مفتاح المناظير وسر الغرق ولعنة المومياوات.. عن سفينة تيتانيك
بعد مرور 111 عامًا على غرقها، عادت من جديد لتصبح حديث العالم أجمع خاصة مع اقتران اسمها بالغواصة “تيتان” التي أبحرت في أعماق شمال المحيط الأطلسي لرؤية رفات الأولى في رحلة كانت الأخيرة لها لتُعيد إلى أذهان الجميع مشاهد غرق سفينة “تيتانيك” التي عثر على رفاتها بعد مرور 73 عامًا من غرقها.
يوم الأحد الماضي استيقظ العالم على أنباء اختفاء غواصة “تيتان” التي حملت 5 من أثرياء العالم للغوص في أعماق المحيط الأطلسي لرؤية رفات سفية “تيتانيك” أحد أشهر السفن في تاريخ البشرية والتي أسفرت عن مقتل ما يقرب من 1500 شخصًا.
وكانت غواصة “تيتان” التي عثر على جزء من رفاتها يوم الخميس الماضي وأصبح ركابها في عداد المفقودين تحمل شخصًا هو من نسل اثنين من ركاب الدرجة الأولى الذين لقى حتفهما على متن السفية العمالقة “تيتانيك” هم لإيزادور وإيد ستراوس، ما يجعلها ترتبط بالسفية الأخيرة.
فاجعة مأسوية
في ليلة الرابع عشر من إبريل في العام 1912 كان العالم على موعد ساخن مع أسوأ كارثة حدثت في تاريخ البحرية بعد غرق إحدى السفن في أعماق المحيط الأطلسي وهى “تيتانيك” أثناء رحلتها الأولى بين كل من ساوثهامبون ونيويورك بعد ساعتين وأربعين دقيقة من ارتطامها بجبل جليدي.
تنبؤ بالكارثة
وقبل أيام من الإقلاع بالسفية شدد المهندس الإيرلندي توماس أندروز مصمم سفينة “التيتانيك” على تزويدها بقوارب النجاة لإنقاذ الركاب في حال وقوع الكارثة، لكن طلبه قوبل بالرفض من قبل مسؤولون بشركة “وايت ستار لاين” للنقل البحري بحجة تأثير زيادة عدد القوارب على مظهر السفينة ما يؤثر على إقبال الزبائن الأثرياء عليها، ليطمئنوا المهندس الإيرلندي بوجود قوارب نجاة تخطى عددها ما نصت عليه معايير السلامة الدولية.
وبسبب تجاهل نصائح توماس أندروز، انطلقت “التيتانيك” محمّلة بقوارب نجاة تكفي لإنقاذ نحو 1178 شخصًا وهو نصف عدد ركابها المقدّر بما يزيد عن 2200 راكب.
وبعدما أقلعت السفينة وحدث ما كان يخشه المهندس الإيرلندي وهو تعرض السفينة إلى حادث مع تسبب في حدوث غرق وموت آلاف الركاب، فبعد ارتطامها بالجبل الجليدى في عرض المحيد الأطلسي أجرى العديد من الحسابات ليعلن للقبطان أنها مسالة وقت ليس إلا وستغرق السفينة في غصون ساعتين.
ليكثف “أندروز” جهوده لإنقاذ من على متن السفنية ليحذر الركاب ويطالبهم بارتداء سترات النجاة وثياب ملائمة لمقاومة البرد استعدادا للمغادرة
وبفضل تحذير المهندس الإيرلندي، انطلقت جهود الإنقاذ على متن “التيتانيك” بشكل مبكر لتسفر في النهاية عن نجاة حوالي 700 راكب، ليلقي الأول حتفه بعمر 39 عامًا ضمن1500 شخصًا آخرين.
فضيحة المناظير
كان من الممكن ألا تغرق السفنية لو كان مفتاح المناظرين لا يظل بداخلها، فقبيل انطلاقها من ساوثهامبتون باتجاه نيويورك في العاشر من شهر إبريل في العام 1912، أقدم المشرفون على الرحلة على تغيير الضابط الثاني دافيد بلير بزميله تشارلز لايتولر والذي تميز بخبرته في مجال الرحلات البعيدة عبر المحيط الأطلسي.
لم يكن هذا القرار على هوى دافيد بلير الذي غادر السفية غاضبًا دون أن يدرك مفتاح المناظير ليرتكب بذلك خطأ كارثيًا ألقى بظلاله على السفينة.
كما لم يكلف الضابط الجديد خاطره للتأكد من وجود المفتاح داخل السفينة، فقبل ارتطام “التيتانيك” تم كتشاف وجود جبل الجليدي وعند القيام بمحاولات للإبحار بأتجاه أخر كان الوقت قد مضى نتيجة قرب السفينة بالجبل، وفي حالة كانت المناظير موجودة لكان تم الاكتشاف من مسافة بعيدة الجبل وتم الإبحار بعيدًا عنه.
شائعات تلاحق المأساة
ورغم مرور 111 عامًا على غرق السفنية إلا أنه لا تزال الشائعات تلاحقها لعل أبروها لعنة المومياء، فتُشير الأسطورة بأن السفينة كانت تنقل في عنبر الشحن الخاص بها مومياء آمن رع الملعونة، وأنها تواجدها كان السبب في وضع جبل الجليد على طريق السفينة.
لكن في الحقيقة لم تكن هناك مومياء على متن السفنية بل كانت في إحدى المتاحف في بريطانيا، ولكن ما ذاع وجود مومياء في السفنية هو عالم الروحانيات المعروف William T. Stead من أجل لافت اهتمام رفقائه على طاولة العشاء.
سرد لا نهاية له
نظرًا إلى أهميتها الكبيرة فقد تم سر قصتها في العديد من الأفلام والروايات حتى أصبحت محط اهتمام الكونجرس الأمريكي لأهميتها الوطنية والدولية وأصبحت مزارًا سياحيًا.
في العام 2019 وقعت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة اتفاقية تمنح الحكومتين مزيدًا من الصلاحيات لضمان الحفاظ على موقع السفية الغارقة واعتباره موقعًا تذكاريًا نيابًا عن الذين فقدوا حياتهم في هذا الحادث المأساوي.
ويتوقع الخبراء أن حطام سفينة “تيتانيك” سوف يذوب وينتهي تمامًا في عام 2030.
اقرأ أيضًا
صدفة أم لعنة.. “تايتانيك” تُحيي سيرتها من جديد