نظام الملك.. قصة اغتيال أشهر وزير سياسي إسلامي على يد الحشاشين
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
اسمه كان نظام الملك قوام الدين الحسن بن علي بن إسحاق الطوسي، هو أحد أهم الشخصيات التاريخية في العصور الوسطى للعهد الإسلامي وتحديداً في الدولة السلجوقية، لمساهمته بحكم الإدارة والتأليف في نهضة دينية وعلمية في بغداد ونيسابور وبلدة طوس.
يصف الذهبي في كتابه شخصية نظام الملك، بأنه “عاقل، سائس، خبير سعيد متدين، محتشم، عامر المجالس بالقراء والفقهاء، ورغب في العلم وأدر على الطلبة الصلات، وأملى الحديث، وبعد صيته”.
نشأ نظام الملك يتيماً من ناحية الأم، التي ماتت وهو رضيع، بينما كان أبوه من رجال التجارة ومقرباً من محمود بن سبكتكين حاكم منطة غزنة.
تفرغ نظام الملك للعلم، فحفظ القرآن في سنٍ صغيرة وتعلم علومه فضلاً عن الفقه والقرآن والحديث والنحو والحساب، وصلته بالحكام لم تؤثر سلباً على علومه، أو صلاته بالصوفية، وترقى من مناصبه حتى صار وزيراً للسطان ألب أرسلان، لمدة عشر سنوات، كما كان وزيراً لـ “ملكشاه” نجل ألب أرسلان لمدة 20 عاماً، ووفق ما يذكره بن الأثير كانت وزارته تتسم بتخفيف المظالم، والرفق بالرعايا.
واهتم الوزير نظام الملك بالتنظيمات الإدارية فكان اليد الموجهة لأداء الدولة في عهد السلطان ألب أرسلان، واتسعت سلطاته في عهد السلطان ملكشاه، فأشرف بنفسه على رسم سياسة الدولة الداخلية والخارجية بشكل كبير، مستفيدًا من فهمه ومعرفته لنظم الإدارة.
في الإدارة كتب نظام الملك كتابه ” سياست نامه”، ووضع كثيراً من النظريات الإدارية التي تعتبر أساساً لنظام الحكم وإدارة الدول والممالك، ويأتي في مقدمتها وقوفه بشدة ضد تدخل أصدقاء السلطان المقربين في شئون الدولة، حتى لا يتسبب ذلك في اضطراب إدارتها.
مع حلول القرن الخامس الهجري، كانت فرقة الحشاشين بقيادة حسن الصباح، قد تشكلت لتكون خطراً داهماً على المستوى السياسي والديني، وربما كان نظام الملك أول من انتبه لخطورة الحشاشين، فلاحق كثيراً منهم في دولة السلاجقة وكان يندد بهم دوماً، ولعل كلامه في كتابه “سياست نامه” دليل على ذلك.
على الجانب الآخر، انتهج الحشاشون أسلوب الاغتيالات السياسية لكل من يقف عقبة في طريقهم، ولم يكن أمامهم في ذلك الوقت إلا نظام الملك، الذي أخذ على عاتقه محاربتهم والقضاء عليهم.
في يوم العاشر من رمضان عام 485 هـ، خرج نظام الملك مع السلطان ملكشاه من أصبهان قاصدا بغداد، فاجتاز في بعض طريقه بقرية بالقرب من نهاوند، وحان وقت الإفطار فصلى المغرب وأفطر ثم تكلم مع رعيته، وقبيل صلاة العشاء، جاءه صبي في هيئة مستغيث فسمع له نظام الملك، ومد يده له ليقربه فضربه الصبي بسكين أصابت قلبه وفارق الحياة في لحظتها.
إقرأ أيضاً
أسوان في العصور الوسطى .. لماذا كانت الأسوأ في الزراعة والأنجح بالتجارة ؟
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال