقض على الآستانة.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال