همتك نعدل الكفة
37   مشاهدة  

“من الجعجعة للخضوع” مراحل تغير موقف أردوغان تجاه مصر والسيسي

السيسي - أردوغان
  • باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



أجرى الرئيس عبدالفتاح السيسي زيارة إلى تركيا هي الأولى له منذ توليه الحكم سنة 2014م، وجاءت بعد 10 سنوات من الخلافات المصرية التركية، وعقب مضي 7 أشهر من الزيارة الأولى التي أجراها أردوغان لمصر في فبراير الماضي.

سنوات الفرص الضائعة التي أدت لخسائر تركيا

زيارة السيسي لأردوغان
زيارة السيسي لأردوغان

منذ اليوم الأول لبيان 3 يوليو الصادر عقب ثورة 30 يونيو 2013م، اتخذت تركيا على الصعيد الرسمي موقفًا عدائيًا معلنًا من مصر والرئيس عبدالفتاح السيسي.

تمثل الموقف التركي في سلسلة من التصريحات التي قالها أردوغان على المستوى المحلي (داخل تركيا) والعالمي أيضًا (مثل كلمة أردوغان في الأمم المتحدة)؛ ومفاد كل هذه التصريحات أن أردوغان لن يجلس في طاولة واحدة مع السيسي؛ من ناحيتها فإن مصر على الصعيد الرسمي لم تقابل التصريحات بمثلها.

ونجحت تركيا في الفترة من 2013م حتى 2017م في استقطاب كافة عناصر جماعة الإخوان والمحسوبين عليها من تيارات أخرى، مع إعطاءهم منافذ إعلامية ومنصات تلفزيونية؛ وكانت ثمة فرصة لتحسين العلاقات بين البلدين، الأولى سنة 2015م بمبادرة سعودية على المستوى السياسي، والثانية سنة 2016م عندما اقترح بن علي يلدريم رئيس وزراء بعودة العلاقات لحاجة تركيا لها؛ لكن أيٍ من الفرصتين لم يحدث استغلالهما.

رئيس المخابرات التركية إبراهيم قالين كان له وصف دقيق لأهمية عودة علاقات تركيا مع مصر وهو «العودة من العزلة الثمينة» وهو تصريح أطلقه سنة 2015م، ولم يجد أذنًا صاغية من أردوغان، فبات على تركيا أن تدفع ثمن تلك العزلة والتمادي فيها.

مع العام 2018م بدأ الشرخ في سياسة تركيا الخارجية تجاه الرئيس عبدالفتاح السيسي عقب عزلها من قبرص واليونان ومصر عن شرق البحر المتوسط؛ فبعد أن قامت مصر واليونان بتوقيع اتفاق ترسيم الحدود بينهما، أعلن أردوغان تعليق المفاوضات مع أثينا ولوح بالخيار العسكري، ولقي رد فعله هجومًا ضاريًا من المعارضة التركية من جانب، بل ورفاق الأمس مثل داود أوغلو رئيس الوزراء الأسبق والذي قال أن تركيا لا تقدم أداءًا دبلوماسيًا لائقًا.

الصدام الأكبر والمباشر بين مصر وتركيا كان في عام 2020م بسبب ليبيا عقب التدخل التركي في شأنها عندما أعلن أردوغان عن إرسال قوات عسكرية تركية إلى هناك في ديسمبر 2019م، وباتت المنطقة على شفا الحرب، ثم تعرض أردوغان إلى الإحراج الكبير في مؤتمر برلين يوم 19 يناير 2020م، لكن مع العناد السياسي من جانب تركيا تأخر ذلك التفاهم.

وفي 20 يونيو 2020م لوحت مصر بخيار الحرب في لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي بأفراد القوات المسلحة على الحدود الليبية بقوله  كونوا مستعدين لتنفيذ أى مهمة داخل أو خارج حدودنا؛ وفي اليوم نفسه أعلن الرئيس السيسي تصريحه الشهير «خط سرت – الجفرة خط أحمر».

وفي ظل عناد أردوغان، اهتزت الأوساط التركية (حكومةً ومعارضةً) بهجوم الرابع من يوليو 2020م وهو المعروف إعلاميًا بـ قصف قاعدة الوطية، في عملية عسكرية مباغتة، لم يتم إعلان تفاصيلها حتى الآن، وهو الشيء الذي استفز المعارضة التركية والتي أعلنت أن أردوغان انخرط بتركيا في صراع لا علاقة لها به، مشيرًا إلى ضرورة كشف الخسائر التي تتعرض لها تركيا في ليبيا.

مراحل تغير الموقف التركي من مصر

زيارة أردوغان لمصر - فبراير 2024م
زيارة أردوغان لمصر – فبراير 2024م

وصلت مسيرة فشل تركيا في ملف غاز المتوسط سنة 2018م، والتدخل بالشأن الليبي عام 2020م إلى نقطة اللامفر من التفاهم مع مصر.

بدأ التغير عندما حدثت اتصالات سياسية بين الجانبين في مارس 2021م وبعد شهر حدث اتصال هاتفي بين وزيري خارجية البلدين لتحدث مباحثات بينهما في القاهرة خلال شهر مايو، ثم انعقدت مباحثة أخرى في أغسطس من نفس العام؛ لكنها وصلت لنقطة الصفر سنة 2022م بسبب عدم وجود تغيير واضح في ممارسات تركيا الإقليمية خاصةً فيما يتعلق بالملف الليبي.

إقرأ أيضا
إعلان عاش بنك مصر

ومع أغسطس سنة 2022م أعلن أردوغان أنه يدعو لتحسين العلاقات مع مصر، ليلتقي أردوغان والسيسي لأول مرة في نوفمبر 2022م بالعاصمة القطرية، وبقيت الأمور فاترة إلى أن أجرى وزير الخارجية المصري السابق سامح شكري في فبراير 2023م زيارة إلى تركيا بعد الزلزال الذي ضرب مدينة أضنة، ثم قدمت مصر مساعدات جوية وبحرية.

لقاء السيسي مع أردوغان في قطر
لقاء السيسي مع أردوغان في قطر

وخلال الفترة من فبراير 2023م حتى 14 فبراير من العام التالي حدث شد وجذب بين البلدين انتهى في النهاية لصالح مصر بزيارة أردوغان لها في 14 فبراير 2024م، قوبلت بزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى تركيا في 4 سبتمبر من نفس العام.

وخلال مؤتمر الرئيس السيسي مع نظيره التركي اتفقا على 36 بندًا في مجالات التعاون اقتصاديًا وسياسيًا، إذ تم الاتفاق على التعاون والتنسيق المشترك في مواجهة الانتهاكات الإسرائيلية بغزة، ودعم القضية الفلسطينية، وحل النزاع في سوريا، ودعم سيادة واستقرار العراق، ودعم العملية السياسية في ليبيا، وضمان أمن واستقرار منطقة القرن الإفريقي، وحل أزمة السودان سلميًا.

الكاتب

  • موقف أردوغان وسيم عفيفي

    باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (0)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان