همتك نعدل الكفة
446   مشاهدة  

مراجعة ألبوم حسن فؤاد “البيوت” ومحاولة خلط المياه بالزيت.

حسن فؤاد
  • ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال



بعد غياب طويل عن الساحة الفنية عاد المطرب حسن فؤاد للظهور مجددًا،فشاهدناه في حديث شيق وممتع مع إسعاد يونس في برنامج صاحبة السعادة، مع حرصه على التواجد بصفة دائمة على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، والتي يتفاعل عليها بشكل جيد مع الجمهور الذي بدأ يستعيد ذكرياته معه خصوصًا في تترات المسلسلات التي صنعت مجده في التسعينات، ثم أعلن عن شراكة فنية في ألبوم جديد مع الشاعر والملحن “مدحت الخولى” بعنوان “البيوت” والذي صدر في صمت تام على موقع اليوتيوب ودون زخم إعلامي يذكر.

يعد التعاون بين الثنائي “فؤاد”و”الخولي” مفاجأة فنية كبرى، لاختلاف تجربتهما الفنية، حيث فؤاد الذي ينتمي إلي المدرسة الكلاسيكية في الغناء العاطفي المعتمد على التطريب، وبين مدرسة الخولي الحديثة نوعًا ما المعتمدة على الألحان التعبيرية والموضوعات الشعرية التي تمتزج فيها العاطفة مع المواضيع الإنسانية والتي تحمل طابعًا خاصًا بمفردات مختلفة عن قاموس العاطفة المستهلك.

صدر الألبوم في سبع أغاني كتبها ولحنها مدحت الخولي وتولى التوزيع الموسيقي “خالد عبد الرحمن” مع التأكيد على أن ما فعله في الألبوم لا يمكن تسميته توزيعًا موسيقيًا بأي حال من الأحوال.

أقرأ أيضًا … عصام عبد الله الفارس الذي تمرد على القوانين

نجح الخولي كشاعر في ربط موضوعات الأغاني ببعضها البعض، فتشعر بتجانس واضح في أفكارها، حيث ابتعد عن تناول الموضوعات العاطفية وركز أكثر في تناول العلاقات الإنسانية الاجتماعية في أغاني “جدي” و”البيوت”و”ناس دخلت حياتي” أو التعبير عن الهموم الذاتية الشخصية في أغاني “دراعي”و”لوحدك”و”أنا اخترت” وصنع أغنية احتفى فيها بمدينة الإسكندرية.

أما على مستوى الألحان فاعتمد “الخولي” على الجمل القصيرة البسيطة الخالية من أي زخارف لحنية معقدة، وركز اكثر في التعبير عن مضمون الكلمة، وهي الطريقة التي تتميز بها تجربته كملحن، أما حسن فؤاد فلم يكن في كامل لياقته الفنية ولم يضع أي بصمة شخصية بصوته على الألحان الذي بدا وكأنه مكبل في أداء بعض الجمل اللحنية.

أما التوزيع الموسيقي فكان كارثة الألبوم الفنية، لم ينجح الموزع خالد عبد الرحمن في استنباط أو خلق جمل موسيقية متآلفة متماسكة من الألحان، وتشعر بأن ما قام به ما هو إلا نسخة أولية “ديمو” تعاني من فراغ هارموني كبير، وعدم تناسق ما وضعه موسيقيًا مع بعض الألحان أو مع طبقات صوت حسن فؤاد، ولم يكن على قدر مسئولية تحمل توزيع ألبومًا كاملًا،  بالإضافة إلى عيوب فاضحة في دمج الأصوات الموسيقية في الألبوم “الميكس” فتارة تجد صوت المطرب عاليًا والموسيقي خافتة وتارة ينخفض  صوت المطرب لتجد الموسيقى عالية فجأة في نفس الأغنية، وكأن المطرب يغني في غرفة  والموسيقي تلعب في غرفة اخرى، ولا اعرف كيف سمحوا بخروج الأغاني بهذا الشكل الذي افتقر إلي بديهيات هندسة الصوت.

إقرأ أيضا
الحلقة الثالثة من الحشاشين

في النهاية قد تبدو فكرة التعاون بين التجارب المختلفة جذريًا جيدة بعض الشئ، خصوصًا مع الثنائي الخولي وحسن فؤاد اللذان يمتلكان رصيدًا جيدًا من الأغاني الناجحة، لكن النوايا الحسنة لا تكفي لصنع ألبومًا جيدًا، وهذا التعاون  كان يحتاج إلي بذل مجهود فني أكبر وورش عمل طويلة في وجود موزع موسيقي قادر على التقريب بينهما دون ان نشعر بان هناك خللًا فنيًا، لكن في ألبوم “البيوت” بدت التجربة كمن يحاول خلط المياه بالزيت عنوة فخرجت ضعيفة فنيًا تعاني من مشاكل واضحة ولم يستفيد منها الثنائي في شئ.

YouTube player

الكاتب

  • حسن فؤاد محمد عطية

    ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
2
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان