نفس الجمال العربي لكنكم تحبون نيروبي!
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
تابع المصريون على مدار ثلاثة مواسم المسلسل الأسباني “لا كاسا دي بابل” والمسلسل جدير بالمشاهدة من حيث السيناريو المنضبط وتسارع الأحداث إلى الإخراج والتصوير وأداء الممثلين، ولكن هناك أسباب أخرى جعلت المشاهد المصري يتعلق بالمسلسل.
الأسبان يشبهوننا إلى حد ما؛ خفة الظل والملامح عاملان مشتركان مهمان على سبيل المثال ، والدراما التلفزيونية تحديدًا تقربنا من شكل الحياة بالبلاد الأخرى، وبالبيوت واللغات التي لا نعلم عنها شيئًا، وكذلك الثقافات المختلفة.
رغم أن بالمسلسل أكثر من عنصر نسائي، إلا أن المشاهد المصري لم يتعلق هذه المرة بالفتيات الشقراوات!..ولكن مال لهذه الفتاة صاحبة الملامح المألوفة، ربما الأن روحها طغت على الشاشة وعلى الدور نفسه، ولأن نيروبي من الشخصيات التي تتمتع بالصدق والإنسانية وسط شخصيات المسلسل، وهذا سبب مختلف جعل المتابعين يتعلقون بها وبمتابعة مصيرها وانتظار الموسم الرابع. .
ألبا فلوريس اسم الممثلة التي لعبت دور نيروبي، والتي لم يهتم البعض باسمها الحقيقي واطلقوا عليها “نيروبي” لسهولة الاسم وحبهم في الشخصية التي قدمتها. وهي ممثلة أسبانية من عائلة فنية، فأبوها “انطونيو فلوريس” كان مغنيًا وعازف قيثارة ومؤلف موسيقي مشهور، وأمها كانت منتجة مسرحية، وللعائلة جذور فنية أخرى، فدخول ألبا فلوريس الوسط الفني بالتأكيد متوقع.
خطفت ألبا فلوريس قلوب المشاهدين، وخاصة أن نهاية الجزء الثالث كانت بإصابتها بطلقات نارية، ووسط كل ما يحدث من أحداث سريعة ومجنونة بالمسلسل، تابع المشاهدون الجزء الرابع فقط ليعرفوا مصير هذه الفتاة صاحبة الملامح العادية الجميلة.
تتميز ببساطتها في الظهور دائمًا بملابس بسيطة غير متكلفة، وبساطتها هذه غيرت مفهومنا عن الشكل الذي يجب أن تظهر عليه الممثلة، أو بوجه أشمل عما يجب أن تظهر عليه الفنانات في العلن وعلى مواقع التواصل الاجتماعي
تترك حاجبيها بشكل نمطي وكثيف، وتختار طلات بسيطة أغلب الوقت، وهذا ما نحتاج أن نراه بالعصر الذي أصبح فيه الهوس بعمليات التجميل وشراء مستحضرات التجميل أولوية عند البعض وخاصة المشاهير، ومن ثم تحُبط الفتيات بأن عليهن الاعتناء بأنفسهن بشكل مرهق ومكلف بظروف اقتصادية صعبة، ، وبشكل لا يجعلنا نستمد الثقة أبدًا من الداخل، ومن حبنا لأنفسنا كما خلقها الله
تظهر ألبا فلوريس أيضًا بدون مساحيق التجميل من فترة لأخرى، والمدهش أن الصور التي أعجبت جمهورها ونشرت بموقع فيس بوك كانت أيضًا بدون مساحيق تجميل، مما يجعلنا نتفائل بأن الناس يميلون للملاح الصادقة لا الملامح التي غيرتها عمليات التجميل أكثر من مرة.
ملامح ألبا تشبه إلى حد كبير ملامح الفتيات العرب، وقد أثبتت بموهبتها وثقتها بنفسها أن الجمال له أكثر من وجه، كما جعلنا الحظر نعيد تفكير في الاعتناء بأنفسنا من فترة لأخرى بطرق طبيعية بعيدة عن صالونات التجميل.
نيروبي تشبهنا جميعًا، وليت الرجال يقدرون الجمال العربي ويتغنون به كما تغنوا بجمال الشقراوات لفترة طويلة، ومن ثم بجمال ألبا فلوريس التي تقترب ملامحها من الفتيات بالشارع بكحل عربي بسيط بالعين، ولكن البعض يميل لعقدة الخواجة!
الكاتب
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال