مسلسل زهرة وأزواجها الخمسة .. كُتِبَ ترضيةً لسوزان مبارك وقصته حدثت فعلاً
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
جاء عرض مسلسل زهرة وأزواجها الخمسة لأول مرة في 11 أغسطس سنة 2010 وبمجرد طرح أخباره لاحت أزمات المسلسل منذ البداية.
مسلسل زهرة وأزواجها الخمسة والصلة بالحاج متولي
في العام 2001 م أثار مسلسل عائلة الحاج متولي جدلاً في الأوساط الثقافية، وغضبًا على صعيد النظام المصري متمثلاً في سوزان مبارك.
بتدخل من سوزان مبارك رئيس المجلس القومي للمرأة، أجريت تعديلات على نهاية مسلسل عائلة الحاج متولي، وجرى تصوير مشاهد الحلقات الأخيرة ليلة العيد وفق تعديلات أدخلها السيناريست مصطفى محرم بعد عدة اختيارات أمامه من بينها إنهاء المسلسل كحلم أو إدخال بعض التعديلات على آراء متولي في المرأة والتعليم.
أبلغه صفوت الشريف أنه في حالة الإصرار على السيناريو الأصلي كاملاً سيتم تكليف سيناريست آخر لإجراء التعديلات المطلوبة ومنع التعامل معه مستقبلاً واستجاب السيناريست للتعليمات، وكل ذلك تم بناءا على اتصال من سوزان مبارك أجرته بوزير الإعلام صفوت الشريف وأبدت غضبًا شديدًا على المسلسل باعتباره ينافي سياسة الدولة تجاه المرأة، وأمر وزير الإعلام هذا الاتصال بإجراء تحقيق في كيفية إجازة المسلسل رقابيًا.
اقرأ أيضًا
” السيرة والمسيرة “.. مصطفى محرم بين معالجات الأدب الأصيل و الأبطال المتصابية
يشير عدد جريدة العربي قدم فور انتهاء حلقات المسلسل ملخص سيناريو جديد كان بعنوان الحاجة زهرة وأزواجها ردًا على حكاية متولي وزوجاته بغرض إنصاف المرأة وجرى ترشيح إلهام شاهين للبطولة، ثم رشحت غادة عبدالرازق للدور وعُرِض المسلسل سنة 2010 م.
توارد خواطر أم تأثر ؟
لم يشير الكاتب مصطفى محرم إلى أنه تأثر بقصة حقيقية في تعدد الأزواج، ورغم تفشي مثل هذه الحالات حينها، إلا أن أقدم حادثة في تعدد الأزواج كانت في ديسمبر سنة 1951 وبطلتها شربات السيد فريد.
كانت شربات السيد فتاة عشرينية وصفتها جريدة المصري بأنها وهبت نعمة جمال الوجه واعتدال القوام وعلى قسط وفير من الذكاء والدهاء، وشقت طريقها في الحياة بالتحاقها بخدمة الأسر وكانت تستغل ما جبلت عليه من دهاء في سرقة المصوقات وما أن تصل إليه يدها من مالي وتختفي.
تعددت الشكاوى والبلاغات من مخدوميها وتكررت، وأخذ رجال البوليس يتحرون أمرها ويجمعون المعلومات عنها ولكنهم لم ينجحوا في القبض عليها لقدرتها على الاختفاء، وكل ما أثبتته التحريات أنها متزوجة ويغلب الظن أنها تهب المسروقات لزوجها.
وفي التاسع من ديسمبر سنة 1951 تقدم صابر غنيم الطالب بكلية الحقوق إلى قسم عابدين ببلاغ ذكر فيه أن خادمتهم شربات غافلت والدته وسرقت مصوغات قدرت بحوالي 300 جنيه وهربت.
أخذ البوليس يبحث عن شربات من جديد إلى أن تمكن اليوزباشي محمد محمود زهدي “معاون المباحث الجنائية في قسم عابدين” من تحديد المكان الذي تعمل فيه شربات، إذ كانت تقوم بخدمة إحدى الأسر في حي عابدين فقبض عليها قبل أن تتمكن من أن تقوم بدورها في سرقة المصوغات من الأسرة التي تعمل لديها.
من التحقيق معها اتضح أنها كانت تسرق وتعطي زوجها المسروقات، وتبين أنها سرقت 10 مرات وفي كل سرقة تختار لها زوجًا جديدًا حتى أصبحت زوجة لعشرة رجال وهي في عصمتهم جميعا وكان كل منهم يظن أنه الزوج وأن الآخرين مجرد عشاق، ودليل كل شخص منهم أنها تعطي له ما تسرق من مصوغات ولا يعلم أنها سبق وأن أغدقت على من قبله.
بسؤال الأزواج العشرة اعترفوا جميعًا بأنها سلمت لكل منهم عند زواجه قدرًا معينًا من الذهب، وتبين أنها كانت تقضي مع كل زوج شهر العسل ثم تختفي.
أمرت النيابة بالقبض عليها لاستكمال التحقيق لما اقترفته من جرائم يعاقب عليها القانون وقد قضت المحكمة حينها بسجنها لمدة 15 سنة مع الأشغال الشافة.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال