همتك نعدل الكفة
1٬237   مشاهدة  

مسلسل لعبة نيوتن ولعبة خلق التعاطف بين الشخصية والمشاهد

مسلسل لعبة نيوتن


بعد ثماني حلقات من أي مسلسل -على أقصى تقدير- يمكنك التحديد هل ستكون من متابعيه أم أن صناعه لم ينجحوا في شد انتباهك وربطك بالشخصيات والأحداث، حينما يتعلق المشاهد بعمل ويصبح شغوفًا بمعرفة إلى ما تؤول إليه الأمور، هنا فقط يمكن القول أن صناع العمل اجتازوا ثلاثة أرباع المسافة نحو النجاح ولكن كيف يمكن لصناع عمل أن يخلقوا هذا التعاطف والصلة بين المشاهد والشخصيات، ربما علينا أن ننظر عن كثب إلى ما يفعله تامر محسن ومها الوزير ومحمد الشخيبي وسمر عبدالناصر وعمار صبري في لعبة نيوتن وسنجد بين المشاهد الإجابة على سؤال كيف تخلق تعاطفًا بين شخصية درامية ومشاهد؟.

أفيش لعبة نيوتن
أفيش لعبة نيوتن

في البدء يأتي التأسيس، لابد من خلق رابط بين الشخصيات الرئيسية وبين المشاهد، فكيف يتم خلق هذا الرابط؟ الإجابة في العادية، هو ان الشخصية لا تختلف عن تلك التي نراها حولنا وربما تكون تشبهنا، فالدراما الاجتماعية تأتي من شخصيات طبيعية عادية تعيش معنا وحولنا، اعتيادية الشخصية بتخلق أولى درجات التعاطف، وهذا ما يظهر في المشاهد الأولى لشخصية هناء وحازم، زوجان محبان يحلمان ويكافحان سويا في حياة صعبة ويحلمان بمستقبل أفضل لطفل جاء بعد معاناة.

منى زكي في لعبة نيوتن - شخصية هنا
منى زكي في لعبة نيوتن – شخصية هنا

عيوب الشخصية، لا بني آدم كامل، تلك قاعدة إنسانية جوهرية، فجميعنا لديه عيوبه ونواقصه ومشكلاته، فيجب على صانع العمل عرض عيوب الشخصية الدرامية لسببين الأول، للتأكيد على عاديتها وطبيعيتها، والثاني التمهيد لمرحلة التحدي، في لعبة نيوتن نجد هناء تلك السيدة المهزوزة التي تربت على كونها لا تستطيع أن تؤدي أي شيء بمفردها، المتوترة قليلة الحيلة، في المقابل نجد حازم شخص يدعي القدرة على السيطرة على مجريات الأمور، يجيد ويفلح في بعض الأشياء ولكنه في الحقيقة، شخص يخاف هو الأخر، فهو مازال طفلا يرتعد من كل ما هو مجهول.

اقرأ أيضًا
عندما لا تملك غير ضعفك .. فتتفوق منى زكي في لعبة نيوتن

المرحلة الأخيرة في التأسيس هي خلق التحدي، لأي شخصية درامية لأبد أن يوجد تحدي، وتحدي قوي، تحدي يفوق قدراتها الشخصية، ولا تستطيع تجاوزه نظريا، سيدة تسافر بمفردها وهي حامل في منتصف فترة حملها، إلى أمريكا من أجل أن يحصل مولودها على الجنسية، تلك الجملة قد تبدو تافه وتجعلك تسأل أين التحدي هنا، ولكن حينما تكون تلك السيدة هي هناء الشخصية التي تأسس فيها منذ صغرها عدم قدرتها على فعل أي شيء بمفردها، والتي تحاول فتح الباب المغلق بفرشة أسنان في دلاله على التوتر وعدم القدرة على اتخاذ القرار الصحيح، هنا يكمن التحدي وهنا تظهر أهمية مرحلة عيوب الشخصية.

محمد ممدوح - حازم في لعبة نيوتن
محمد ممدوح – حازم في لعبة نيوتن

في المقابل حازم العصبي المتوتر هو الآخر ومدعي الحزم والسيطرة على زمام الأمور، يكون تحديه هو بدر الهادئ ذلك الهدوء المخيف المرعب الذي ينبئ بكارثة، هنا يفقد حازم سيطرته على نفسه ويصبح مغلوبا على أمرة، وتظهر شخصيته شديدة الطفولية والعجز، ويمكن مشاهدة ذلك حينما يجري عائدا مرتين إلى منزل عائلته يبحث عن والده فهو خائف ومرتعب يبحث عن بعض الأمان، وامان الأطفال عائلتهم.

وخلال تلك المرحلة يبدا التأسيس للصراعات، والأزمات التي ستقابل الشخصيات الرئيسية، ولكن هنا يكون المشاهد قد تعلق بالفعل بالشخصيات الموجودة أمامه، إذا تمت كتابتها بحرفية عالية، وصدق، وهذا ما فعله تامر محسن وورشة كتابة المسلسل، فلا فعل أو رد فعل يصدر من الشخصيات إلا إن كان منطقيا ومصدقا وطبيعيا، فطبيعي أن تحاول هناء اثبات قدرتها على إدارة حياتها وطبيعي أن ينصاع حازم لشخصية كاسحة القوة كشخصية بدر، وأن تكون مقاومته للشخصية مقاومة داخلية لا خارجية، لتتحول الشخصيات من مجرد شخصيات نشاهدها لشخصيات نتعاطف معها ونحبها ونحزن من أجلها ونشفق عليها ونغضب منها، تتحول إلى أناس نعرفهم.

إقرأ أيضا
السينما المصرية

اقرأ أيضًا
من هو أدم الشرقاوي الذي يلعب دور “زي” في “لعبة نيوتن”؟

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان