همتك نعدل الكفة
1٬248   مشاهدة  

هذا التقرير سيجعلك تدمع شجنًا أو تبتسم ارتياحًا “شريط حياتك سيمر هنا”

التقرير
  • منتهى أحمد الشريف، باحثة شابة في العلوم الإسلامية، تخرجت من كلية أصول الدين جامعة الأزهر الشريف

    كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال



حين تقرأ هذا التقرير عبر موقع الميزان عليك أن توقن بشيءٍ واحد، أن الذاكرة الوجدانية تنشط أكثر بالصوت أكثر من الشرود، وما يعزز هذا الكلام هو ذلك الصوت الذي ستستمع له فبمجرد الضغط على زر Play ستتأكد مما نقول.

بالتأكيد لقد تذكرت أجواء شهر رمضان زمان، ويقينًا فإن شيئًا ما تحرك بداخلك، هذا ليس شعورك فقط فإن الشيخ محمد رفعت يوحد هذه المشاعر عند الجميع، فأثناء صدور هذا الصوت المنبعث من سماعة هاتفي النقال شعرت بسكون يتخلل بداخلي وكأن قلبي عَصِىَ عمله وأرسل إشارات لجميع خلايا جسدي بالتوقف والإنصات.

اقرأ أيضًا 
محمد محمود الطبلاوي .. قارئ نافس حسني مبارك وعادل إمام في شيء واحد

مع صوت محمد رفعت شعرت أن الله قريب كل القرب حين تجسدت رحمته في هذا الصوت الأشج كأنه يحمل قلبي في كفٍ بارد يحنو عليه من صعوبات وعثرات الأيام، ذلك الصوت المجرد من عالم البصر المزركش بالجمادات الخالية من المعنى، تدخل به إلى عالم المسموعات اللطيفة، وتخلع فيه رداء الجسد وتسكن فيه بالروح فقط.

محمد رفعت عن تجربة

الشيخ محمد رفعت
الشيخ محمد رفعت

موضوع التقرير ليس سيرة محمد رفعت الذاتية، وإنما تأثير صوته فأنا لا أرى في هذا الصوت إلا تهدئةً لما تشعر به النفسية في هذه الأيام العصبية التي تواجهها البلاد لأني ألتمس من هذا الصوت المواسي نذير رحمة الله.

قبل كتابة التقرير قمت بتجربة بسيطة مع إحدى زميلاتي في سكن المغتربات واللاتي يبدأ عمرهن من 15 عامًا، حول صوت الشيخ محمد رفعت لأثبت أن صوته الندي لا يقتصر على ما فوق العشرين.

بدأت بتشغيل مقطع صوتي للشيخ ولم أصرح باسم القارئ، ومن أول برهة وجدت لمعة براقة ممتزجة مع دمعة من زميلتي ووصفت شعورها قائلة «أشعر بأن الدين قريب مني وأنه كما نزل، أشعر أني أتوسط أهلي وأن أذان المغرب قد حان وأن رائحة رمضان تنتشر في الأرجاء»، وهذا أثبت لي أن صوت الشيخ محمد رفعت أثر في الماضي والحاضر والمستقبل، وبقي السؤال «كيف لفقدان البصر أن يخلق عالم صوتي كهذا ؟».

أشد ما آلمني حين بدأ التلفزيون المصري وبعض القنوات الخاصة باستبدال أذان الشيخ محمد رفعت والمادة الفيلمية المصاحبة له، بلقطات من مسجد الفتاح العليم في العاصمة الإدارية الجديدة مصحوبًا بصوت المنشد مصطفى عاطف، لكن هذا لم يدوم فإن محمد رفعت أقوى من أي تغير مع مرور الزمن وتقلباته.

محمد رفعت .. لماذا يقترن صوته بالكادحين

الشيخ رفعت
الشيخ رفعت

محمد رفعت هو صوت البسطاء والفقراء والكادحين المرتسم على كل خط من وجوههم المنهكة التي تشقى من أجل اكتساب لقمة العيش، ومبصوم على جبينهم علامات الأيام.

كما كان الشيخ محمد رفعت يكفل أسرته ماديًا، كفل قلوب الشعوب روحيًا، لأن ذلك الصوت السمائي كان بمثابة نبضٍ لجميع فئات الشعب من كل الطبقات، بدءًا من البشاوات وانتهاءًا بالفقراء.

في ثورة 1919 كان الشعب المصري قد وصل إلى مرحلة الكمال في الوعي والنضوج الفكري، مَثَّل سعد زغلول حجر الأساس للجماهير المصرية العازمة على السير في الطريق الذي رُسِم حتى منتهاه، وراح سيد درويش يلحن همسات وآمال الشعب من الوجه السياسي والاجتماعي، وكان محمد رفعت بمثابة الحياة الروحية التي تطمئن الشعب من القلق وتبث فيه تلك الرحمانيات الإلهية اللطفية.

كان الشيخ محمد رفعت رحيمًا على الفقراء والمحتاجين وتتعدد حياته بالمواقف منها موقف ابنة صديقه التي جعلته ينهال بالبكاء الحار.

 

زار محمد رفعت صديقه في مرضه وكان لديه ابنة صغيرة وقال للشيخ من يكفلها بعد موتي، وفي اليوم التالي عندما كان محمد رفعت يقرأ سورة الضحى ووصل إلى قوله تعالى “فأما اليتيم فلا تقهر” انهار من البكاء وتذكر الفتاة فتكفلها حتى تزوجت.

إقرأ أيضا
توقعات حلقات الحشاشين

كان الشيخ محمد رفعت زاهدًا صوفيًا جُلّ ما يخالط الفقراء ويفضل التواجد بينهم أكثر من الأغنياء، فمثلاً فضل إحياء مناسبة لجارته الفقيرة مفضلاً إياها على إحياء الذكرى السنوية لوفاء الملك فؤاد.

من شدة ذيوع صوت الشيخ محمد رفعت وتلقي الناس له بالقبول والحب وصل عندهم إلى درجة كبيرة من التقدير.

تشير مجلة الهلال إلى رسائل المعجبين له والتي وصلت إلى حدٍ يفوق التقدير، إذ اعتقد بعضهم أن له من السلطة التي يستطيع بها أن يلبي رغباتهم، فمثلاً كتب إليه أحدهم من الشام مخاطبًا إياه بعنوان “حضرة الشيخ محمد رفعت أفندي بالجامع الأزهر”، وقال له في خطابه أنه رأى صورًا لآدم وحواء تباع في الأسواق طالبًا أن يعمل الشيخ على وقف نشر هذه الصور، ثم أرسلها إلى إدارة الأزهر بدلا من عنوان منزل الشيخ.

والعجيب أن إدارة الأزهر حولت الخطاب إلى الشيخ محمد رفعت وبعد أن اطلع عليه اتصل بشيخ الأزهر وأبلغه بمحتوى الخطاب فوعده شيخ الأزهر بتلبية الطلب.

سؤال التقرير .. لماذا يلقب بقيثارة السماء

الشيخ محمد رفعت
الشيخ محمد رفعت

ما يجول في قلبي أنه لا عجب أن يلقب بقيثارة السماء بما أوصل إليه الناس من حالة وجدانية روحانية، فهو الصوت الذي يتلو بالترغيب لا بالترهيب، وإنما خلق الله الأشياء لتدل على جماله ولطفه ورحمته تعالى، لا بالخوف والغلظة والتشدد فإن القلب يميل للرحمة.

الكاتب

  • التقرير منتهى أحمد الشريف

    منتهى أحمد الشريف، باحثة شابة في العلوم الإسلامية، تخرجت من كلية أصول الدين جامعة الأزهر الشريف

    كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
18
أحزنني
2
أعجبني
4
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (3)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان