هجمة مرتدة .. كيف تصنع دراما بلا أحداث في المنزل وبدون معلم

قصص الجاسوسية في العموم هي قصص درامية، بها حدث وصراع وخيانة وتحولات ومسارات وشخصيات رئيسية وفرعية وحبكات فرعية، وصراعات داخلية، باختصار هي الأرض الخصبة التي تريد فقط بعض الخدمة البسيطة لتثمر عملًا دراميا، ولكن أغرب ما الأمر أن تكون هناك قصة جاسوسية بلا أي دراما.

يقدم لنا باهر دويدار درسًا جديدًا في صناعة مسلسل دراما بدون دراما، بدون دراما على الإطلاق، فلا بعض المعارك أو لعبة الاستغماية المخابراتية تصنع دراما، ولا حتى زرع خطوط خارج عالم الجاسوسية ومحاولة شحنها بجرعات عاطفية (دور ماجدة زكي) أو خطابية (دور صلاح عبدالله) أو حتى خط الشباب المفترض أنه من تطبق عليهم مؤامرة عالم الجاسوسية يخلق دراما.

ما هي التحولات التي مر بها سيف العربي منذ الحلقة الأولى للحلقة 25؟ الإجابة صفر، لم تختلف شخصية سيف العربي او تتغير أو يحدث لها أي نوع من التغير، معنى هذا أن الصراعات التي كانت تدور حول وداخل سيف هي صراعات ضعيفة أو مفتعلة او غير مؤثرة لتظل الشخصية كما هي منذ الحلقة الأولى.

وقياسا وبشكل أكثر وضوحًا، ما هي التغيرات التي مرت بشخصية دينا منذ ظهورها حتى الحلقة 25؟ الإجابة لا شيء، دينا لم تتغير قيد أنملة، وأغلب شخصيات العمل حتى الأدوار الهامشية، لا أحد يتغير لا أحد يتطور دراميا، كأنهم شلة على مقهي تذهب عنهم وتأتيهم كل يوم تجدهم يعيدون نفس الحوارات والمناقشات.

في مسلسل رأفت الهجان – الريفرانس المصري عن عالم الجاسوسية- تغيرت شخصية رأفت منذ بداية الحلقات حتى نهاياتها مرارا وتكرارًا وتطورت الشخصية بشدة ونضجت، حتى طرق حزنها وفرحها تغيرت ونضجت، ولكن في هجمة مرتدة لم يتغير شيء أو يتطور أحد ولا حتى شارب الفنان نضال الشافعي أو قصة شعر أي ممثل، فكيف حتى والأحداث تدور في شهور طويلة؟!

حالة من الثبات والتجمد يعيشها مسلسل هجمة مرتدة، فمن أين تأتي الحركة ولا صراع ولا أحداث، ولا دراما، إضافة إلى كمية من الكليشيهات المفتعلة المحبطة، ابنه رجل المخابرات المريضة والذي يتركها في أحلك الظروف لتلبية نداء الواجب، هذه حقيقة أنا اعلمها عن هؤلاء الأبطال، ولكن كلنا نعلمها وليس لها أي تأثير في محاولة خلق دراما داخل العمل، هي تفصيله جانبية لا ترقى لأن تكون خيطا في حبكة فرعية.

إقرأ أيضا

الجاسوسية في عهد الرسول ولحظات من الدهشة

هكذا هو المسلسل الكثير من التفاصيل التي لا تستطيع أن تكمل حبكة رئيسية وحبكتين فرعيتين، ولا تتفاعل فلا تنتج أحداث فقط صورة جيدة وتمثيل جيد وكان الله بالسر عليم.