مشهد الهجرة غير الشرعية في مسلسل موسى من منظور تاريخي “هل حدث ذلك فعلاً ؟ “
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
شهدت الحلقة 19 من مسلسل موسى قصة مشهد الهجرة غير الشرعية لمجموعة من الأجانب (أبرزهم أرمن)، آتين من باخرة وركبوا فلوكات توصلهم للشاطئ، إلى أن عرفت الأرمينية فانيا بأن أخاها غرق.
انتهى مشهد الهجرة غير الشرعية في مسلسل موسى بصورة لطفل ملقى على الأرض وهو حزين ويشبه إلى حد كبير الطفل السوري آلان الكردي الذي غرق في سنة 2015 م، بينما فانيا تجلس حزينة.
هل شكل الهجرة غير الشرعية في مسلسل موسى مطابق للمواصفات التاريخية ؟
بدايةً مسلسل موسى ليس تاريخيًا وإنما هو من خيال المؤلف وحبكته لها صلة بالتاريخ، وعلى ذلك فإن مشهد الهجرة غير الشرعية له ضرورة درامية متعلقة بشخصية فانيا، كون أن أرمن الأربعينيات كانوا يهربون من عدة بلدان إلى مصر وأرمينية السوفييتية.
اقرأ أيضًا
مسلسل موسى الحلقة 19 .. دقة بمشهدين وأبعاد تاريخية في جملة “ودتينا في داهية”
من الحيثية التاريخية / الواقعية فإن شواطئ الإسكندرية شهدت حوادث غرق لبواخر بضائع وسفن ركاب في الفترة بين 1944 و 1949 م راح ضحيتها المئات بين مصريين وأجانب.
أعنف حوادث غرق الركاب التي شهدتها الإسكندرية ما جرى في سبتمبر 1944 حيث غرقت سفينة بين المحمودية وفوه نتج عنها مقتل 60 شخصًا.
قرر وزير الأوقاف وقتها عبدالحميد عبدالحق (وهو شقيق الممثل والملحن عبدالعظيم عبدالحق) صرف معونات لأسرة الضحايا يشرف عليها عمر الدمرداش.
من الحيثية التاريخية / الجغرافية فإن شكل ميناء الإسكندرية الذي ظهر بالمشهد يختلف عن الشكل الحقيقي لميناء الإسكندرية بأرصفته، لكن بصور زمان فهو يتشابه بنسبة 70 % مع مكان رسو فلوكات التجار والمهربين
اقرأ أيضًا
تقارير موقع الميزان لـ حلقات مسلسل موسى
لكن لو قام المخرج محمد سلامة وفريق الديكور بالالتزام الجغرافي الكامل بتصوير رصيف لكان هذا فيه مخالفًا لحقيقة تاريخية وهي أن شرطة السواحل لم تكن لتسمح بذلك أصلاً، بالتالي لا يمكن اعتبار مشهد رسو الباخرة أنه تم في ميناء سكندري وإنما عند أحد شواطئ الإسكندرية لأن الباخرة كانت بعيدة عن الشاطئ أصلاً.
الدليل على أن شرطة خفر السواحل لم تكن لتسمح باقتراب مهاجرين أو نازحين من الرصيف ما نشرته جريدة البلاغ ص 7 عن حادثة جرت وقائعة في 17 يوليو 1949 م ومحفوظة في سجلات مصلحة خفر السواحل بجهة العجمي، حيث شاهد رجال خفر السواحل اقتراب فلوكة من الشاطئ وبها عدد من الأجانب اعتقد رجال الأمن أنهم جواسيس أو مهربين، فانتظرهم رجال السواحل وأطلقوا أعيرة نارية عليهم وألقي القبض عليهم وكانوا 7 أشخاص وتم التحفظ عليهم وعلى أمتعتهم.
خضع الركاب لتحقيق دام 12 ساعة ليتبين أنهم ليسوا جواسيس أو مهربين وإنما هم بحارة المركب الإيطالي الذي غرق في الساعة السادسة صباحًا على بعد 30 كيلو من الشاطئ وتصادف مرور فلوكة حضروا عليها ونقلتهم لشاطئ العجمي.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال