همتك نعدل الكفة
591   مشاهدة  

مسلسل المشوار .. تصعيد وتمثيل

مسلسل المشوار
  • شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال



خلال الحلقتين (2،3) الأمور وضحت أكتر، والجميل أن ده تم من خلال تصعيد في الدراما مش مجرد كشف من خلال حكي أو حتى فلاش باك.

عرفنا تفاصيل بسيطة زي أن الولية المنفسنة اسمها “سميرة”.. وطلعت لا منفسنه ولا يحزنون، كل الحكاية إنها قارشة ملحتها لاسباب اقتصادية-اجتماعية خارجة عن إرادة الجميع. وعرفنا تفاصيل مهمة زي الشنطة فيها إيه؟

مسلسل المشوار

بس مافهمتش ليه ورد لما عرفت قصتها قامت وغامرت بكل حاجة واستخدمت الشريحة القديمة؟ ده محتاج مبرر، وأظن هيبقى له علاقة بحالة الغموض في شقة اختها. لأن الاعتماد على مجرد سيرة “الأخت” هيبقى ضعيف جدًا مقارنة بمدى المخاطرة.. ومش هيبقى مقبول إلا برسم علاقة بين الأختين شبه علاقة رأفت الهجان بأخته.

سميرة الجميلة

الممثلة اللي عملت دور سميرة كويسة.. مَلِت المساحة بالمظبوط لا كانت بتلوء ولا أوفر، ومشهد خناقتها مع ورد أتلعب حلو ومشرفة الوردية جميلة وطبيعية، ده طبعًا بغض السمع عن ورد وهي بتقول “تَتَعَاطى”، لاحظوا الفرق بينها وبين نطق سميرة “تِتّْعَاطى”.

مسلسل المشوار

الراكب المثالي

على سيرة الناس اللي بتعمل أدوار حجمها صغير وبتقدر تبدع جواها وتظهر أمكانيتها، لفت نظري في بداية الحلقة التانية واحد من المجميع يستحق جايزة أوسكار أفضل كومبارس صامت.

مسلسل المشوار

الراجل ده أبدع بشكل مش ممكن في مساحة شبه معدومة، قدم نموذج المواطن اللي بيقابل كراكترات مزعجة وهمجية، وهو عارف إنه مجبر يتحمل ده بوصفه من بلاوي الزمن والمجتمع، عمل ده من غير ولا كلمة ولا حتى كادر مخصوص له، أمتعض من دوشتهم واتخض من اختراق ورد لمساحته واندهش من رد فعلها على نزول جوزها من الترام، كل ده بتعبيرات وشه غير المبالغ فيها ونظراته شبه المخفية ورا النضارة ومن خلال كادرات هو فيها مش نمبر وان ولا حتى 2.

ماتش تمثيل ع الضيق

مشهد القبض على وجيه كان عبارة عن لقاء بين أستاذ مُخلص ومتميز وتلميذ شاطر ومُجتهد، بالصدفة سبق وتعاملت مع الأتنين وشوفت الفنان أحمد كمال “وجيه” بيستعد أزاي قبل ما يواجه الجمهور (ع المسرح) وشوفته وهو بيدرب تمثيل، كمان شوفت مدى حرص ونهم أحمد مجدي “الظابط” على التعلم والتطور، كل واحد منهم لعب دوره بكل شطارة وبساطة.. مع دعم فني-تقني لا يمكن أغفاله.

مسلسل المشوار

هنا مثلًا الأتنين بيبصوا على نفس الحاجة “الشنطة”، كل منهم بيترقب نزولها بنفس القدر من اللهفة بس في اتجاهين مختلفين تمامًا.. أمر ظاهر بوضوح في نظرة كل واحد منهم، بالإضافة لإضاءة نورت واحد وضلمت التاني.

أحمد كمال في ظرف ثواني حسسني إنه طول عمره “وجيه”.. والكارثة اللي رايح عليها حقيقية فعلًا، كل ده من غير ولا كلمة.. بمجرد متابعة حركة الشنطة من الصندرة للأرض.

مسلسل المشوار

مشهدهم سوا كان أقرب لماتش أسكواش بين أتنين مصنفين كبار من جيلين مختلفين.

مسلسل المشوار

في حب خالتي

بما أني أتكلمت عن الاستمتاع بالتمثيل، يبقى لازم أتكلم عن كمان أتنين ممتعين، أو بالأحرى ممتعات، حنان يوسف “الخالة” وسما إبراهيم “حياة”، الأتنين أه مالعبوش قصاد بعض زي المثال السابق، بس كل واحدة فيهم قدمت شغل عالي.. مش بس على مستوى الأداء، كمان على مستوى التماهي مع الشخصية.

حنان لعبت “الخالة” بأسلوب السهل الممتنع، يجوز أصولها السكندرية ساعدتها بس أكيد إنها ممثلة شاطرة جدًا، بتتعامل مع الملابس والأكسسوار بما يناسب الشخصية مش يناسبها هي. ده غير الصدق الشديد في صوتها.. زي جملة “هاكلم الحيطان والكلاب تاني”، قدرت تخلي المتفرج يركز ويتعاطف معاها رغم إنشغاله بحدث أهم يخص شخصية أكبر.. كل ده عن طريق جملة بسيطة غير مؤثرة في دراما المشهد وبتتقال في خلفية حدث صاعد مهم جدا، وبصوت واطي معجون بكا، ده غير المكساج الردئ (في العمل بشكل عام).

مسلسل المشوار

الممثلة مش مانيكان

سما إبراهيم كمان من الممثلات “القليلين” اللي بيهتموا بشكل الشخصية مش شكل الممثلة، وده ظاهر جدًا من أول مشهد ليها، حياة أخت ملهوفة على أختها الغايبة ليها مدة.. فطبيعي تتلهف على التليفون بالطريقة دي.

إقرأ أيضا
عماد فاروق
مسلسل المشوار
مسلسل المشوار

في نفس الوقت هي زوجة وأم في الخمسينات من عمرها، ماديًا أقرب للفقر.. قاعدة في بيتها بتعمل الأكل، فطبيعي يكون ده شكلها، مش زي ناس بتصحى من النوم “فول-ميكاب”.

مسلسل المشوار

كمان طبيعي لما تكون بتتكلم في الموبايل وهي بتعمل شغل البيت هتبقى حركتها بالشكل ده.

مسلسل المشوار

اللعب مع الكبار

قفلة الحلقة التانية عالي دراميًا ومتنفذ بشكل عالي، الزفة الأسكندراني وسرعة بديهة ماهر وحرمه حبك “ميزانسين” المطاردة وأداء هاني المتناوي.. كلها عوامل قفلت الحلقة بشكل جمالي ممتع وبتشويق كبير.

مسلسل المشوار

فخلونا نكمل متابعة مسلسل المشوار .. واستمتاع، بغض البصر عن الابتسامات الهوليودية اللي بتلسع في الصورة وفي منطق الشخصيات ومستواها وثقافتها.

مسلسل المشوار
مسلسل المشوار

 

الكاتب

  • مسلسل المشوار رامي يحيى

    شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
2
أحزنني
0
أعجبني
2
أغضبني
0
هاهاها
1
واااو
2


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان