نشرة هنا أفريقيا (عدد خاص عن الوضع ناس السودان 2)
-
رامي يحيى
شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
قلت لكم كثيرًا
إن كان لابد من هذه الذرية اللعينة
فليسكنوا الخنادقَ الحصينة
(متخذين من مخافر الحدود.. دوُرا)
لو دخل الواحدُ منهم هذه المدينة:
يدخلها.. حسيرًا
يلقى سلاحه.. على أبوابها الأمينة
لأنه.. لا يستقيم مَرَحُ الطفل..
وحكمة الأب الرزينة..
مع المُسَدسّ المدلّى من حزام الخصر..
في السوق..
وفى مجالس الشورى.
أمل دنقل
مصير الهدنة
تقارير غالبية المراقبين الدوليين والإقليميين للوضع الحرج في السودان وحتى ردود أفعال ناس السودان نفسهم ع السوشيال ميديا وفي التليفونات.. كلها أكدت إن الطرفين مالتزموش بوقف إطلاق النار تمامًا لمدة 24 ساعة، حسب المبادرة الأمريكية ما كانت بتقول، وطبعًا كل طرف فيهم أتهم التاني إنه هو اللي -ولا مؤاخذة- خرق الهدنة.
حاولت أتابع مردود الهدنة المخترقة دي على مختلف الأصعدة فوصلت لما هو آت، بعد أتصالات مكثفة بمصادر في أكتر من مكان داخل السودان.
ميدانيًا
ألتزام الطرفين بالهدنة كان له بعد جغرافي، بعض الأقاليم حصل فيها ألتزام شبه تام بوقف إطلاق النار، زي:
- ولاية الشمالية (أول ولاية تقابلك وأنت جاي من أسوان).
- منطقة كسلا (480كم شرق العاصمة).
- منطقة الأُبَيض – كردفان (حوالي 600 كم جنوب غرب العاصمة)
إنما القوات في العاصمة المثلثة (الخرطوم، بحري، أم درمان) تكاد تكون ماسمعتش عن الهدنة، الأشتباكات فضلت شغالة بشكل متقطع في كل مناطق العاصمة، بس فيه سِت مناطق مابطلوش ضرب وهي:
- جبرة (جنوب العاصمة).
- الشامبات (شمال العاصمة)
- شارع الستين وشرق النيل (شرق العاصمة).
- محيط القيادة العامة ومحيط مطار الخرطوم (وسط العاصمة)
قصف عنيف نتج عنه اشتعال مستودع لوقود الطيارات في مطار الخرطوم.
سياسيًا
الإدارة الأمريكية، الاسم الأبرز في فريق الوساطة صاحب مبادرة الهدنة، أعلنت عن فشل الهدنة وطلبت من الطرفين يعيدوها من الأول وجديد، وأعلن الطرفين موافقتهم.
عسكريًا
كل طرف من الطرفين المتنازعين حاول يدعم قواته في العاصمة، الجيش حرك قواته من الشرق والجنوب إلى العاصمة.. والدعم السريع حرك قواته من دارفور في غرب البلاد برضه للعاصمة.
إنسانيا
الباحث السياسي السوداني، أسامة عبد الرحمن، والمقيم في الخرطوم، صرح للميزان إن فيه مبادرات شعبية أنطلقت في محاولة لتحسين شروط الحياة ومحاولة تظبيط ما خربه صراع الجنرالات، المبادرات أطلقتها جهات مدنية وكيانات شعبية وحتى أفراد.
عدد من عمال وموظفين شركة المية أتفقوا مع بعض بشكل شخصي وصلحوا كذا محطة من اللي كانوا عطلانين بسبب الحرب.
الهلال الأحمر السوداني نظم فرق عمل لإخلاء جثث القتلى من الشوارع، وطبعًا كل المتابعين في انتظار تقرير المنظمة المدنية عن عملية الإخلاء وتقديرها لحجم الضحايا.
النزوح وزيارات العيد
أكد شهود عيان للميزان إن فيه ناس كتير اختارت تستغل الهدنة في الخروج من العاصمة، بهدف الهرب من القتال أو عشان زيارة الأهل في العيد (أو الأتنين سوا).
ولأن الوضع خطر والطرق عليها نقاط تفتيش كتيرة، أغلبها تبع الدعم السريع، كمان الوقود شاحح في السوق بالإضافة لتآكل عدد العربيات، فظهرت سوق موازية لنقل الناس. فأي حد عنده حاجة بتمشي بقى ينفع يأجرها.. والسعر أنضرب في عشرة، تمن المخاطرة وفرق سعر البنزين والأهم الشخللة الكتير اللي في الطريق.
دوجو دامنو
من متابعة صفحات كتير من الأصدقاء السودانين نقدر نرصد إن القطاع المصرفي بره الخدمة تمامًا، مقرات البنوك مقفولة ومكن الـATM مش شغال ومؤخرًا خدمة الـApp تم تعطيلها. باختصار حركة النقد في عداد الموتى.. وده حاصل في دخلة العيد، أكتر وقت في السنة بتحصل فيه حركة تحويلات وسحب فلوس.
أزمة الكهربة
الشركة السودانية للكهربا أصدرت بيان رسمي أعلنت فيه إن خدمة بيع الكهربا بالأجل (العدادات الألكترونية) عطلت، لأسباب تقنية تسببت فيها الأشتباكات.
البيان قال في أحد فقراته: (نوجه موظفينا والمهندسين بالرجوع للتوصيلات القديمة التي يتم فيها التوصيل من العمود مباشر، حتى انتهاء هذه الازمة، مع المراعاة لتقسيم الخطوط بالتساوي لعدم حدوث أي ضغط، كما نوجه المواطنين بترشيد الكهرباء يدويًا من داخل المنزل حتى الخروج من هذه الأزمة).
المجاعة ع الأبواب
وصف “عبد الرحمن” طوابير العيش إنها غير مسبوقة، وأرجع ده لخروج بعض الأفران من الخدمة بسبب إن مخزونها من المواد الأولية (دقيق – وقود) أنتهى. فالإمداد بالمواد الأولية متوقف من بداية الأشتباكات.
وأضاف إن العاصمة على شفا حفرة المجاعة، فالمواد الأولية بكل أشكالها مابتوصلش المصانع “اللي هي قافة أصلا”، بالتالي مافيش مواد غذائية بتوصل المحلات، زود على ده أزمة الكهربا اللي تسببت في تلف نسبة من مخزون المحالات، فنبقى قصاد كارثة حقيقية.
كارثة بوادرها ظهرت في طوابير العيش وارتفاع أسعار السلع الأساسية زي السكر، اللي زاد 30% خلال أربع تيام.
القطاع الطبي
القطاع الطبي مكمل انهيار، مستشفى البراحة “الخاصة” خرجت من الخدمة، أو نقدر نقول تحولت لمبنى مهجور بلا كهربا أو مية ولا مواد الطبية، عشان تبقى مدينة بحري من غير أي مستشفى متكامل، ودلوقتي شغالة بس على المستوصفات الأهلية الصغيرة.
ده غير المستشفيات اللي جنود الفريقين بيخلوها من الناس بالإكراه عشان يستولوا على مبانيها، زي ما حصل في مستشفى الشعب “الخاصة” ومركز الشهيدة د. سلمى (لغسيل الكلى)، اللي انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي فيديو لعملية إخلاءه. (الأتنين في وسط العاصمة)
وأكد أسامة عبد الرحمن إن مع استمرار تردي الأوضاع الإنسانية والحياتية بدءت حدة الاستقطاب السياسي بين المواطنيين تختفي، ويحل محلها رأي عام جديد رافض للحرب برمتها ومُعادي لطرفيها.
الكاتب
-
رامي يحيى
شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال