من كوارث التكنولوجيا.. خلل بسيط قد يتسبب في مصائب وخسائر كبرى
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
نعتمد على الأجهزة التكنولوجية الحديثة بشكل كبير وأساسي في حياتنا اليومية، ونظرًا لذلك قد نألف تلك الأجهزة لدرجة أن نثق فيها ثقة عمياء، تجعلنا لا نشك أبدًا في أنها قد تُصاب بالخلل الذي ربما يسبب الكوارث، ويمكن أن يؤدي إلى أخطاء تكلف مئات الملايين أو حتى مليارات الدولارات، بل ويمكن أن تودي تلك الأخطاء بحياة بعض الأشخاص أحيانًا.
كارثة دمرت مجموعة شركات نايت كابيتال
شركة نايت كابيتال هي شركة خدمات مالية مقرها الولايات المتحدة، مهمتها الأساسية شراء وتقاسم الأسهم ذات القيمة الضخمة بكميات كبيرة في سوق البورصة العالمية، وكانت لها السلطة والهيمنة في الولايات المتحدة، تملك أكثر من 17٪ في بورصة ناسداك، ولكن انهارت الإمبراطورية الضخمة في لحظة، بسبب غلطة تكنولوجية بسيطة، عندما بدأ العمل في البورصة صباح يوم الواحد من أغسطس عام 2012م، حدث خلل في نظام الحاسوب بالشركة، حيث تفاجأ الموظفون بشراء ملايين الأسهم في حوالي 45 دقيقة، وبعد اكتشاف الخلل، اضطررت الشركة إلى إعادة بيع هذه الأسهم بأسعار منخفضة، مما أدى إلى خسارة صافية إجمالية تزيد عن 440 مليون دولار، أو ما يقرب من 10 ملايين دولار في الدقيقة الواحدة، واكتشفوا أن السبب في ذلك الخلل هو تثبيت برنامج تداول جديد بشكل غير صحيح على أحد أجهزة الكمبيوتر من قبل فني، مما تسبب في الخطأ وزعزعة استقرار سوق الأوراق المالية بأكمله لفترة قصيرة، وبعد هذه الكارثة، كان لابد من الاستحواذ على نايت كابيتال من قبل شركة مالية أخرى، وهي شركة جيتكو، حيث كانت الشركة تفتقر إلى الأموال اللازمة للاستمرار.
خلل تقني كاد يتسبب في تدمير المريخ
في الحادي عشر من ديسمبر عام 1998م، أطلقت وكالة ناسا مسبار فضائي، هدفه كان دخول مدار المريخ لدراسة الغلاف الجوي والسطح، وتوفير فكرة شاملة ونظرة ثاقبة للكوكب عمومًا، وقد سارت عملية الإطلاق كما كان مخطط لها، ودون مشاكل تقريبًا، أو هذا ما كان يبدو لفريق التحكم في الأرض، حيث حدث خلل تقني تسبب في تغيير مسار المسبار، دون أن يظهر ذلك لفريق التحكم، وخرج المسبار من مداره، وذهب لمكان بالقرب من الغلاف الجوي للمريخ، واحترق بشدة هائلة، ومن المؤكد أنه إذا حدث ذلك الانفجار على سطح المريخ، كان سيسبب دمارًا هائلًا به.
ستوكسينت.. خلل تقني دمر جزء من المشروع النووي لإيران
في عام 2010م، اكتشفت إيران خلل تقني هائل في مشروعها النووي، يعتقد أنه تم تطويره بشكل مشترك من قبل الأمريكيين والإسرائيليين كسلاح إلكتروني منذ عام 2005، وذلك استهدافًا للأنظمة الميكانيكية التكنولوجية في العالم، وقد تم استخدامه لأول مرة ضد البرنامج النووي الإيراني، حيث تم زرعه في المنشأة النووية في ناتنز، وإصابة أنظمة الكمبيوتر الخاصة بها، وتم التلاعب بالآلات بطريقة مدمرة، وقد أشارت التقديرات إلى أن هذه البرامج الضارة تسببت في تدمير 1000 جهاز طرد مركزي نووي، وهو يُمثل عشرة بالمائة من العدد الإجمالي للمنشأة، حيث أجبر البرنامج أجهزة الطرد المركزي على زيادة سرعة الدوران أولاً، ومن ثم تقليلها في محاولة فعالة للغاية لإحداث عدم الاستقرار، وبسبب ذلك الخلل انخفضت كفاءة المشروع بنسبة 30 ٪.
المصدر
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال