معضلة ريهام سعيد .. الأولوية للخير أم للتصوير ؟
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
عودة قريبة تنتظرها قناة النهار المصرية ، بعد مدة طويلة من الغياب للإعلامية ريهام سعيد ، وسواء كنت راضيًا عن أداء الإعلامية أم لا ، أو كنت ساخطًا على القضايا التي اقترنت باسمها في الفترات الأخيرة ، والتي كانت أبرزها الهجوم الجارح على مرضى السمنة ، إلا أن هناك دائمًا مدرسة تتبعها ريهام سعيد ، هذه المدرسة خارجة عن كل القواعد الإعلامية والإنسانية والصحية بشكل عام .
أنا وأنا وأنا
أعتقد أن حلم الإعلامية ريهام سعيد في أن تصبح ممثلة كبيرة أيضًا لا يغادرها حين تدخل استديو قناة النهار ، هناك خلط كبير بين ريهام سعيد الإعلامية وريهام سعيد الممثلة ، هذا الخلط قادر أن يخلق خلطة عجيبة تجعل المشاهد أمام صورة غير حقيقية ، والأمر لا يحتاج لفطنة كبيرة ، فلا يمكن لمذيع أن يبكي كل مرة على الهواء بنفس الدرجة إلا إذا كان ممثلًا .
بعد إيقاف الإعلامية لمدة عام ، ظن الجميع أنها ستعود بشكل مختلف عن ما كان ، لكن برومو قناة النهار عن عودة صبايا الخير كان موضحًا لما سيعود عليه البرنامج ، وأبرزه
صوت خارجي يقول : ملاك الرحمة والإنسانية في كل القضايا المصرية .. ويبدو والله أعلم أننا أمام “وان وامان شو” كعادة ريهام سعيد . وما تغفله ريهام سعيد أن نوعية الجمهور أصبحت مختلفة تمامًا عن نوعية الجمهور التي تركته ، ذلك لأن السوشيال ميديا أسرعت من وتيرة الوعي ، وأصبح المذيع الأوفر مادة للسخرية أكثر منه مادة للنجومية .
على هامش عمل الخير
أعرف كثيرون من أصحاب الخير والذين لديهم أياد بيضاء على قطاعات كبيرة من المحتاجين ، يحافظون على سرية وكتمان عملهم هذا ، حتى لا تخدشه الأضواء .. ونعلم تمامًا أن هذا غير مطلوب فيما تفعله الإعلامية ، لأن المواد الإعلامية التي تخرج من برنامجها بخصوص عمل الخير تعد وثيقة طمأنينة للذين يريدون التبرع بشكل أكبر – ناهيك عن مدى إنسانية تصوير حالة من عدمها – ذلك لأن التصوير هنا مفيدًا بغض النظر عن نوايا المذيعة سواء أكان للشهرة الشخصية أو كان للعمل العام ، لكننا نستطيع أن نهمس في أذن ريهام سعيد بأن تحذف أو تقلل من اللقطات التي تشكرها فيها الحالة بشكل شخصي أو على الأقل لا تظهر باكية أو تشارك الحالة الصورة أو تخفض من مدة ظهور الحالات على الشاشة ، أو على الأقل يتم إخفاء هوية الحالات بشكل يعرفه المخرجون جيدًا ، ذلك لأن إذا كان جرح المرض كبير ، فإن جرح الظهور على التليفزيون أمام الملايين كارثيًا على المستوى النفسي ، وباقيًا إلى أبد الدهر ، وإذا كان المحتاج ممتنًا لمن أنقذه من موقف صعب فلابد ألا يشعر بأنه يدفع ثمن هذا الامتنان كسرة نفس واختفاء عن الشارع والأقارب حتى ينسى الجميع ظهوره .. يقولون أنه عندما تذهب لفعل الخير لا تأخذ معك الكاميرا ، لكن وإن كان لابد أن تأخذ الكاميرا ، على الأقل أحسن استخدامها .
الكاتب
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال