1٬116 مشاهدة
ملف العيش : (اللقمة الثالثة) .. البيت دايما عامر بعيش الخزين
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
- العيش عندنا غير ..طعمه غير ..و شكله غير ..لونه الذهبي يخطف قلبك من بعيد.. رحته تخليك لو مش جعان مشتهي الأكل.. ، أوعى تكون مفكر إني بتكلم عن العيش المدعم؛ العيش اللي بتشتروه من الفرن، أو اللي بتسموه المدعم، إطلاقًا.. أنا هنا بتكلم عن عيش الفلاحين صديقنا الدائم على الطبلية.
و أنواع العيش عندنا في قرى الغربية كتير جدًا، مش نوع واحد لا؛ العيش له أنواع كتير، زي العيش الجاف أو بمفهومنا” العيش الناشف” ، ودا له حكايات كتير هو صديق الغني و الفقير ، فمكوناته سهله و بسيطة و موجودة في كل بيت عندنا يعني لما يكون المقادير دقيق ماء وخميرة يبقا مكوناته سهله، وطبعا معندناش أزمة في طهيه الفرن البلدي أو الفرن الفلاحي بيقوم مع المرأة الريفية بالواجب تجتمع مع صديقتهها أو جيرانها على طبلية واحدة ويقومون بإعداده ليكفيهم أسبوع لو أسرة كبيرة وشهر لو أسرة صغيرة، وبرغم إنه مش بيكون في تلاجه لكنه مش بيفسد إطلاقا.
العيش الفلاحي الجاف لو مش في البيت بيكون فيه أزمة و كارثة كبيرة، فلا يُتخيل إنه يكون بيت من بيوتنا مفيهوش العيش ده ليه بقا؟!
أولا : لأنه لو مفيش أكل أو محتارين على الأكل، فهو الإجابة النموذجية للسؤال الأزلي بالنسبة للمرأة عموما والريفية خصوصًا ” هناكل ايه النهارد”.
فالعيش الجاف أو ” الناشف” أو عيش الخزين، مع الجبنة القديمة كيف، أو هو مع الجبنة القريش والبصل والجرجير أو الخس البلدي مزاج، و تكون ملك لو عندك لبن رايب ممزوج بالقشطة تأكل بيه الخبز الناشف ده، و أطفالنا مش بياكلوا سيرلانك إطلاقا، لدينا و صفة سحرية وخطيرة وشهية مكونَه من الأرغفة الناشفة مضاف إليه لبن حليب و ملعقة سكر و بالهنا والشفا .
ولو مش بتحب منتجات الألبان، البلدي مش بيقول لا ..بناكله ده مع شوية ملوخية من الغيط أو شوية سبانخ أو بامية من نفس الغيط، والحمد لله على نعم ربنا .
عيش المطرحة
هنسيب العيش الناشف و نروح لنوع تاني ؛ و هو عيش المطرحة.. متستغربش هو اسمه كده وفي قريتي؛ قرية ابشواي بنسميه “عيش خاص” ، و هو خاص فعلا لأنه مش بيكون غير في المناسبات أو بنأكله في أوقات خاصة،أو لو عندنا” قرص البيض” أو “طعمية “يبقا عيش المطرحة هو الحل ، وفي شم النسيم له حكايات ومواويل فلو جايب رنجة، أو وفسيخ و أكلات المصرين عموما المرتبطة باليوم ده يبقا عيش المطرحه هو الضيفنا الدائم .
و ستي ليها طقوس خاصة جدا مع عيش المطرحة، تقدر تعمل منه «مزلقة العسل» و مزلقة العسل دي عبارة عن قطع من عيش المطرحة ممزوجة بالعسل الأسمر اللي جاي من أقاصي الصعيد مشبع بالسمن البلدي على النار نار هادية …طعم و لا في الخيال .
فطايرنا الجميلة
ولما الست الريفية عندنا تكون دماغها رايقة بقا ، هتبدع في صنع الفطائر ، فطيرة العسل الشهية، فطيرة الذرة السمينة ،و الفطير المشلتت صديق مناسباتنا وأعيادنا ، وكل نوع من دول له طريقة معينة في الصنع وموسم معين ، ماهو احنا نحب الدقة حتى في أكلاتنا,
في الشتا و تحت المطرة الخفيفة نخبز فطير الذرة و من اسمه عرفت مكونه أكيد، فهو مكون من دقيق الذرة والقليل من اللبن و الماء و طبعا السمن البلدي الكتير جدا عليه.
أكل فطير الذرة ده بيكون في وقته، يعني الست الريفية بتخبز في الفرن البلدي و أولادها وزوجها وأي حد معدي في الشارع بيأكل منه مع اللفت المخلل و الطعمية السخنه أو القشطه ، وأحب أقول هنا إن ستي أفضل شخص يقوم بصنع فطير الذرة فكل المحاولات من جانب أمي و عماتي و زوجات عمي فشلت تماما في صنع فهذا النوع من الفطير اللي ستي بتتميز بصنعه ..فمازال طعمه عالق معي من أول مرة أكلته من سنين كتير .
والفطير المشلتت ده بيكون في الأعياد أو بنقدمه كهدايا لأصدقائنا في المدينة، وهو بيتكون من طبقات كتيرة ممزوجه بالقشطة والسمن البلدي، ويُأكل معاه العسل الأبيض و الجبن القديم أو الجبن القريش أنت و رغبتك، وعلشان أمي ماتزعلش فهي أفضل شخص يعمل الفطير المشلتت بشهادة جميع الأصدقاء اللي داقو طعم الفطير ده من إيديها ! .
البتاو
هنسيب الفطير، وأقولكم على حاجة لاتقل أهمية عن عيش الخزين .. النوع ده حياتنا نفسها، هو “البتاو “، البتاو في الغربية غير البتاو في باقي المحافظات، وكنت دايما أعاني في شرح طريقة عمل البتاو لأصدقائي الصعايدة و أصدقائي في قرى الجيزاوية ، اسم البتاو عندهم نوع آخر من المخبوزات ، أما بالنسبة لأصدقائي المنايفة والشرقاوية، فالبتاو عندهم هو هو الرقاق … اختلاف المصطلحات عامل أزمة كبيرة .
لكن البتاو هو نوع من المخبوزات الطريه موجودة في كل بيت بجوار رفيقة عيش الخزين ، و يأكل به كل شيء يمكن أن تتخيله .
رفاهية الفلاحين في القرص البلدي، و دي شبه الكرواسون في المدينة كده ، القرص صديقة طلبة المدارس الأم الريفية بتعملها علشان تكون وجبة الأولاد في اليوم الدراسي، أو شيء خفيف ناكل مع الشاي أو الحليب بين الوجبات .
أما بالنسبة للمدعم احنا كفلاحين بنستخدمه كطعام للبط و الفراخ وعلف للمواشي، مش بيهمنا هو حلو و اللى وحش احنا مش بناكله إلا نادرًا .
عرفتوا ليه احنا حياتنا البسيطة جميلة و هادية، بناكل من البيت والبيت دايما عامر .
الكاتب
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
ما هو انطباعك؟
أحببته
4
أحزنني
0
أعجبني
4
أغضبني
0
هاهاها
2
واااو
1
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide