نعم أنا تخين .. من مذكرات الفنان الذي أبكى عبد الناصر وأضحك الجميع
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
كانت عمارة استراند بمنطقة باب اللوق شاهدة على تلك القصة .. محل السمك التاريخي بطابقها الأرضي الذي جلس فيه حتى توفي وحضر جنازته لفيف من الضباط الأحرار .. حين قرر الفنان علي عبد العال أن جميع أفرع محلات السمك لذي تركها والده كدجاجة تبيض ذهبًان حيث أن الفن – في وجهة نظرة- لا يقيم للرجل ظهره ماديًا .. لكن العزيز الغالي كان أكثر أهمية من السمك والثروة وأفرع المحلات، حيث كان النداء في قطر مصر عام 1960 “تبرعوا لبناء السد العالي”، ومن هذا المنطلق تبرع الفنان علي عبد العال بثروته كلها وترك لنفسه محل واحد يقتات منه .. وارتمس الزعيم الخالد جمال عبد الناصر في أحضانه وقال له: أضحكت العالم بفنك وأبكيت عبد الناصر ! .. وتبدو القصة لفنان يعيش حياة مرفهة يمتلك ثروة لم يمتلكها أحد غيره في وقتها .. لكنه في الحقيقة كان يبيب كل ليلة في حالة نفسية سوداء .. حيث أن جسمه السمين وكرشه المتهدّل كانا مصدر معاناته وسخريته من نفسه في نفس الوقت .. لكن نقطة في أعماق قلبه كانت تنزف الدموع يوميًا بسبب المواقف التي تقابله بسبب سمنته .. وحكى ذلك لمجلة الكواكب في مطلع الستينات من القرن المنقضي .
موقف سيدة الترام والمنديل
كنت راكبًا ترام الرمل وكانت تجلس أمامي سيدة جميلة تعلقت بها العيون من كل صوب وتعلقت بي أنا أيضًا وقد جلست كهارون الرشيد (بس على تخين) ووضعت كرشي أمامي وكنت أقرأ جريدة في يدي .. وفجأة فُتح الباب واندفع تيار الهواء ليطيح بمنديل أبيض في يد السيدة على كرشي المُبجّل .. وخجلت السيدة أن تمد يدها تأخذه، ولم أكن أنا معيرًا للأمر التفاتًا، وحين سمعت الناس يضحكون نحيّت الجريدة عن عيني، ونظرت إلى أقصى حدود كرشي ووجدت شيئًا أبيضًا حسبته قميصي قد خرج من البنطلون .. فسارعت وحشوته في البنطلون والناس يضجون من الضحك ! .. و(انكبست) أنا فمضيت أُطالع جريديي إلى أن وصلت المنزل، وحين شرعت أخلع ملابسي سقط المنديل .. وهنا فقط أدركت لماذا ضحك الناس !
موقف نجيب الريحاني وظلط المقطم
كنت أمثل في فيلم في فيلم (أحمر شفايف) دور الرجل الكريم الذي لا يخلو جيبه من (الباستليا)، ويروح يبعثرها على كل من يقابله قائلًا : “خُد اتسلّى” وكان المخرج يحضر لي “الباستليا” بكميات كبيرة، ولكنني كنت أثناء البروفات آكل أكثرها، وذات يوم تأخر أحد الممثلين وانتظرنا طويلًا، وكان انتظاري ممتعًا لأنني أتيت على كل “الباستليا” فأرسلوا عاملًا يحضر لما كمية جديدة من الباستليا، وكان المرحوم الأستاذ نجيب الريحاني معنا .. وفي اليوم التالي وقف بجواري وكنت أقشّر الباستليا وأنا أنظر إليه .. ولم يتمالك نفسه من الضحك حين وضعت الباستليا في فمي وضغطتها بأسناني وتلا ذلك صرخة حادة أطلقتها من فمي ..!! قد كانت باستليا استحضرها الأستاذ نجيب الريحاني من (ظلط المقطم) !
موقف الجزار والعجل المسكين
كنت أسير في أحد الأحياء البلدية في القاهرة وكان أحد الجزارين قد كوّن فرقة للطواف بعجل صغير، وكان ينادي (بكره من ده لحمة وكرشة بتسعة صاغ)، فيردد الأطفال النداء من ورائه . وكان الموكب يسير بطيئًا فحاولت أن أسبقه، وما أن رآني الأطفال حتى تحولت الهتافات لي .. وتركوا العجل المسكين بدون تشجيع ! ولا أنسى كسوفي حين قابلني صديق ظريف في نفس لمكان إذ قال لي : “ابقى وصي لنا على الفروة علشان نبقى نفتكرك .. !”
موقف الحنطور والشلن
ركبت حنطورًا ليوصلني من محطة الرمل إلى محطة الأزاريتة .. وهي مسافة – لو تعلمون- قصيرة، ونزلت فأعطيت الرجل شلنًا، وجعل الرجل يقلب الشلن بين يديه ويمصمص فقلت له غاضبًا : “ايه مش عاجبك الشلن؟” .. قال لي :”معلوم مش عاجبني .. شوف نفسك الأول واتكلم!” .. قلت : “أمال عايز تاخد كام .. أكتب لك فدان باسمك؟” .. قال :”يا أفندي حرام عليك .. انت لو ركبت وتزلت والعربية واقفة برضة يبقى قليل”
الكاتب
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال