منع بيع الخمر في مصر بعد العاشرة مساءًا “قصة فكرة طرحتها وزارة الصحة”
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
أنعش الاحتلال البريطاني لمصر عملية رواج بيع الخمر في مصر، واستفاد اليونانيين لاحقًا من ذلك إذ صاروا من أسياد تصنيع الخمور في القاهرة والدلتا.
منع بيع الخمر في مصر بعد 10 مساءًا .. قصة مشروع لم يُنَفَّذ
مع اتساع محلات بيع الخمر في مصر تطورت حركة أفكار منعه من مجرد أطروحات دينية تطالب باحترام شهر رمضان، إلى قوانين تطالب بالحد منها في كل شهور السنة.
اقرأ أيضًا
بيرة في شعبان
فكرت وزارة الصحة في مصر جديًا على يد وزيرها عبدالفتاح الطويل خلال ثلاثينيات القرن الماضي في إخراج مشروع يمنع بيع الخمور بعد الساعة العاشرة مساءًا إلا في أماكن معينة يحددها القرار الخاص بذلك في حالة صدوره.
مجلة آخر ساعة رصدت تلك الفكرة فقالت سمعنا أن المشروع قد أحيل إلى لجنة خاصة لبحثه ودرسه، توطئة لعرضه على مجلس الوزراء، والذي نعرفه أن هذه اللجنة قد رأت أن تسترشد بما هو متبع في الدول الأجنبية كانجلترا مثلاً، وهناك شبه إجماع على أن تنفيذ مثل هذا المشروع في مصر يكاد يكون مستحيلاً.
بحث أحد محرري مجلة آخر ساعة حول هذا الموضوع في أوساط مختلفة فوصل الى النتائج التالية من آراء الجمهور، فالطبقات الراقية ترى أن هذا المشروع لا يهمها سينفذ أم لم ينفذ، ففي الحفلات التي تقيمها تلك الطبقات متسع لشرب الخمر على جميع أنواعها، والطبقات الراقية المقصودة بهذا الكلام هي التي ترى أن الحفلات بلا خمر كالطعام بلا ملح.
أما الطبقات المتوسطة فكانت ترى أن المصرى أذكى من أن يستعصى عليه إيجاد الحلول اللازمة للخروج من هذا المأزق، لأن المسألة ليست عويصة إلى الحد الذي تعجز بنات أفكارهم عن حلها وعلى الأخص في مسألة خاصة بالمزاج الذي له صلة وثيقة بينات الأفكار، بينما الطبقات الفقيرة التي كانت تذهب للخمارات الوضيعة فكانت ترى ترك مهمة التيسير لضيوف مصر الأجانب، وهو الأقدر على حل هذا المشكلة، ما دامت المسألة أكل عيش.
اقرأ أيضًا
“ما قاله مالك في الخمر” حكاية جملة لوصف التشدد صارت الأشهر على الإطلاق
يلاحظ في ذلك الاستفتاء أن تلك الطبقات الثلاث ـ وعلى الأخص الراقية والمتوسطة ـ تجمع على أن تنفيذ هذا المشروع يحتاج إلى إعداد العدد الوافر من رجال البوليس السرى يطوفون بالمحال التي تقدم فيها الخمور، وهي لا حصر لها ولا عدد، للتأكد من أن كل شيء تمام يا فندم، وإعداد هذا الجيش الكبير يحتاج إلى المال، والمال موجود في الخزينة، والخزينة في تلك الفترة كانت تشكو الفقر، لأن عليها أن تدفع ما فيها تنفيذًا لمشروعات خطيرة احتوت عليها بنود المعاهدة المصرية الإنجليزية.
المراجع
- أرشيف مجلة آخر ساعة
- ما يرويه العاملون في مجال الخمور في مصر – أحمد صلاح
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال