نجيب زاهي زركش .. ليس من الخير أن تأتي متأخرًا

أخيرًا وصل قطار نجيب زاهي زركش إلى رصيف الدراما بسلامة الله، ولكن بعدما أهدر النصف الأول من الحلقات في محاولة الوصول ومحاولة الكتابة، أخيرًا -المكنة طلعت قماش- من الطرافة أني أعتقد أن هذه مكافأة إلهية كوني من اللذين صبروا على رداءة الحلقات الأولى ولم اتراجع واستمريت في المشاهدة.

حيل درامية، وتطورات في الشخصيات، وتصاعد في الصراع، ومشاهد جديدة وحوار جيد، لولا أنها قد تؤخذ على محمل الجد لمزحت قائلا أن هناك من استكمل المسلسل غير كاتبه الأول، مع زيادة المساحة في المشاهد للمثلين الشباب رنا رئيس ومحمد إبراهيم يسري وإسلام إبراهيم وكريم عفيفي وهالة مرزوق ورامز أمير، والخروج من عالم نجيب زاهي زركشن اختلفت الرؤية تمامًا.

حتى شخصية سحر التي كانت تتحدث بحوار أبسط ما يقال عنه أنه حوار شديد السطحية لشخصية المثقفة، قيل على لسانها وعبر أداء ممتع من الفنانة هالة مرزوق أحد أجمل مشاهد المسلسل حينما حاولت تفسير لماذا رفض ابن نجيب أبوته وكيف يستعيده بالفعل، المشهد الممتع كتابة وتصويرا وتمثيلا بين هالة مرزوق ويحيى الفخراني.

أما إسلام إبراهيم فهو منذ ظهوره الأول وهو ينبئ بممثل من طراز نادر، شخصية سعيد هي الأكثر درامية وحركة في الأشقاء الثلاثة، وتحتاج إلى موهبة قادرة على التحكم في أفعالها وردود أفعالها وتقديم الشخصية بخفة دم وطيبة وشراسة في الوقت نفسه، فكيف يمكن ان ترى الطيبة في عيون شاب يرفع السلاح في وجه عجوز ليأخذ منه مليون جنية عنوة، وتتعاطف مع الممسك بالسلاح لا المصوب إليه؟ إجابة هذا السؤال عند إسلام إبراهيم.

لكن في وسط هذا المستوى الجيد الذي ظهر بعد الحلقة الخامسة عشر، اسأل هل مازال هناك من يتابع المسلسل بالفعل أم أنفض الكثير من المشاهدين من حول المسلسل؟ الدراما سباق خاصة في الموسم الرمضاني يحدد المشهد ماذا سيتابع من الحلقات الأولى، والحلقات الأولى من نجيب زاهي زركش كانت كفيلة ان تسقطه من حسابات الكثيرين، ليظل السؤال مطروح ما الذي جعل عبد الرحيم كمال يصل متأخرا إلى هذا الشكل الجيد من الكتابة في مسلسل نجيب زاهي زركش؟ والإجابة لا يعلمها إلا الله والمؤلف.

إقرأ أيضا

الزعيم ومغامرة المسرح السينمائي