نادر حنا.. عامل مطعم البيتزا الذي أصبح من أفضل 10 جراحي أورام بالعالم

اتسمت أغلب قصص النجاح بنمط معين؛ وهو نمط تخطي العقبات أو شكل الحياة المميز والمختلف، وإذا أخذنا على سبيل المثال قصة الشاب المهاجر إلى أمريكا، الذي عمل كعامل توصيل بأحد المطاعم، ليصبح نفس الشاب بعد سنوات “الدكتور نادر حنا” مؤسس قسم جراحة الأورام في جامعة “الميريلاند” الأمريكية، و واحد من أفضل 10 أطباء لجراحة الأورام في العالم.

نشأ د. نادر حنا في عائلة “طبية” -كما يصفها- حيث كان والده و والدته أطباء، وسافر معهم في سن الثماني سنوات إلى “نيجيريا” بأحد القرى النائية تبعاً لإعارة طبية، ليجد أن ملاذ تسليته الوحيد وتقضية وقته، هو تواجده في المستشفى مع والديه، وظل الطفل المصري على هذا الحال، حتى عاد إلى مصر في عامه السادس عشر، ليلتحق بمدرسة “إسماعيل قباني الثانوية” بالعباسية، ويتخرج منها ليلتحق بكلية الطب جامعة عين شمس.

حكى د. نادر حنا تفاصيل حياته في القرية النيجيرية في بداية حياته، حيث أنه كان يدخل غرفة العمليات مع والده وهو لم يتخطى الاثنى عشر عامًا، وذلك لانعدام وسائل التسلية بسبب صعوبة ظروف المعيشة بالقرية، وعدم توافر عوامل التسلية مثل “التلفزيون والراديو”، لذلك عند عودته لمصر، تفوق في دراسته لشغفه الوحيد؛ الطب.

بعد تخرجه، قرر الدكتور نادر أن يكمل دراسته بالخارج، لذلك سافر الولايات المتحدة، وبالرغم من كونه طبيب، كان يعمل في “بيتزا هات”، وسائق تاكسي في بعض الأحيان، ليوفر احتياجات معيشته، وفي نفس الوقت كان يعمل على أبحاثه، ويقضي الوقت في مستشفى الأورام بالمدينة، وبعد سنوات من الاجتهاد، حصل المصري نادر حنا على الزمالة في جراحة الأورام بجامعة شيكاغو، ونشر العديد من الأوراق البحثية.

تخصص حنا في جراحة أورام الجهاز الهضمي، واشتهر بإجرائه للجراحات المعقدة التي يتجنبها غيره من الأطباء، مثل جراحات سرطان  المستقيم، وتستغرق عملياته من 6 إلى 18 ساعة.. ليعمل بعد ذلك في جامعة “الميريلاند” الأمريكية، ويؤسس قسم جراحة الأورام بها، ويصبح مشرفأ على أربعة مستشفيات أخرى.

أشهر العمليات الجراحية

من أشهر العمليات التي أجراها الدكتور حنا، ليلمع إسمه بعدها، هي العملية التي أجراها لأحد المرضى من ولاية فلوريدا، والذي كان يحتضر نظراً لإصابته بورم خبيث في كليته اليمنى، واستأصل سابقاً كليته اليسرى بسبب ورم آخر، وبعد رفض العديد من الأطباء إجراء العملية للمريض المحتضر، قرر الطبيب المصري نادر حنا التدخل وإجراء الجراحة لتستغرق 18 ساعة، وينقذ بعدها حياة المريض.

رجوعه المتكرر لمصر

بعدما قضى سنواته الأولى في نيجيريا، ثم أكثر من نصف عمره في أمريكا بعد هجرته، ونجاحه في المجال الطبي حتى صار يصنف من أفضل 10 جراحي أورام في العالم، لم ينس الدكتور حنا وطنه، حيث كان يعود إلى مصر في أوقات إجازاته، ويشرف على علاج الكثير من الحالات في معهد الأورام القومي، دون أن يبحث على أضواء أو شهرة، بل يسعى لتحقيق رسالته الاسمى وشغفه الوحيد؛ الطب.