رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
1٬205   مشاهدة  

وثائق الأرشيف البريطاني: يجب على أوروبا إنقاذ الدولة العثمانية من مصر

وثائق الأرشيف البريطاني
  • باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



بقيت أزمة 1838 ــ 1840 بين مصر والدولة العثمانية هي أكثر موضوع اهتم به المؤرخين دون الاهتمام بما تحتفظ به وثائق الأرشيف البريطاني عن مسألة رغبة محمد علي باشا في استقلال مصر عن السلطنة.

بداية الإشكال من وثائق الأرشيف البريطاني

مبنى الأرشيف البريطاني
مبنى الأرشيف البريطاني

في مايو 1838 جمع محمد علي باشا قناصل أوروبا وكشف لهم أنه يريد الاستقلال بمصر عن الدولة العثمانية وذلك لاستئناف السلام في المنطقة وعودة العلاقات بين القاهرة والآستانة، وطلب إليهم استشارة حكوماتهم في هذا الشأن قائلاً: « لايمكنني أن أر ضى بترك ماشيدته من المنافع والمرافق بمصر طول هذه السنين مما كلفني أموالاً طائلة في يد الباب العالي بعد موتي، وإن قلبي لينفطر كلما فكرت في أن ثمرة أتعابي ضائعة ومصيرها للفناء وأن أولادي وأسرتي ستصير بعد موتي تحت رحمة الباب العالي».

مسألة التوازن الدولي في وثائق الأرشيف البريطاني

محمد علي والتوازن الدولي
محمد علي والتوازن الدولي

ترجمت الدكتورة صفاء خليفة أصول وثائق الأرشيف البريطاني حول مسألة محمد علي باشا واستقلال مصر عن الدولة العثمانية، وكيف وقفت أوروبا ضده خاصةً بعد انتصار الجيش المصري في معركة نصيبين وتسليم الأسطول التركي لمصر صارت مأسألة التوازن الأوروبي في خطر وأصبح للدول الأوروبية مواقف مختلفة تبعًا لاختلاف أطماعها ونزعاتها الاستعمارية.

غلاف ملف محمد علي باشا في الأرشيف البريطاني
غلاف ملف محمد علي باشا في الأرشيف البريطاني

كانت النمسا كانت تميل إلى تعزيز مركز تركيا لغرضين، أولهما ألا يجعل لروسيا ذريعة للتدخل في شئون تركيا وبسط حمايتها عليها، فإن ذلك خطرٌ على النمسا، والثاني أن النمسا بإمبراطورها في ذلك الوقت تعار ض مثل هذه الثورات التي يراد منها الخروج على سلطة الحكومات الرسمية، فكان ينظر إلى قيام محمد علي ضد تركيا كثورة على الحاكم الرسمي، وترى أن قيام محمد علي ضد تركيا سيؤجج الثورات القومية.

اقرأ أيضًا 
حماية الدولة العثمانية على يد أوروبا .. قصة قرون التراجع

أما عن موقف بروسيا، فلم يكن لها أطماع في هذه الأزمة، وكانت فقط ترمي إلى الحفاظ على السلم؛ تحسبًا لاندلاع أي حرب أوروبية، وكان ملك بروسيا يكره فرنسا من ناحية أخرى ويعمل على مناهضتها في المجال الدولي لأسباب قومية ويميل إلى السياسة المناهضة لسياسة فرنسا.

اقرأ أيضًا 
تاريخ أنور باشا غير المروي “تركي أنهى الدولة العثمانية للأبد”

بينما روسيا، فكانت تسعى حثيثًا للاستفادة من أوضاع الدولة العثمانية للتدخل في شئونها بحجة الدفاع عنها، وتقوية نفوذها في مناطق البسفور والدردنيل وفي البلقان وغيرها من المناطق التي تخدم مصالح روسيا وتشبع أطماعها.

غلاف ملف محمد علي باشا في الأرشيف البريطاني
غلاف ملف محمد علي باشا في الأرشيف البريطاني

ويدلل على ذلك برقية رقم 192 في وثائق الأرشيف البريطاني بتاريخ 8 يونيو 1838 حيث تقول البرقية «أكد الكونت ميدم أن روسيا تحرص على الإبقاء على الأوضاع على ما هي عليه بين السلطان العثماني ومحمد علي، وحثت فرنسا على التحرك بخطوات في اتجاه منع محمد علي، ولكن فقط في حالة تهديد السلطان العثماني».

اقرأ أيضًا 
مذكرات محمد علي باشا المجهولة ج 5: هذه علاقتي مع دول أوروبا

صدمة دبلوماسية تلقاها محمد علي باشا من فرنسا حيث كانت في الظاهر صديقة لمحمد علي، وتؤيد جهوده في الحصول على حكم مصر والشام وراثة في أسرته، على شرط أن يظل في نطاق الإمبراطورية العثمانية، حتى لا تؤدي محاولاته إلى إضعاف الدولة وإلقائها في أح ضان روسيا لكن اتصفت السياسة الفرنسية تجاه محمد علي بالتردد وعدم الحزم حتى إن البعض وصف حبها بالأفلاطوني أي اقتصر على التمنيات الطيبة، لكنهم في نفس الوقت خذلوه حين احتاج لمعاونتهم فاتفقت مع إنجلترا ضده.

إقرأ أيضا
بركياروق والحشاشين

اقرأ أيضًا
مذكرات محمد علي باشا  “جزء 6 والأخير”: تنبؤات بنهاية العثمانيين

أما إنجلترا، فقد كانت أشد أعداء محمد علي خطرًا عليه حيث جاهرت بعدائها لمصر، وأعلنت وجهة نظرها في وجوب المحافظة على كيان الدولة العثمانية، و إن هذا الكيان لا يقوم إلا برد سوريا إلى تركيا خشية أن تصبح مصر دولة بحرية قوية، فمن مصلحتها قيام دولة ضعيفة على طول طريق تجارتها إلى الهند، وأعلن اللورد بالمرستون – وزير الخارجية – بصراحة أنه لابد من إخضاع محمد علي بالقوة، وأخذت تؤلب الدول الأخرى على مصر ليشتركن معها في إخضاعها، وكانت تتمسك أيضا برد الأسطول التركي إلى الدولة العثمانية لأن اندماجه في الأسطول المصري يجعل لمصر قوة بحرية كبيرة.

برقية 195 من وثائق الأرشيف البريطاني
برقية 195 من وثائق الأرشيف البريطاني

تقول برقية رقم 195 في وثائق الأرشيف البريطاني المؤرخة بتاريخ 11 يونيو 1838 «دار حوار بين كل من اللورد جرانفيل والكونت مولييه أنه سمع من اللورد بالمر ستون أن التساؤل بخصوص إعلان محمد علي للاستقلال تم رفعه إلى مجلس الوزراء البريطاني، ومفاده أن الحكومة البريطانية ترفض فصل مصر وسوريا عن الإمبراطورية العثمانية، كما أن الحكومة الفرنسية تدرس كيف يمكنها أن تبذل قصارى جهدها لمنع هذا الاستقلال وتتفق مع الحكومة البريطانية في ذلك، وهددت كل من فرنسا وبريطانيا بإرسال سرب فرنسي بالتعاون مع الأسطول البريطاني إلى الإسكندرية لمواجهة محمد علي في حالة إعلانه الاستقلال، فضلا عن إصدار تصريحات منفصلة ضد محمد علي؛ وذلك حتى لا يستطيع السلطان العثماني الدخول في معاهدات منفصلة مع روسيا بدون الرجوع لإنجلترا وفرنسا، ووجهة النظر الفرنسية والبريطانية هي منع تحالف الأسطولين المصري والعثماني في مواجهتهما».

برقية 207 من وثائق الأرشيف البريطاني
برقية 207 من وثائق الأرشيف البريطاني

أما البرقية رقم 207 في وثائق الأرشيف البريطاني المؤرخة بيوم 18 يونيو 1838 تقول «بعد أيام قليلة من تواصل الكونت مولييه مع اللورد جرانفيل بشأن ضرورة تحذير محمد علي من إعلان الاستقلال عن الدولة العثمانية، وأن فرنسا و إنجلترا مازالتا تنسقان عن طريق الوساطة مع السلطان العثماني بخصوص مسألة إعلان الاستقلال، وكانت فرنسا ترى أن الفرصة الوحيدة للسلام في الشرق تكون بتوحد المواقف الفرنسية والإنجليزية، وبالنسبة لفرنسا فكانت قلقة بشأن التفاهم بين الأستانة ومحمد علي، ووجهة نظر كل من إنجلترا وفرنسا هي منع تحالف الأسطولين المصري والعثماني في مواجهتهما».

الكاتب

  • وثائق الأرشيف البريطاني وسيم عفيفي

    باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
4
أحزنني
0
أعجبني
2
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان