ما وراء الطبيعة 01 (أسطورة البيت)

مقدمة لابد منها… عشان نخلص

مبدئيًا كده تتر المسلسل بيبدء بجملة واضحة وصريحة لا يفوتها إلا اللي ماشفهاش أو اللي لا يفقه ما يقرأ. جملة معناها أن صناع العمل عجبتهم سلسلة ما وراء الطبيعة فقرروا يعملوا عمل درامي يعتمد على الشخصية الرئيسية في العمل الدرامي، وأهم الشخصيات والمغامرات اللي عاشتها الشخصية دي، مع كامل الحرية ليهم كصناع للعمل الدرامي في كل ما يفعلوه مهما كان بعيد أو حتى متناقض مع العمل الأدبي، بالتالي لا مجال للمقارنة بين الأتنين إلا على سبيل التسلية والدردشة بين الصحاب.. وليس على محمل الجد/العملي.

أنا قررت ألتزم بكل تعليمات السيد مخرج العمل، عمرو سلامة، اللي متشكر له جدا على توضيحه للناس إنهم مايستظروش تنفيذ حرفي للعمل الأدبي، وشكرًا جدًا على المجهود المبذول في الترجمة والمتابعة للتقنيات الحديثة واستغلالها بشكل جيد جدًا يساعدنا نتواصل مع العمل بعيد عن شغل الأجانب اللي بيتكلموا عربي مكسر.. والهزي اللي ساهم بشدة إن جيلي يعيش طفولة متخلفة خالص.

أنا بس زودت على النقط، اللي قالها كتعليمات للمشاهدة القويمة، تفصيلة كمان.. أني أخلي جنبي وورقة وقلم، فخلونا نشوف سوا مدى أحترام السادة القائمين على العمل لعقلية وقوة ملاحظة المشاهد… اللي همه شحذوها بهمه ونشاط.

تعليمات القراءة (اشمعنى أنا)

أي تعليق عن حبيت إيه وماحبتش إيه.. أو إيه عجبني وإيه ماعجبنيش، ده مجرد رأي.. وأكيد مش كل اللي بحبه هيعجب غيري، لكن أنا هركز كلامي على النقاط اللي مافيهاش مساحة للرأي وإنما هي صح أو غلط، والمعلومات يا أخونا مش بتتناقش.. دي مش وجهة نظر هي.

تعليقات عامة مع البداية:

• حاجة تفرح أن عمل مصري يتعرض على نيتفيلكس، لإنه بشكل أوتوماتيك بينقل السوق المصري للمرحلة الجديدة الصاعدة في عالم صناعة الدراما في العالم.
• أول مرة أشوف هذا الكم من الاختيارات الموفقة للممثلين.
• مستوى الترابط في مسلسل مفترض إنه، حلقات متصلة منفصلة، فوق الممتاز والعمل يبدو كوحدة واحدة يستحيل تفوت حلقة وتشوف اللي بعدها.
• موسيقى بقى وحركة كاميرا وحركة ممثلين حاجة أخر دلع، خصوصا حركة الممثلين.. الواحد له سنين وشه شقق من الفرجة على دراما (التمثيل من الوضع ثابتًا).

باختصار مسلسل مسمرني في الكرسي لغاية ما خلصت السيزون كله على بؤ واحد، بس فيه كمان مشاكل عامة.. زي الترجمة العربية والعامية وكم ما فيها من أخطاء إملائية شنيعة، ومش عارف ليه صناع العمل ماتعقدوش مثلا مع نفس الشخص اللي كتب الجوابات ومذكرات د. رفعت إنه يراجع الترجمة.

اقرأ أيضًا
جرائم عمرو سلامة في حق مولانا أحمد خالد توفيق

كمان تأخير حل العقدة في أغلب الحلقات لأخر لحظة.. وكأن الموضوع بيحصل بالصدفة، إلا لو ده مقصود فيبقى كلام تاني خالص. ده غير إصرار ماجي على الكلام بالعربي المكسر مع كل الناس بما فيهم رفعت اللي تاريخهم سوا كله بالإنجليزي، فشكرًا ليها ع الخطأ المريح ده.

آسف ع الإطالة اللي ماظنهاش هتتكرر، ويلا نتكلم عن الحلقة الأولى “أسطورة البيت”.

أسطورة البيت:

أول ظهور للرائع أحمد أمين بيكون في مدرج الكلية، الطلبة قاعدين يمتحنوا وهو سرحان في حل متاهة، وهوب يتدلق فنجان القهوة اللي قدامه ع الورق، فنلاقي شخص معدي بصينية عليها كنكة وفنجان. فايت عادي خالص جوه المدرج.. ماتعرفش بقى كان بينزل مشاريب لمين؟ فين؟… ولا بيلم فوارغ؟، ولحد أخر المسلسل مش هنقدر نحدد هو ده ساعي ولا قهوجي، وإذا كان ساعي فهل هو ساعي مكتبه ولا ساعي عمومي، وإذا كان قهوجي، فيبقى السؤال هو ماسك السوق ولا الأرضية؟؟

في نفس ذات الفوتومونتاج التقديمي للشخصية الرئيسية، د. رفعت إسماعيل، بنتكعبل في ملاحظة دقيقة.. فرحت بنفسي أني لقطتها، بس رجعت زعلت لما ماحصلش عليها أي بُنَّا من أي نوع، لا على مستوى الأحداث ولا على مستوى بناء الشخصية.

في لحظة دخول رفعت شقته مع وقوع النجفة.. بينسى المفاتيح في الباب، ولحد أخر المسلسل لا بنلاقي أي حدث مبني على أساس الموقف ده ولا بيحصل تراكم على أن رفعت شخص نساي.

في أول مشهد جوه بيت أخته رئيفة، الممثلة الهايلة سما إبراهيم، بتتوعد ابنها طه إنها هتقرصُه في فخاده، وهو أمر معتاد من مهمهات الزمن الجميل، أنا شخصيا عانيت من التعذيب بالشكل ده كتير خلال طفولتي، بس المتعارف عليه أن كان اسمها “لباليب”، وأظنها تسمية شبه مُعممة، بس لو فيه خلاف على مصطلح “لباليب” يبقى الأسلم ما حصل من استخدام لفظة الفخاد.. كاسم علمي بعيد عن المصطلحات.

نقطة كمان مدهشة أو مريبة في الحلقة دي، لحظة ما رفعت طلب من طه ينزل يجيب له باكو دخان، الطفل رفض في البداية بجملة مؤثرة جدا: (أنا مش عايز أنزل السلم لوحدي)، العجيب أن جملة زي دي مرت مرور الكرام على الخال اللي لسه شايف المنظر ده وهو طالع على نفس السلم.

على سيرة مشوار السجاير، واللي هو حدث محوري في دراما الحلقة والمسلسل ككل، إذا كل أفراد العيلة قاعدين ياكلوا على ترابيزة السفرة المحطوطة قدام باب الشقة المقفول، يبقى طه خرج منين؟ وأزاي بدون ما أي حد يلاحظه؟

إقرأ أيضا

حميدتي وحمدوك يوقعان .. في أديس أبابا

مفهوم طبعًا أن الشقق اللي من الطراز ده كتير منها له بابين، بس مع تفصيلة بالأهمية دي أكيد مهم كنا نشوف الولد وهو بيخرج، أو على الأقل نشوف أي استخدام للباب التاني ده خلال الحلقة.. أو حتى في مشهد خلال السيزون.

تقريبا مع ضغط الأحداث المهمة بدءت المشاكل تزيد، فقد لوحظ خلال عملية البحث عن الطفل المفقود (طه) أن فيه حد بيعاكس رفعت بقلم ليزر أخضر، فضل يمشيه ع السلم والحيطة لمدة 10 ثواني تقريبًا، وأخر ما زهق ضربه في عينه مباشرة، عشان ينعكس من نضارته لوشنا إحنا كمتفرجين أبرياء مالناش ذنب.

مع تصاعد الأحداث الدرامية دخلنا في أخطاء منطقية، أخطاء تخلي اللي بيحصل مش منطقي.. والمقصود هنا مش منطق الحياة الحقيقية وإنما منطق الدراما نفسها.

فمثلا مع تعمق علاقة رفعت (الطفل) بالطفلة شيراز، دار بينهم حوار رومانتيكي طفولي جميل تخلل لعبهم للأستغماية مع باقي أطفال عائلة رفعت، حيث قالت شيراز إنها بتستخبى في أماكن مكشوفة بالنسبة له عشان يعرف يمسكها وبقيت الأطفال “مايتمسخروش” عليه.

بس فجأة وفي نفس ذات اللحظة، بمجرد ما رفعت صرح لها بحبه.. سخرت منه وجريت تبلغ باقي الشلة “تتمسخر” عليه معاهم. فبقيت كمتلقي متلخبط.. هي دي عيلة عندها فصام ولا عفريتة جوزائية؟

مع تأزم الموقف واستنجاد الأطفال بالأخ الأكبر، رضا، لإنقاذ رفعت من جوه بيت الخضراوي، بتحصل حاجة تاني غير مفهومة.. وهي أننا بنسمع جملة على لسان رئيفة (الطفلة) إنها مندهشة من شكل البيت وهو خربان.

الغريب مش أن هي لوحدها اللي اندهشت عن دون باقي الأطفال، إنما الغريب أن كلهم تعاملوا مع البيت في صورته السليمة بوصفه عادي. وكأنهم عارفين اسم البيت ومكانه بس عمرهم ماشفوه.

في النهاية ليا سؤالين:

• لما ماجي اتعلمت العربي مخصوص بعد رجوع رفعت لمصر، أزاي لما قابلها ولقاها بتنطق عربي تعامل مع الموضوع عادي جدًا؟؟
• هو مين اللي حضن العربية لرفعت وهو عند أخته؟؟