مسلسل لحظة غضب.. حينما يفشل المؤلف في رسم الشخصيات ويهمل المخرج التفاصيل
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
النص الدرامي هو الخطوة الأولى لنجاح أي عمل فني فلا يمكن نجاح العمل بقصة ضعيفة أو غير متماسكة، فالنص الدرامي يقدم الشخصيات ويرسم ملامحها جيدًا و يؤسس الحكاية، لكن في الموسم الرمضاني 2024 هناك استسهال من بعض الكتاب في تقديم الفكرة و حبكها رغم موهبتهم الفذة، ومنها مسلسل لحظة غضب المعروض عبر منصة WATCH IT
وفي هذا الطرح لن نتحدث عن نحت الفكرة وتمصيرها كما ذكرت الزميلة إسراء سيف في مقال سابق ( هنا)، لكن نتحدث عن مهمة الكاتب الأساسية في تقديم نص جيد مترابط الأحداث يسرد قصة مشوقة لا سيما وأنها تنمي إلى أعمال الإثارة والجريمة.
إنّ الكاتب الدرامي كما قولنا هو من يغزل خطوط العمل الدرامية خبطًا خيطًا، من حيث بناء الشخصيات،والأحداث وكل ما يتعلق بالصراع، وهو ما أخفق مؤلف مسلسل لحظة غضب، فبعد عرض 6 حلقات من العمل المكون من 15 حلقة لم تكن هناك شخصية مفهومة وواضحة المعالم سوى شخصية محمد شاهين في دور ( مصطفى)، فهي الشخصية التي يمكن أن نقول واضحة المعالم نفهم سلوكها وتصرفها رؤيتها أثناء العرض الدرامي، و قدم أداءًا مميزًا فيعتبر هو بطل العمل الحقيقي .
أمّا عن باقي الشخصيات فهي غير مفهومه، مثل شخصية ( يمنى ) التي تقدمها صبا مبارك، فمَا هي ملامح الشخصية؟ سؤال نبحث عنه طوال الـ 6 حلقات، والشخصيتين الأكثر غرابة شخصية ( فاطمة ) التي تقدمها سارة عبد الرحمن، وظهرت غرابة الشخصية وعدم مفهوميتها حينما اختفى أخوها ( شريف)، لا سيما في مشهد المقهى في الحلقة الخامسة، كذلك شخصية( هند ) التي تجسدها ريم خوري لا سيما حينما فقد ابنها النطق وهي تتعامل ببرود كأنها تسأل عن أحوال الطقس مثلًا، رسم الشخصيات في العمل ضعيف جدًا، وهو ما أفسد متعة العمل و فكرة القصة وكذلك ضعف الأداء لبعض الشخصيات لا سيما الشخصية الرئيسية في العمل ( صبا مبارك)
وكما ذكرنا نقطة الضعف الأساسية في العمل الدرامي، فهناك أطراف أخرى أفسدت العمل، منها المخرج، فهو كبير العمل والمسؤول الأول أمام الجمهور عن كل التفاصيل، و عمل المخرج الأساسي هو إخراج صورة متسقة مع الموسيقى التصويرية و متسقة مع الشخصية وحديثها.
وفي مسلسل لحظة غضب، لم يكن هناك اهتمام بتفاصيل الإضاءة وفلسفتها في خدمة الفعل الدرامي، فالمشاهد كلها واحدة تقريبًا بالتالي لم يكن هناك تأثير شعوري بالنسبة للجمهور في المشاهد التي من المفترض بها إثارة وحركة، كذلك الموسيقى التصويرية ضعيفة تُشعرك بكوميدية الأحداث وليس تأثير الإثارة والجريمة على النفس، فهذه الملحوظات مع جودة الصورة والإنتاج يمكن أن يكون العمل ناجحًا بل ومميزًا لتميز المخرج عبد العزيز النجار وموهبة مهاب طارق التي ظهرت في أعمال أخرى .
الكاتب
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال